على رغم حداثة العُمر الفني لتقى طاهر، أبت أن تسير في ركب جيلها الذي يتبنى النموذج الموسيقي الغربي، أملاً في الشهرة السريعة، فاختارت الموسيقى الشرقية وأضفت عليها طابعاً عصرياً، عبر تقديم تراث أبرز الملحنين بتقنيات رقمية. وترى الفنانة والملحنة العشرينية أن الغناء يجب أن يكرَّس للهوية الحضارية بقيمها الإنسانية، ويلامس في الوقت نفسه متغيرات الواقع، حتى يكون مؤهلاً لتأريخ مراحل زمنية محددة. وتضيف: «يوثق الغناء أحاسيس الوطن وإيقاع الجيل في كل مرحلة من المراحل التي يمر بها المجتمع». وتؤكد الفنانة الشابة المولودة في محافظة أسوان في جنوب مصر، أهمية التوقف عن «تجاهل تاريخنا الفني، فالنسق الموسيقي الغربي يعبّر عن تطور تاريخي مغاير وواقع مختلف عن واقعنا». وترى أن «الشباب هنا يعملون من دون إدراك على تغييب هويتنا الحضارية ووأد قيمنا الشرقية الأصيلة من خلال «فَرْنَجة» الموسيقى الشرقية، لذلك لا بد من نشر الوعي بجذورنا، والعمل في الوقت ذاته على إيجاد لغة فنية جمالية تثري واقعنا وتحتفي بتراثنا وما يحمله من إبداع متميز، ينطوي على عناصر هويتنا ومقومات ريادتنا». وتقول تقى: «لا بد من إعادة الهوية الوطنية والقومية للأغنية العربية، والابتعاد بها عن التشويه والتغريب والفرنَجة». في أعمال طاهر ذات الأصول التي تعود إلى مدينة حلب السورية، أبعاد غير معتادة في الموسيقى والغناء، كأسس لتأليف موسيقى هادفة ترقى بذوق المتلقي. وعن مشروعها الموسيقي توضح: «مشروعي في طور التكون، وهو بدأ منذ فترة طويلة، إلا أنني لا أتعجل النجاح والشهرة بل أتعمد التريث والتفكير كثيراً في اختياراتي الموسيقية واللحنية. أنا حدَّدت هويتي الفنية ولذلك أختار عناصر موسيقية قريبة مني». وعن أهم أعمالها تقول: «القصيدة البحرية لنزار قباني وهي من ألحاني، وقصيدة «وعاد في كفن» للشاعر الفلسطيني محمود درويش، وقصيدة «أنساك من عدم» للشاعر اللبناني مهدي منصور». كما غَنَّت تقى للشعراء أمل دنقل ونجيب سرور وأحمد فؤاد نجم، وتعاونت مع الموسيقي عمر خيرت الذي أهداها لحن قصيدة للشاعر محمد عبدالعزيز عنوانها «نهوند الحياة». ولحنت أغنية أخرى كتبها عبدالعزيز بعنوان «حلمي هيكون باختياري». وتعمل تقى المتخرجة من كلية الحقوق في جامعة الإسكندرية، على رقمنة ما تقدمه من ألحان شرقية. وهي تأثرت بقضايا سياسية واجتماعية عدة، على رأسها القضية الفسلطينية، ومشكلات الفقر والعنصرية والتطرف، وتدعو فى أعمالها إلى أن يسود السلام أرجاء العالم. وتأمل بتقديم «فن محترم يليق بالوطن العربي. عبر موسيقاي آمل بأن أغير شيئاً في قلب كل مَن يسمعني». غنت تقى طاهر ضمن النسخة السادسة من «ملتقى أفقي»، وقدمت إحدى أنجح حفلاتها في مركز الجيزويت الثقافي، وغنَّت عدداً مِن أعمالها الشرقية التي لاقت إعجاب الجمهور. و «أفقي» ملتقى فنّي يقدم أنواعاً مختلفة مِن الموسيقى، أقيمت دورته الأخيرة في الإسكندرية، وتنوعت بين الحفلات الموسيقية والندوات وعروض الأفلام.