تدور بنا الحياة في ممراتها، وأفلاكها الواسعة، وتأخذنا مباهجها بعيداً عن الطبيعة والبساطة، فكل تلك التطورات التكنولوجية المبهرة التي تجعلُ حياتنا سهلةً وسلسلةً ومرفهة، تبعدنا عن معاملة الأشياء بمادتها المجردة، وفهم المحسوسات بالحس.. ومع التطوّر الهائل الذي شهده العالم في الفترات الأخيرة تم اكتشاف واختراع العديد من الأجهزة التي تقدّم الخدمة للإنسان، وتُسهل عليه طريقة حياته، ومن هذه الاختراعات جهاز الحاسوب الآلي (اللابتوب). فلقد جاء اختراع جهاز الحاسوب الآلي (اللابتوب) وكأنهُ معجزةُ العصر قبل إختراع الهاتف الخلوي، فنقل الناس من العيش في القرى، والبيوت إلى العيش في كل مكان، وأنت في مكانك تستطيع مشاهدة دول العالم والتجوال بين أروقتها.. وهذا حوار مع صديقتي الشاشة الرائعة التي انتهى عملها اليوم، فشكراً لك بعد خدمة عشر سنوات، ومن باب من لا يشكر الناس لا يشكر الله، شكراً لك أولاً وأخيراً على ماقدمتي لي من خدمات، وشكر آخر لأنك ساعدتني على كتابة عشرات المقالات والخواطر اليومية. يا صديقتي الشاشة بصدق فقد كنت عظيمة في خدمتك لي، ولهذا أرجوكِ واتوسل إليكِ، بأن لا تمرضِي وتتعبي وتغمضي عينيكِ اليوم.. فقط يا صديقتي كوني بخير حتى اتعافى وأستطيع إصلاحكِ مجدداً.. يا صديقتي الشاشة الجميلة وعداً جازماً مني أنني ساقبلكِ وأحتضنكِ إذا فتحت عينيكِ مجدداً ريثما تتحسن ظروفي وأقوم باصلاحكِ أو تغييركِ، أما الآن لا لا لا.. أرجوك راعي مشاعري وظروفي وحبي لك يا صديقتي.. يا صديقتي يعني خلاص ما في فائدة! هل حان موعد مرضكِ؟ ثم ألست تعرفين أن ظروفي ليست على ما يرام اليوم، وأني لا أستطيع إصلاحكِ أو استبدالكِ الآن! نعم أعرف يا صديقي.. إذاً لماذا تحرجيني مع عملي، فغداً عندي عمل وبداية انطلاقة إلى عالم التألق والإبداع!! فهل من إجابة يا صديقتي؟؟ ترويقة: الله المستعان بعد محاولات يائسة وحوار مع صدقيتي الشاشة أبت إلا السكون واغمضت عيناها ونامت قريرة العين مع وداع إلى لقاء آخر يا صديقي.. ثم لا تتسرع بالحكم عليّ.. فأنا مجرد شاشة في جهاز أعمل وفق نظام تشغيل، وبرامج مصممة من قِبلك، وخرابي من صنع يديك، وأنت السبب وليس أنا يا صديقي .. ومضة: سأتركك الآن يا صديقي.. فقد حان موعد سكوني وراحتي إلى الأبد، وستكمل حديثك مع صديقة أخرى، إن لم تحل مشكلة إصلاحي.. دمت بخير وصحة وعافية صديقي العزيز.