يبدو أنه لا صُلح يلوح في أفق رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب، الذي كان مادة دسمة للإعلام الرياضي السعودي، خصوصاً بعد رفضه وعناده في نقل مباراة المنتخبين الشقيقين إلى أرض محايدة، وهو ما اتفق عليه سابقاً بين الاتحادين. وبعد أن سقطت «بالونة الرجوب»، الذي ملأ الدنيا بصراخه أثناء ظهوره الإعلامي المتكرر مُدّعياً حرصه على حقوق الرياضة الفلسطينية، في طريقة لم تجد قبولاً حتى من غالبية الشعب الفلسطيني، الذي أبدا احتراماً كبيراً لمواقف السعودية تجاه قضيتهم الأساسية. نُقلت المباراة ولعبت في الأردن.. «وكأنك يا رجوب ما غزيت»، هذا الأمر أحدث غصّة بدأت واضحة أثناء إقامة مباراة المنتخبين ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019، إذ رفض مقابلة ومصافحة رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد، وتحاشى ملاقاته أمام الكاميرات وخلفها. وعلى خلاف ما يحدث دائماً قبل المواجهات الرسمية من تبادل دروع تذكارية بين ممثلي المنتخبين، رفض الرجوب تسلّم أو تسليم أي درع تذكاري لممثلي «الأخضر»، وفي لقطة ظريفة تعطي دلائل عدة، أظهرت اللقطات التلفزيونية الرجوب نائماً أثناء المباراة وهو جالساً في مكانٍ غير مخصص له، مفضلاً الهرب بعيداً عن مجاورة ممثلي «الأخضر» وعلى رأسهم أحمد عيد. محاولات الرجوب العبثية لإفساد جو العلاقة المتينة بين رياضيي البلدين لم تؤتِ أكلها، إذ إن السفير الفلسطيني في السعودية باسم الآغا كان في مقدم مودعي بعثة «الأخضر» قبل السفر إلى العاصمة الأردنية عمّان، إضافة إلى استقبال السفير الفلسطيني في الأردن لبعثة المنتخب السعودي وزيارتهم في مقر إقامتهم. ولم يبدي الاتحاد الفلسطيني أي تعاون أو تنسيق مع بعثة «الأخضر»، بل تكفّل بذلك الاتحاد الأردني الذي قدّم تسهيلات عدة، كما أن فريق الوحدات صاحب الشعبة الكبيرة في الأردن، خصوصاً من ذوي الأصول الفلسطينية حرص على تقديم درعاً تذكارياً لممثلي «الأخضر»، وكأنهم بذلك أرادوا التأكيد على أن العلاقة بين الشعبين مميزة.