شارك 27 فريقاً جامعياً من 12 بلداً في مسابقة للروبوتات تنظمها مؤسسة دولية، في إطار الاستعدادات لإطلاق رحلات مأهولة إلى كوكب المريخ في السنوات أو العقود المقبلة. وتنظم هذه المسابقة منذ العام 2007 مؤسسة «مارس سوسيتي بولسكا»، واستعرضت فيها مهارات الروبوتات في محاكاة ما يفترض أن تكون عليه المهمات المطلوبة منها على سطح الكوكب الأحمر. ولهذه الغاية، جهزت أرض رطبة وكثيفة لتكون ساحة المسابقة، ومن المهارات التي استعرضتها الروبوتات رفع عيّنة صخرية بدقة ووضعها في مكان مخصص. وشارك في هذه المسابقة فرق من الطلاب الجامعيين من 12 دولة. ويتحكم كل فريق بالروبوت عن بعد، من دون أن يكون قادراً على رؤية المساحة التي يتحرك فيها، وعليهم أن يجتازوا أربعة اختبارات في هذا الميدان الذي يشبه سطح المريخ، مع 750 طناً من التربة الحمراء استخرجت من منجم. ويقول أركاديوس كلوس أحد أعضاء لجنة التحكيم وهو يراقب الروبوت البولندي «أورايون»: «إضافة إلى انتزاع العينات من الأرض، ينبغي أن يكون المشاركون قادرين من خلال الروبوتات على التحكم بمفاتيح مولد كهرباء، وقياس الطاقة، ونقل الأدوات، والتحرك استناداً إلى جهاز تحديد الموقع الجغرافي جي بي أس». ثم يصرخ فجأة: «انتبهوا إنه يشتعل». ويقول ماركين ميرزيجفسكي (31 سنة) الطالب في مرحلة الدكتوراه في الميكانيك في جامعة لبلن البولندية: «يمكن أن يكون ذلك بسبب أجهزة الترانزستور». وأعيد إطلاق الروبوت الملون بالأحمر والأسود، لكن النار عادت واشتعلت في عجلاته، فنقل مجدداً إلى التصليح حيث يبدو أنه سيمضي وقتاً أطول من الذي كان مقدراً. ويقول ماركين: «أمضينا ثلاثة آلاف ساعة في صنع هذا الروبوت، نعلم أنه لن يذهب إلى المريخ، لكن تجربة صنعه أفادتنا كثيراً على الصعيد التقني وكذلك العملي والإنساني». و«أورايون» ليس الروبوت الوحيد الذي واجه مشكلات في المسابقة، فالروبوت الأسترالي انقلب بعدما اجتاز عشرة أمتار، وروبوت بولندي آخر خرج عن مساره، وروبوتات أخرى فقد مصمموها القدرة على التحكم فيها من بعد.