المنمنمة…عبارة عن صورة تشكيلية تصغيرية، أي مصغرة النسب والأحجام والأشكال. واصطلاحًا" المنمنمة" أطلقت على الرسوم التوضيحية التي رافقت بعض الكتب العربية والإسلامية، وهي بمثابة لوحة فنية صغيرة الحجم ودقيقة التفاصيل، كما أن المنمنمة إبداع فني يحمل الطرافة والدقة، وكانت تسمى المنمنمة قديمًا التزاويق، وقد استمر هذا الفن في تطور، بفضل فنانين من أصول شرقية، ومن الأسماء اللامعة في مجال المنمنمات الفنانة "آمنة الشيخ" التي استطاعت أن تكرس حضورها في مجال هذا النوع من الفنون من خلال تجربتها بعمل مجسمات زاخرة بالمنمنمات الدقيقة للطراز العمراني في منطقة عسير. تقول الفنانة آمنة: إن فن المنمنمات يعتبر من أدق أشكال الفنون الذي كان له حضور كبير في المجتمعات الشرقية في الماضي، وما زال يجد القبول لدى متذوقي الفن في الوقت الحاضر. وحول طموحاتها الفنية قالت: أحاول الوصول إلى العالمية من خلال اللمسات الفنية للمنمنمات المستلهمة من تراثنا وثقافتنا العريقة وإبراز هذه الثقافة للعالم أجمع؛ حتى يستطيع كل من يشاهد مجسمات المنمنمات أن يرى النموذج الحقيقي للحياة في السعودية بكافة شرائحها. وفي سؤال عما يمثله هذا الفن قالت: فن المنمنمات يعبر عن الآثار الثقافية والنفسية التي أنتجها الفنانون المسلمون وغيرهم، الذين عاشوا في كيانات اجتماعية وثقافية تأثرت بقوة أنماط الفكر والحياة التي تميز الإسلام وعقيدته، فهو ظاهرة ثقافية أبدعها المسلمون باختلاف أجناسهم من عرب وغيرهم. ومن هنا يمكننا القول: إن فن المنمنمات الإسلامي يعد من أطول الفنون الزخرفية عمرًا؛ إذ استمر من القرن الثامن ميلادي، حتى القرن التاسع عشر، وعليه فهو يعتبر من أكثر الفنون ثباتا وتنوعا وثراء في الوقت نفسه؛ إذ استطاع الحفاظ على هويته الإسلامية خلال فترة طويلة أثرى خلالها أساليب الرسم والتصوير، وهو ما تجسد في تعدد المدارس. ويعد هذا الفن من أكثر الفنون تعبيرا عن المجتمعات الإسلامية وأحوالها الثقافية والفكرية والسياسية والاقتصادية، حيث عبر هذا النوع من الفنون بكل صدق عن ثقافة أطياف المجتمع على مدى الحقب، فلم يكن الفنانون يقتصرون على تلبية أوامر الأثرياء، ولكنهم حرصوا في الوقت نفسه على تأريخ ثقافات بلادهم المحلية؛ مثلما فعلت المدرسة العراقية، ومن خلال الاطلاع على رسومات المنمنمات والتدقيق جيدا في ألوانها، يمكن الاستدلال وسهولة معرفة الأحوال الاقتصادية للأقطار الإسلامية ومعرفة مدى اهتمام الناس بهذا النوع من الفنون. وعن مدى انتشار هذا الفن في المملكة قالت: انتشرت المنمنمات في الآونة الأخيرة، من خلال مشاركة بعض الفتيات في المعارض الفنية، ونالت الأعمال إعجاب ذواقة الفن، خصوصا أن المنمنمة بها سحر الشرق، وتمتاز باللمسات الرومانسية؛ ما يجعلها مؤثرة في النفس. واستطردت بقولها: أقوم بعمل فن الديكوباج، والمنمنمات، والمجسمات الصغيرة للمنازل؛ حيث قمت بعمل مجسمات لمنازل عسيرية وحجازية ونجدية، ولدي شهادة معتمدة كمدربة في هذا الفن، وكل أعمالي بها منمنمات نابعة من التراث المحلي. وأضافت: أواصل في مسار فن المنمنمات منذ حوالي سنتين، وأمتلك الطموح والشغف لرسم المنمنمات خصوصا، أنني من هواة التاريخ والفن الإسلامي والكتب القديمة، كما أنني حينما أشاهد شيئًا قديمًا، أقوم بعمل مجسم له، وعمل المنمنمات صعب للغاية؛ حيث إنني أستغرق في عمل بعض المنمنمات فترة شهرين من العمل المتواصل. وعن مشاركاتها في المعارض الفنية قالت: شاركت في عدة معارض، من ضمنها معرض في يوم الاحتفال بيوم التأسيس، ولا زلت أطمح في المشاركة بمعارض فنية في مختلف مناطق المملكة.
