تراجعت وتيرة غارات «التحالف الدولي» ضد «داعش» في سورية والعراق في شكل كبير مؤخراً، وفق ما أعلن ناطق باسمه أمس، وذلك على وقع الهزائم المتلاحقة التي مني بها التنظيم وأدت الى تقلص مناطق سيطرته. وشنّ التحالف في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) غارة واحدة ضد التنظيم المتطرف. وقال الناطق باسم «التحالف» ريان ديلون في تغريدة على حسابه على موقع تويتر، إنها تشكل المعدل اليومي الأقل لغارات التحالف منذ بدء عملياته قبل ثلاث سنوات في سورية والعراق. وأضاف ديلون: «تمت تقريباً استعادة كافة المناطق التي كان تنظيم داعش يسيطر عليها»، موضحاً أن «7,5 مليون شخص لم يعودوا تحت سيطرة داعش». وعند بدء حملته الجوية في صيف عام 2014 ضد التنظيم في سورية والعراق المجاور، وصل عدد غارات «التحالف الدولي» في اليوم الواحد إلى 50 غارة. ومع خسارة التنظيم غالبية المناطق التي أعلن إقامة «الخلافة الإسلامية» عليها في سورية والعراق، أوضح «التحالف الدولي» أنه لم يصرح عن تفاصيل غاراته سوى مرتين في الأسبوع بدلاً من الإفصاح عنها يومياً كما اقتضت العادة خلال السنوات الثلاث الماضية. وخلال تشرين الثاني، شن «التحالف الدولي» عشرات الغارات الجوية تزامناً مع معارك عنيفة استهدفت التنظيم في آخر معاقله في سورية والعراق. ففي سورية، يدعم «التحالف» قوات «سورية الديموقراطية»، وهي فصائل كردية وعربية، تخوض حالياً معارك ضد التنظيم المتطرف في شمال شرق محافظة دير الزور الحدودية مع العراق. وكانت طردت التنظيم من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سورية، أبرزها مدينة الرقة. وفي العراق، يدعم «التحالف» القوات العراقية التي تمكنت قبل أيام من استعادة السيطرة على راوة، آخر البلدات التي كانت تحت سيطرة التنظيم في البلاد والقريبة من الحدود السورية. كما استعادت القوات النظامية وحلفاؤها بغطاء جوي روسي الأحد السيطرة على مدينة البوكمال الحدودية. وكانت تعد آخر مدينة تحت سيطرة التنظيم في البلدين. وعلى رغم الخسائر الميدانية الكبيرة، يرى محللون أن انتكاسات التنظيم لا تعني الهزيمة النهائية أو القضاء عليه، بل سيعود، وفق تقديراتهم لتنفيذ هجمات من خلال خلاياه النائمة.