تواترت الأنباء مؤخراً عن «الفطر الأسود»، ليتصدر مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية ومصر ودول عربية أخرى، وانتشرت عبر التدوينات شائعات ومبالغات بشأنه كوباء جديد يموت كل من يصاب به أو تنتزع عينه إذا كان محظوظاً وتمكن من العيش. الدكتورة خديجة العطاس أستاذ مساعد واستشارية عيون شبكية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة أوضحت طبيعة وخطورة هذا المرض قائلة: هناك أسئلة عديدة عن هذا المرض الذي ظهر بجانب فيروس كورونا (كوفيد- 19) والذي يصيب العين أيضاً ويعتبر من الأمراض القديمة جداً والنادرة وهو نوع من الفطريات تصيب سقف الحلق وأطراف الأنف ويظهر على هيئة بقع سوداء لذلك أطلق عليه الفطر الأسود، ويصيب من لديهم مناعة ضعيفة أو المرضى الذين يأخذون جرعات عالية جداً من الكورتيزون كمرضى نقل الأعضاء أو من يستخدمون أدوية السرطان وأيضاً مرضى السكر الذين يعانون من ارتفاعه بسبب عدم انتظامهم على الأدوية. وهو عدوى نادرة جداً، ويصاب الشخص في حال تعرضه لجرح بأداة ملوثة بالعفن الذي يوجد عادة في التربة والسماد الطبيعي والنباتات، والفواكه والخضروات المتحللة التي يوجد بها العفن والبقع السوداء، وهذا المرض غير معد ولا ينتقل من شخص إلى آخر، ولا ينتشر عبر الهواء . وفي حال تم جرح شخص بأدوات ملوثة بالعفن الأسود يبدأ بالانتشار داخل الجسم سريعاً، خاصة إذا كانت مناعته ضعيفة، وكأطباء عيون واجهنا مثل هذه الحالات وهناك حالة شخص أصيب في عينه بطرف شجرة أو نخلة، وتصيب هذه الحالة بالأخص المزارعين. وأضافت الدكتورة خديجة:» يبدأ المرض بالتهاب في العين وينتقل سريعاً إلى المخ والجهاز التنفسي والجيوب الأنفية وفي حال وصوله إلى المخ يصدر من الشخص تصرفات غريبة أو يدخل في غيبوبة، وبالرغم من أنه مرض نادر إلا أن الإصابة به مميتة . وانتشر هذا المرض في الوقت الراهن بكثرة في الهند واعتقد أن سبب الانتشار الواسع فيها تبركهم بروث الأبقار أثناء جائحة كورونا وذلك بحكم ديانتهم الهندوسية ظناً منهم أن ذلك سينقذهم منها، ومن هنا انتشر بينهم الفطر أو العفن الأسود. ومن أعراض هذا المرض الشعور بضيق في التنفس واحتقان في الحلق وارتفاع في الحرارة وانتفاخ في نصف الوجه والسعال الشديد والتعطيس والصداع الشديد والقرحة وآلام في الصدر والبطن وأيضا ظهور البقع السوداء في سقف الحلق وفي الأنف ، ومن الممكن أن يصيب المرضى تغير وتقلب في المزاج والدخول في غيبوبة ونسبة الوفاة على حسب بداية المرض وقد تصل من 50 % إلى 100 %. وعن العلاج بينت أنه يبدأ بمضادات الفطريات، ولكن انتشاره سريع، وأيضاً هناك نوع آخر من الفطريات ويحمل نفس الخطورة وربما أكثر من الفطر الأسود وهو الفطر الأصفر حيث يصيب الأجزاء الداخلية خاصة الرئة ولا يكون ظاهراً ويبدأ من الأعضاء الداخلية في جسم الإنسان قبل أن يتضح أو تظهر أعراضه.
