الزواج عقد مصلحة بين طرفين، طرفه الأول الرجل، والمرأة طرفه الثاني، يتم باكتمال شروط محددة، وليس له نهاية زمنية، ولا هو مرتبط بسقف معين، كإنجاب عدد معين من الأبناء، أو ما إلى ذلك، بل هو تعاقد مفتوح إلى ماشاء الله، لاينتهي إلا بموت أحد الطرفين. يتحتم على كل طرف القيام بواجباته، ومسؤلياته، تجاه الطرف الآخر، من أريكة الفراش، إلى مائدة المعاش، يميز طرفه الأول الرجل، بميزات وصلاحيات ليست متاحة للطرف الثاني، لحكمة يعلمها الله، أهم تلك الميزات، ميزة إنهاء العقد في أي وقت شاء، حين ينطق بكلمات ثلاث ينهي بهن تماما ذلك العقد.. وديننا الحنيف، ينص على أن الزواج قبل أن يكون عرض وطلب، هو في أصله علاقة تواد وتراحم، وسكن بين الذكر والأنثى، لقوله تعالى: ( وخلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها )، وقوله تعالى: ( وجعل بينكم مودة ورحمة ) صدق الله العظيم.. وفي جميع الظروف والأحوال، فإن المرأة قد تدفع بحياتها ثمنا للتشبث ببنود ذلك العقد، والمحافظة على استمراره قائما، كونها الخاسر الأكبر، فيما لو فضت تلك الشراكة وتم الأنفصال، فهي تخشى غدا، أن تنعت وتنبذ تحت مسمى ( مطلقة )، إلى درجة أن لا أحد يرغب الإرتباط بها مجددا، وكأنها قد ارتكبت جرم عندما تطلقت ، بينما طليقها المصون، سيذهب طليقا حرا، ليتزوج بما لذ وطاب له من النساء.. لهذا، أليس من واجبنا الديني، وإنصافنا لنساءنا كرجال، أن نقدر تضحياتهن من أجلنا ؟ أليس علينا أن نتحملهن والأخذ بأيديهن ؟ فما إن تخرج المرأة من كنف والديها، إلى عشها الزوجي، إلا وقد استعاضت هذا الزوج عنهم، عندما أصبح في فؤادها الأب الحنون، والأخ الرحوم، والأم الحانية، في حياتها الجديده.. أمانة أبت عن حملها الجبال، بل وأشفقن منها، ثم حملها الإنسان إنه فعلا كان ظلوما جهولا . لاشك في أن هذه أمانة وأي أمانه، فعلى كل رجل لم يعي بعد مسئولية ومعنى الزواج، ولايجد في نفسه قدرة في المحافظة على أمانته، ثم القيام بواجباتها، عليه أن يحجم عن الأرتباط بها، وأخذها في ذمته، فليس العيب أخي الرجل في أن تموت أعزب، إنما العيب أن تحيا وفي ذمتك امرأة مطلقة. ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)