أعلن الجيش الروسي رسمياً أمس، انتهاء مهمته وهزيمة تنظيم «داعش» في سورية، حيث لم تعد هناك مناطق تحت سيطرة التنظيم في البلاد. وظهر الجنرال كولونيل سيرغي رودسكوي المسؤول عن إدارة عمليات القيادة العامة للجيش الروسي في لقطات على محطة «روسيا 24» التلفزيونية، ليعلن «مهمة هزيمة عناصر داعش على الأراضي السورية التي نفذتها القوات المسلحة للاتحاد الروسي تمّت». وأضاف أن قوات الحكومة السورية تمشط حالياً المناطق التي كانت معاقل ل «داعش» وتطهرها من الألغام. وزاد «كانت المرحلة الأخيرة من دحر الإرهابيين مصحوبة بنشر غير مسبوق لسلاح الجو الروسي»، موضحاً أن الطيران الروسي نفذ يومياً في المرحلة النهائية من القضاء على «داعش» أكثر من 100 طلعة، ووجّه ما لا يقل عن 250 ضربة جوية لعناصر التنظيم ومواقعهم. وأضاف: «لقد عملت طائراتنا على تدمير مواقع المسلحين ومستودعات ذخيرتهم وأسلحتهم، فضلاً عن مدرعاتهم وعرباتهم التي كانت تحمل أسلحة ثقيلة، فيما وجهت طائراتنا الاستراتيجية لهم ضربات مكثفة غير مسبوقة بدقتها وأهميتها». وعلى صعيد دور الطيران الاستراتيجي في القضاء على «داعش»، أشاد رودسكوي في شكل خاص بقاذفات «تو-22» التي «ألحقت بالإرهابيين في غضون الشهر الماضي 14 ضربة قصمت ظهورهم». وأضاف: «قاذفات تو-22 نفذت في غضون شهر 84 طلعة وشنت 14 غارة جماعية على مواقع داعش، ما أتاح خلال الأيام ال5 الماضية تقدم القوات السورية في شرق الفرات والقضاء على 550 إرهابياً بمن فيهم 130 انتحارياً، وتدمير 6 دبابات و14 عربة مفخخة و91 عربة دفع رباعية لهم بمدافعها الرشاشة من العيار الثقيل». كما أشاد رودسكوي بأداء القوات الخاصة الروسية التي كان «عناصرها وفنيوها على الأرض يرشدون الطيارين وأجهزة توجههم إلى مواقع الإرهابيين وتحصيناتهم في سورية». وأضاف: «قوات المهام الخاصة الروسية، كانت تضمن توجيه الطيران الحربي إلى مواقع الإرهابيين، وأخذت على عاتقها تصفية عدد لا بأس به من أخطر قياديي داعش ومتزعمي العصابات المسلحة المنضوية تحت لوائه، حيث اخترقت خطوط الإرهابيين ونشطت في مناطق نفوذهم». وأضاف أن القوات الروسية المنتشرة في سورية الآن تركز على الحفاظ على اتفاقات وقف إطلاق النار في مناطق «خفض التوتر» واستئناف مظاهر العيش في سلام. وختم بالقول: «أراضي الجمهورية العربية السورية تحررت بالكامل من تنظيم داعش الإرهابي، ولم يعد للتنظيم أي وجود في جميع مدن ومناطق وبلدات سورية». في موازاة ذلك، أعلن رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي فلاديمير شامانوف، أن القاعدتين العسكريتين الروسيتين في حميميم وطرطوس في سورية ستستمران في العمل بعد انتهاء العملية العسكرية هناك وسيتم تطويرهما. وقال شامانوف في حديث لوكالة «إنترفاكس» الروسية «كلتا القاعدتين في سورية– حميميم وطرطوس– ليس فقط ستستمران في العمل، بل ستقومان بتطوير قدراتهما وخصائصهما، بوضع آفاق طويلة الأمد لوجودنا في هذه المنطقة غير المستقرة». وأشار البرلماني الروسي إلى أن القوات الروسية اكتسبت خبرة كبيرة في العمليات العسكرية في القوقاز، مؤكداً أنه يمكن تبادل هذه الخبرات مع السوريين. وكان نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي يوري شفيتكين قد صرّح بأن موسكو تسعى إلى الحفاظ على القاعدتين العسكريتين الروسيتين ومركز المصالحة في سورية. وعلى رغم أن موسكو أعلنت أنها بصدد تقليص عدد قواتها في سورية مع انتهاء العمليات العسكرية ضد «داعش»، إلا أن الجانب الروسي لا يزال ملتزماً تزويد الحكومة السورية بالأسلحة وتدريب قواتها. ولا تزال تعمل هناك القاعدة الجوية في حميميم والمركز التقني للأسطول الروسي في طرطوس، إضافة إلى مركز المصالحة الروسي. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن تصريحات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حول بقاء قوات أميركية في سورية حتى بعد القضاء على «داعش» وربط خروجها بتطورات مسار جنيف، تمثل «ذريعة مصطنعة» لإبقاء القوات الأميركية في هذا البلد في شكل غير شرعي. وكان الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية أريك باهون، قال أول من أمس، إن القوات الأميركية في سورية ستبقى ما دام ذلك ضرورياً، في تكرار لتصريحات مماثلة لوزير الدفاع جيم ماتيس.