واعلم أنك في حيرة من أمرك خطواتك للأمام لكنّ روحك لازالت في الخلف.. أتيقن أنك تُحدق في زاوية واحدة وفي رأسك ألف فكرة وبين جنبيك جمّ من المشاعر.. بين خير مضى وفرحة أُمرنا بها، تساؤلات لا إجابة لها.. وتطلعات للقادم لا تُحصر.. أما في هذه اللحظة أتيقن أنك تنظر لسقف غرفتك وكأنك لاتراه بل ترى السماء وتشعر بإرتباط وثيق بينك وبين من خلفها.. وتتمتم اللهم تقبل منا ما قدمنا وأغفر لنا ما أخرنا.. تعود بك الذاكرة لاؤلئك الذين كانوا معك يوماً ما، والآن غيبّ الله حسهم فلا صوت لهم ولا صدى.. لا داعي للبكاء مجرد صفوف أمامية سبقتنا وصفوفنا ستلحق بهم إذا أراد الله.. وبما أنك تنظر للسماء فادعوا لهم بأن ينير الله قبورهم ويجعل عيدهم في الجنة أجمل.. قلت لا داعي للبكاء أيهديك الإله هدية وأنت بدمعك تستقبل؟ فافرح لعلك من الفائزين بفضله واسعد لعلك من الغانمين بخيره حقًا لا أعرفك ولكنّ قلمي يكتب لك، ويود أن يخبرك أن العيد ببسمة ثغرك يُزهر، وبسعادتك يزداد رونقاً وبهاء.. عاد بفرحه وسروره فاستقبله بنشوة وأُنس فذلك من شرع الدين.. كلنا ذلك الذي يحمل بين جنباته شيئاً يدمي فؤاده.. وفي ذات الوقت كلنا ذلك الشاكر لفضل ربه على تمام النعمة.. فالحمدلله الذي يهدينا لحظة نتلمس فيها الفرح ونصنع منها ألف لحظة بتمام الصحة والعافية، ولُقيا الأهل والصحب والأحبة.. دعوة : جبر الله قلوبكم وأنساكم أحزانكم وأبدلها أفراحاً وأُنساً وبهجة ومسرة، وجزاكم ثواباً على إتباع نبيكم صلى الله عليه وسلم في إظهار الفرح رغم الغصة التي في قلوبكم.. كان الله في عونكم وأمدكم بفرح لا ينتهي،، بقلم إيمان عسيري