مساكين بعض الناس شغلوا أنفسهم بمراقبة تصرفات الناس وانتقاد سلوك الناس والتدقيق بأفعال الناس والتحليل في نوايا الناس فينتهي بهم العمر ولم يعش أحدهم حياته الجميلة التي هي هدية الرحمن لبني للإنسان، بل عاش دون حياة الناس.. هل تريد العيش بسلام ومرتاح البال وهادئ النفس؟ هل تريد أن تسحر الناس بسحر حلال وتأسر قلوبهم وأفئدتهم نحوك؟ إذاً حسن خُلقك، لين تعاملك، جمل كلامك، لطف عبارتك، عش عفويتك، أترك للناس إثم الظنون، فلك أجرهم ولهم ذنب ما يعتقدون. نحن بني البشر كلنا مثقولون بالعيوب ولولا رداء من الله اسمه الستر لكسرت أعناقنا من شدة الخجل.. فالحياة والعلاقات تنتظم بالتغاضي وتنسجم بالتراضي، وتنهدم بالتدقيق وتنتهي بالتحقيق.. رحم الله من تغافل لأخوانه لأجل بقاء الود ودوام المحبة وستر الزلة، فما أحوجنا إلى محبة صادقة، وقلوب حنونة، تسامحنا إذا أخطأنا، وتعذرنا إذا قصرنا، وتدعو لنا إذا مرضنا، وتترحم علينا إذا انتقلنا إلى جوار ربنا. من يملك راحة البال والهدوء والتأني، وعدم الاستعجال في جميع أموره، ويحب السكون وردة الفعل البطيئة في سائر أمور حياته، فهذه نعمة منّ الله عليها به.. وقيل قديماً: من غضب منك ولم يفعل فيك شراً اختره صاحباً لك فالغضب يفضح طينة البشر.. وما اجمل أن تسير بين الناس ويفوح منك عطر أخلاقك. ترويقة: يقول أدونيس:- الآخرون يرونك حسب انطباعهم وتصورهم الخاص.! إذاً أنت لا تكرهني، أنت تكره الصورة التي كونتها عني وهذه الصورة ليست أنا.!! إنها أنت.!! ومضة: وأجمل ما قيل في الخلق التغافل:- امضِ كأنك لم تسمَع، اصمُت كأنك لمَ تفهَمْ، تجاهل كأنك لم تَرى، وانسى كأنك لم تذكر، وبهذا سَتَعيشٌ مرتاحاً .!