في عام 2008 قامت الصين بانشاء محطات للمترو خارج المدن حرفيًا في الصحراء، الأمر الذي اثار الاستغراب خاصة في الصحافة الغربية التي اتهمت الصين بتبذير المليارات في الهواء. و لكن الصين كانت تفكر أبعد مما تخيلت الصحافة الغربية. وكان بعض الركاب يذهب إلى المحطة الأخيرة من خط المترو من باب الفضول، وكان يفاجأ بأنه يصل إلى محطة لا يوجد بها أحد، وإذا خرج منها لم يجد إلا صحراء قاحلة. واتهمت الصين بأنها بالغت في التخطيط وأنفقت المليارات في الهواء. لكن من يذهب اليوم إلى تلك المحطات يجد مركزًا للمدينة يزدحم بالمباني السكنية والمراكز التجارية. لقد جاءت جميع الشركات بسبب وجود محطات المترو. فقد أدى بناء تلك المحطات إلى ارتفاع قيمة الأراضي حولها. وبدأ القطاع الخاص في التفكير مثل الحكومة، فتوجة إلى شراء الأراضي هناك، ورأى المستقبل أقرب مما تخيلت الصحافة الغربية. ففي أغلب المدن تكون التنمية رد فعل للنمو السكاني ومشكلاته من ازدحام في الطرقات، و تكدس فى عدد السكان في مساحات محدودة. صحيح أن بلديات تلك المدن قد ربحت من ارتفاع أسعار الأراضي، ولكن الشركات المشغلة للمترو عانت من خسائر كبيرة نتيجة لتشغيل خطوط بقيت مهجورة لعدة سنوات، وهو ما دفع الحكومة إلى وضع قيود على بناء محطات جديدة و تقديم الدعم لهذه الشركات. وبينما يستمر النموذج الصيني في بناء مدن جديدة للمستقبل، تكتفي بعض الدول بأن تكون توسعاتها مجرد رد فعل للنمو السكاني، وتتحرك بعد أن تحدث المشاكل الناتجة عن التكدس السكاني. والواقع يقول إن ما تفعله هذه الدول هو مجرد حلول مؤقتة أو مسكنات. و لكن هناك من يعمل على إيجاد حلول لتلك المشاكل والتخطيط لتجنب مشاكل المستقبل في الوقت نفسه. في الأسبوع الماضي قامت وزارة المواصلات بتدشين مشروع في المنطق الشرقيه يساعد على علاج الكثير من المشاكل المرورية الحالية مع الأخذ في الحسبان النمو المتوقع للمنطقة. وذلك بتدشين أحد أطول الجسور البحرية داخل المملكة بطول 3.2 كيلومتر، والرابط الحيوي بين صفوى ورأس تنورة، بما يسهم في اختصار زمن الرحلات، وتحسين الحركة المرورية، ودعم النشاط الاقتصادي واللوجستي الذي تشهده المنطقة.