أعلنت ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي التابعة لأبوظبي للإعلام، وبالشراكة مع وزارة الصحة السعودية عن إطلاق الفيلم الوثائقي بعنوان: «واجب الرعاية»، والذي يسلط الضوء على أكبر تجمع بشري في العالم والدور المنوط بوزارة الصحة في الحفاظ على صحة وسلامة أكثر من 2.5 مليون حاج يؤدون مناسك الحج سنوياً. ويعرّف الفيلم الوثائقي بالبنية التحتية المطلوبة لتقديم الخدمات الصحية لهذا التجمع الضخم والذي يتطلب 30 ألف مزود لخدمات الرعاية الصحية المُتخصصة و155 مركزاً صحياً أولياً و25 مستشفى مجهزة لتوفير الرعاية الصحية وتقديم الخدمات الوقائية واستقبال حالات الطوارئ أثناء الحج، والذين يعملون جنباً إلى جنب مع أكثر من 5 آلاف مُسعف من وزارة الصحة، موزعين حول المسجد الحرام وفي المشاعر المقدسة ويستخدمون أحدث تقنيات نظام تحديد المواقع لتحديد موقع كُل شخص يحتاج إلى عناية طبية، ومن ثم الوصول إليه في الوقت المُناسب لتلبية حاجاته الصحية. ويأتي الفيلم الوثائقي ليركز على ضخامة الحدث الذي يشهد توافداً لأكثر من 2.5 مليون حاج سنوياً للمملكة، ويلقي على عاتق وزارة الصحة مسؤولية كبيرة لضمان صحة وسلامة الحُجاج، فقد أرست المملكة العربية السعودية قواعد بنية تحتية مُتكاملة لتحقيق هذا الهدف، وذلك من طريق مُتخصصين وأحدث التقنيات لتوفير الرعاية المُتطورة وجود الموارد اللازمة في الوقت المُناسب. ويسلط الفيلم الضوء على الجُهد الجماعي الضخم ضمن الرؤية الرامية إلى تزويد جميع الحجاج بالدعم الطبي اللازم حتى يتمكنوا من أداء مناسك الحج بيسر وسهولة وسط أجواء صحية ورعاية طبية، إذ تضع وزارة الصحة في مقدم أولوياتها الاهتمام بالنواحي الوقائية للحجاج، وتتابع الوزارة المستجدات والمتغيرات التي تطرأ على الوضع الصحي عالمياً بالتعاون والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية والهيئات الصحية الدولية مثل مراكز مراقبة الأمراض الدولية. وتُعتبر السعودية مرجعاً رائداً في مجال طب الحشود، إذ إن لديها خبرات مميزة في هذا المجال والتي أشادت بها العديد من المنظمات الصحية الدولية. كما قدمت رؤية 2030 استراتيجية متكاملة لتطوير منظومة الحج والعمرة، مستهدفة زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين من 8 ملايين إلى 15 مليون بحلول 2020، ثم الخطوة التالية بزيادتهم إلى 30 مليون حاج ومعتمر بحلول 2030. وتقدم وزارة الصحة رعاية تتجاوز مجرد التعامل مع الحوادث التي تقع أثناء الحج، إذ توفر الدعم اللازم للزوار المُصابين بأمراضٍ خطرة، وتمكنهم من أداء مناسك الحج كاملة في الوقت نفسه الذي يتم فيه رعايتهم وتلبية حاجاتهم الطبية، وذلك من طريق سيارات إسعاف مُجهزة تجهيزاً كاملاً لنقلهم. من جهته، أكد عبدالرحمن عوض الحارثي المدير التنفيذي بالإنابة لدائرة التلفزيون في أبوظبي للإعلام، أن إنجاز هذا الوثائقي الذي يروي الجهود التي بذلتها وزارة الصحة السعودية في خدمة ضيوف الرحمن، يأتي ترجمة لخطة قناة ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي