"فإننا نعلن تأسيس ووضع حجر الأساس لهذا المركز الذي سيكون مخصصاً للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومركزاً دولياً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة". كان هذا جزء من كلمة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله ورعاه- في تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. توضح مضامين هذه الكلمة الأهداف والتطلعات لهذا المركز الذي أصبح الآن مركزًا رائدًا للإغاثة والأعمال الإنسانية عالميًا. من هذا المنطلق والرؤية الطموحة للمركز، وكذلك من المكانة التي استطاع أن يتبوأها مقارنة بالكثير من المنظمات الإنسانية الدولية العريقة، وبحكم وتواجدي بجامعة "Warwick" البريطانية مبتعثًا لإكمال الدكتوراه في الهندسة، شدني أحد برامج الماجستير التي تقدم في الجامعة، وهو تخصص "الهندسة الإنسانية"، ذلك التخصص الفريد الذي يوفق حقيقة بين أهداف المركز وبين الهندسة اللازمة لتحقيقها. يعنى هذا التخصص تحديدًا بتحسين ورفاهية المجتمعات المنكوبة أو الفقيرة، وذلك من خلال الانطلاق من المعارف الهندسية التي تستغل الإمكانيات بكفاءة وفاعلية لتصميم حلول مناسبة وملائمة لاحتياجاتها. وتعمل عادة على أكثر المواضيع والتحديات إلحاحًا لهذه المجتمعات، وهذه ميزة اكتسبتها من كونها هندسة أكثر من كونها مشروعًا تنمويًا على نطاق واسع. الميزة النادرة لهذا التخصص – وهي جمهوره المستهدف – وضعته في قائمة أفضل التخصصات عالميًا واتجهت كثير من الجامعات إلى فتح برامج خاصة به، بل إن هناك جامعات أضافت مادة منه في الخطط الدراسية لطلبتها؛ مما يؤكد على الاهتمام الأكاديمي المتنامي لهذا التخصص وأهميته عالميًا . يحتوي برنامج الهندسة الإنسانية على تنوع كبير في المعارف بحيث يتخرج الباحث الهندسي وهو يمتلك مجموعة واسعة من الأبعاد يُضمنها في الحلول والتطبيقات التي يقدمها أو ينفذها لمجتمع الخدمة. فبالإضافة إلى المعرفة الهندسية يزود الباحث بجرعات كافية من التاريخ والسياسة والاقتصاد وعلم الاجتماع واللغة وغيرها من العلوم المرتبطة بالمجتمعات، وذلك بغرض أن يكون ملمًا بالأبعاد المختلفة وأثر هذه الحلول على كل بعد. هذه الأداة الشمولية تضمن توافق الحلول مع عدد المتغيرات الكبير وتحقق أفضل الحلول الممكنة من عدة جهات ربما تكون متعارضة بادئ الأمر. الجانب الأكثر إشراقًا في الموضوع هو أن جامعاتنا المحلية تمتلك القدرة الأكاديمية والإمكانيات العلمية لإطلاق برنامج ماجستير بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يكون متخصصًا في علوم الهندسة الإنسانية . هذا البرنامج سيحول الكثير من المبادرات التي يقوم بها المركز إلى منتجات مستدامة تساهم في نقل قيمنا إلى العالم. بالإضافة إلى ما سيوفره هذا البرنامج من مخرجات ومتخصصين سعوديين في هذا المجال الحيوي والمتنامي الأهمية، الذي تتربع المملكة على عرش المبادرين الأوائل فيه.
