وصف إعلاميون خطوة وزارة الثقافة والإعلام، المتمثلة بإطلاق جائزة جديدة باسم «الإعلام الجديد» ب«المثرية»، متمنين، في حديث إلى «الحياة» أن تتبعها خطوات أخرى اعلامية، ولاسيما أن الجميع يدركون أهمية الوسائل الاجتماعية وقوة تأثيرها. وقالت الإعلامية ميسون أبوبكر إن وزارة الثقافة والإعلام «منذ تعيين الوزير الدكتور عواد بن صالح العواد تشهد تغييرات كبيرة وقرارات تبشر بالخير والنجاح، وبخاصة في قطاع التلفزيون السعودي، الذي بدأ بالفعل تنفيذ قرارات الوزير، التي لا يتسع المجال لذكرها هنا»، مشيرة إلى أن جائزة الإعلام الجديد «منذ انطلاقها لاحظنا حراكاً كبيراً في وسائل التواصل الاجتماعي، لترشيح بعض الشخصيات التي قدمت كثيراً، وأثرت في المشهد المحلي والعربي، وبطبيعة الحال اختلفت الذائقة في طبيعة المواد أو الأشخاص المرشحين، ولاسيما أن هناك أصواتاً علت تطالب بفسح الوزارة المجال للأشخاص لترشيح أنفسهم، كي لا يقتصر الترشيح على الآخرين». وأوضحت أبوبكر أن التجربة الأولى «لن تخلو من الأخطاء، لكننا في زمن تسارعت فيه عجلة التغيير إلى الأفضل، ولعل المتلقي الذكي اليوم يستطيع أن يغربل ما يصل اليه، ونحن في زمن محاربة الفساد أعتقد ان الانحياز إلى الجيد والمفيد هو الأجدر بالفوز». بدوره، قال الإعلامي سلامة الزيد: «لا شك في أن أية خطوة تحفز على العطاء المثمر والمميز في أجواء عادلة وموضوعية ليست مطلباً فقط، بل ضرورة»، موضحاً أنه «لطالما انتظرنا مثل هذا القرار الايجابي لضخ مزيد من «الأدرينالين» في شرايين إعلامنا». وتمنى الزيد «ألّا نفسد الامر بتصويت المجاملات، التي ستفرغ الجائزة من مضمونها واهدافها، وأتمنى من وزيرنا الهمام أن ينعش الإعلام التقليدي الرسمي بمحفزات مشابهة عبر مهرجان سنوي لأفضل البرامج وفرق العمل، تكون محفزاته مجزية، عبر رعاة من القطاع الخاص». وترى الإعلامية حنان حسين أن «فسح المجال للإبداع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وإقرار جائزة بذلك يُعد امراً جميلاً وخطوة من شأنها خلق أفاق واسعة، ولاسيما أننا جميعاً نعرف الطفرة الحالية التي تشهدها وسائل الاتصال الجديد والتطور السريع في التقنيات الحديثة، ومدى قدرتها وسرعتها في اختصار المسافات، إضافةً إلى تمكين مستخدميها من فرص كثيرة، وبالتالي وصولها إلى غالبية شرائح المجتمع، فأضحت إعلاما بديلاً محترفاً ومنافساً للإعلام التقليدي، يولد الأفكار ويحث على التعاون بين أفراد المجتمع». ووصف رئيس ملتقى «إعلاميون» الإعلامي عبدالعزيز العيد فكرة الجائزة بالإيجابية والممتازة، وقال: «لا شك في أنها ستسهم في تكريس إيجابية وعمق المشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي من جميع المستخدمين»، مستبعداً في الوقت نفسه أمر تدخل المحسوبيات والشللية، «فالحسابات الفائزة والمتنافسة مكشوفة للجميع، ولا يمكن أن يتم القفز على وعي الناس وذكائهم ببساطة». وزاد العيد: «ما أرجوه أن تتوسع وزارتنا الموقرة في الجوائز لتشمل الإعلام السعودي، وبين يدي الوزير مقترح من ملتقى «إعلاميون» الذي أترأسه بمسمى: «يوم الإعلام السعودي» لعله يرى النور قريباً». من جهتها، أكدت الإعلامية هالة ناصر أهمية مثل هذه الجوائز ودورها «في رفع مستوى المحتوى الصحافي، وتحديداً في وسائل التواصل الاجتماعي التي تُعاني ضعفاً شديداً في ما تطرحه من محتوى هزيل وغير منضبط، ولا سيما أن المرحلة في حاجة ماسة إلى مثل هذه المناشط»، مبينة «كون التصويت مفتوحاً للجميع، فلا أعتقد أن الشللية أو المحسوبيات سيكون لها دور مهم في نتائج المسابقة، وستتلاشى جميعها أمام الرقم الأكبر، وهو صوت الجمهور». وفي السياق، تساءل المذيع عوض القحطاني عن كيفية التقويم وقال: «لكي نبتعد عن الجوائز التقليدية»، مضيفاً: «هي خطوة ايجابية ونقلة نوعية في إيجاد تنافس اعلامي بين شباب الإعلام الجديد، والمحسوبية عندنا مشكلة ازلية، منهم على يمين المنصة الوجوه نفسها مثقفون، وعلى يسار المنصة أدباء، الاختلاف كراسي، فهل وزارة الثقافة والاعلام تستطيع ان تجيد لعبة الكراسي، ونكتشف من خلال جوائز الاعلام الجديد وجوهاً اعلامية حقيقية وليست وهمية تستحق جائزة الاعلام الجديد؟! وقد تكون الجائزة مروراً على الاعلام الجديد من باب أنتم البيت الأمين في مواقع التواصل الاجتماعي، وإن كان ذلك اقرب إلى الواقع، لأن إعلام المواقع الإلكترونية اليوم أصبح خطراً ومؤثراً بنسبة 80 في المئة». وأوضح القحطاني قائلاً إن وضع الشللية هذا «كارثة الاعلام السعودي، مع الأسف المحسوبية تضع صغار العقول في الاعلام في مقدم كبار العقول على حساب العمل الاعلامي».