الذكاء هو الفطنة والحكمة وحسن الرؤية في تقدير الأمور وتجاوز الزلّات من الأصدقاء وغيرهم إن حصلت والبحث لهم عن العذر، وليس الذكاء هو إعمال العقل في البحث عن المؤامرات والمكائد واستغلال العثرات والإيغال في التجريح وخاصة في المناسبات السعيدة.. وصلني حوار بين صديقين حول رسائل التهنئة وبرودتها وعدم التفاعل بالرد في حينها.. قال الأول: لا أكاد أرى لك رسالة معايدة في غمرة رسائل المعايدين ! فقال الثاني: أما حدثتك مراراً أني لا أحب الروتين، ولا أجد مباهجي إلا في الجديد، وأتشوّف للأبداع وأحاول جاداً إن شاركت أن اختار ما يصنع فارقاً في العمل والتطبيق.. ياصديقي الجمال مكلف ويحتاج إلى احتفاء يليق بمباهجه !. انتهى. اليوم عبر مواقع التواصل تشعبت دوائر علاقاتنا الإجتماعية وزاد فيها الأصدقاء والمتابعين من غير الأهل والجيران وزملاء العمل، لذا اعذروا من نسيكم من رسائل التهنئة، واقبلوا من تذكركم برسالة جماعية والتمسوا للناس عذراً، حتى تدوم المودة.. وإذا أحب أحدنا أن يستمتع بفرحة العيد، لايسأل نفسه لماذا فلان لم يرد على رسالتي أو اتصالي، بل بادر أنت بالتواصل وإرسال رسائل التهنئة واكسب الأجر، وقد تُفلح عبارة صغيرة أرسلتها بالتسللّ لداخل قلب من أرسلت إليه، فتمكث بتفكيره مدة لابأس بها، ليس لشيء إلا لأنها أرسلت بطريقة معينة وبتوقيت مميز.. ولا قيمة لبعض رسائل العيد ومحادثات التهاني التي تصل لبعضنا إذا لم يتم الرد عليها، وجميل الرد بعبار "شكرا للتهنئة"، فهي لاتكلفنا شيئاً وتزيد من الحب والود وتزيل مافي النفوس من فهم خاطىء. ترويقة: أحياناً في المناسبات السعيدة، قد تسمع كلمات جارحة أو رد جاف أو عدم اهتمام برسائلك من مقربيك ومحبيك، فتجاهل الأمر وأعرض عنه ولا تستعجل بالرد ففي الكتمان خيرٌ عظيم، قال تعالى: {فَأسرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِه}. ومضة: العيد دعوة للتسامح، دعوة لتصافي القلوب، دعوة لنسيان الماضي التعيس، دعوة لتجديد المشاعر، دعوة للاعتذار، نعم الإعتذار وتصفية النفوس..!!!