أوضحت دراسة علمية أن السرعة تأتي في مقدمة أسباب الحوادث بالمملكة، وتسهم بنسبة 24.6%، وتصل نسبة المصابين نتيجة حوادث السرعة إلى 70% من مجمل حوادث الوفيات؛ إلا أن الأسباب ترجع في غالبيتها إلى العنصر البشري وهو (الإنسان) الذي يقود سيارته بتهور وسرعة كبيرة. وبينت الدراسةُ التي أجراها الدكتور عصام حسن كوثر، والدكتور خالد منصور الشعيبي، والدكتور ياسر عبدالحميد الخطيب، من جامعة الملك عبدالعزيز لصالح مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية؛ الآثار الاقتصادية المترتبة على الحوادث المرورية، وسبل تقليصها. وأوضحت أن 80% من الحوادث المرورية في المملكة التي تُخلف مصابين تقع داخل المدن، في حين 18% فقط تقع خارج المدن، أو على الخطوط السريعة، وهو ما يعني -وفق الدراسة- تدني الالتزام بأنظمة المرور، والسرعة، وتجاوز الإشارات المرورية. من جانب آخر، أفادت الدراسة بأن المصابين بسبب الحوادث المرورية يعانون من مشكلات كثيرة، تأتي في مقدمتها معاناة استعادة المصاب للذكريات الأليمة للحادث، والمعاناة من الاكتئاب والقلق، وعدم قدرة المصاب على التكيف مع المجتمع، مشيرة إلى أن هذه الأمور توضح بجلاء فداحة آثار الحوادث المرورية، وضرورة تلافيها، أو تقليصها على أقل تقدير. وبينت الدراسة أن الحوادث المرورية تصيب سنويًّا نحو 40 ألف شخص، وتقتل أكثر من سبعة آلاف، بينما تسجل إعاقات متعددة تصل إلى 30% من عدد المصابين. وأظهرت نتائج الدراسة أن نحو 97% من الذين تعرضوا للحادث تطلبت إصابتهم نقلهم إلى المستشفى. ووفق الدراسة فإن ذلك يتطلب إجراء العديد من الفحوصات والمعالجات التي تكون لها تكاليف مالية باهظة يتكبدها المصاب أو أفراد أسرته أو الدولة، فيما وجد أن 3% فقط لم يتم نقلهم إلى المستشفى. وذكرت الدراسة أن أخطر ساعات اليوم بالنسبة لقائدي المركبات بين الساعة 12 ظهرا والسادسة مساء، على اعتبار أن 36 % من الحوادث المرورية القاتلة تقع خلالها، ويعتقد أن سبب ذلك يعود إلى ارتفاع وتيرة حركة السير خلال هذه الفترة، خاصة أنها تصادف عودة الموظفين من أعمالهم إلى المنازل. وعلى صعيد الشريحة الأكبر من الحوادث المرورية البسيطة تبين أن (43.5%) كانت خلال الفترة "6 صباحًا إلى ما قبل 12 ظهرًا". وتميل النسبة للانخفاض في الفترات الزمنية التالية حتى تصل أدناها خلال الفترة "12 ليلا إلى ما قبل 6 صباحًا، وأن الشريحة الأكبر من الحوادث المرورية لعينة المصابين (36.6%) كانت خلال الفترة "12 ظهرًا إلى ما قبل 6 مساءً" وتليها الفترة "6 مساء إلى ما قبل 12 ليلا" بنسبة قدرها 27.3%. وتبين من خلال الدراسة أن غالبية الحوادث المرورية التي أدت إلى الوفيات، وقعت خارج المدينة، أي على الخط السريع؛ حيث بلغت نسبتها تقريبًا 62%، ويُعزَى ذلك إلى مجموعة من العوامل منها: السرعة، وضيق الطريق، والتجاوز الخاطئ، وعدم صلاحية الإطارات، وإرهاق السائق، وعدم إضاءة الطريق.