الرامية لتسليط الضوء على قصص النجاح الرائدة وإيصالها إلى المجتمع بأسلوب مهني مميز. وأضاف الحارثي: «عمدت قناة ناشيونال جيوغرافيك إلى التركيز على البرامج الواقعية المتنوعة، وتصدير قصص رائدة من مجتمعاتنا إلى العالم، عبر اتباع سياسة عمل تقوم على إنتاج مجموعة من الأفلام المحلية والإقليمية التي تسلط الضوء على الإنجازات الوطنية في المنطقة، والتي ترقى إلى المستويات العالمية، وبأسلوب علمي وعرض توثيقي مميز». وأوضح الحارثي أن توجه «ناشيونال جيوغرافيك» يأتي منسجماً مع استراتيجية «أبوظبي للإعلام» التي تسعى عبر منصاتها الإعلامية إلى تقديم محتوى تفاعلي يخاطب مختلف شرائح جمهورها على المستويين المحلي والإقليمي. وفي معرض تعليقه على الفيلم الوثائقي قال المدير العام ونائب رئيس مجموعة شبكات فوكس (سانغاي راينا) : «نحن فخورون حقاً بشراكتنا مع وزارة الصحة السعودية لإنتاج هذا العمل الرائع، والذي يُحكى كقصة بكلمات مُقدمي الرعاية وهم أشخاص مُتفانون وعلى درجة عالية من الالتزام لتُذكرنا بقيم الإنسانية وإنكار الذات التي أظهروها في هذه الفترة المُقدسة لرعاية ضيوف الرحمن». وأضاف: «نفتخر بتقديم هذا الفيلم الوثائقي للمُشاهدين في جميع أنحاء المنطقة، وهو عمل تم تنفيذه بطاقة حب حقيقية من فريق العمل بالكامل، إذ أدى الجميع أدوارهم بشغفٍ وحماسة لنُظهر للمُشاهدين مدى الجُهد المبذول خلف الكواليس ليؤدي ملايين البشر مناسك الحج في مناخ صحي آمن». وتروى قصة «واجب الرعاية» من طريق ثلاثة من المُتخصصين في الرعاية الصحية والتابعين لوزارة الصحة، إذ يقصون على المُشاهدين تجاربهم في مُختلف مراحل عملية الرعاية الطبية للحُجاج، ويشرح الفيلم الوثائقي مهمة المُسعفين المُتجولين والذين يعملون على الوصول إلى الحُجاج في الأماكن التي يصعب على سيارات الإسعاف الوصول إليها، وكذلك مهمة الطبيب الأولى والأساسية وهي توفير أفضل مُستويات العلاج العالمية مجاناً لأي شخص يحتاج إلى أي من أنواع العلاج، بداية من انخفاض السُكر في الدم وحتى السكتة القلبية، ويُعرف بمهمة مُدير العمليات الذي يستخدم تحليل البيانات والتخطيط الذكي وتقنيات نظام تحديد المواقع لرصد الصورة الكاملة وضمان وصول المُساعدة دائماً لمن يحتاجها مهما كانت الظروف، وأن هُناك وحدة رعاية قريبة من الجميع. وكشف الفيلم عن حقائق مُذهلة مثل عمل 30 ألف موظف ليلاً ونهاراً في 155 مركزاً للرعاية الصحية و25 مُستشفى لضمان استخدام أسرة 25 ألف وحدة صحية و500 وحدة عناية مُركزة بأكثر الطُرق فعالية، إضافة إلى 100 سيارة إسعاف وآلاف المُتخصصين في المجال الطبي والصحي مُهمتهم هي تقديم المُساعدة لكُل المرضى عاقدي العزم على الحج في سيارة الإسعاف أثناء أدائهم لمناسك الحج ومن ثم إعادتهم إلى أسرتهم في المُستشفى بنهاية اليوم. سيُعرض الفيلم الوثائقي للمرة الأولى في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري الساعة: 7:00 مساءً بتوقيت مكةالمكرمة على قناة ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي.