خادم الحرمين وولي العهد يعزيان ملك إسبانيا إثر الفيضانات التي اجتاحت جنوب شرق بلاده    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الخسارة أمام الاتحاد    إسعاف القصيم يرفع جاهزيته تزامنا مع الحالة المطرية    ريال مدريد يتبرع بمليون يورو لمساعدة ضحايا الفيضانات    النويصر: «طيران الرياض» يُوقِّع طلبية لشراء 60 طائرة.. والتشغيل منتصف 2025    60 مشروعًا علميًا بمعرض إبداع جازان 2025 تتنوع بين المجالات العلمية    تعليم الطائف ينهي الاختبارات العملية .. و1400مدرسة تستعد لاستقبال 200 ألف طالب وطالبة    علامة HONOR تفتح باب الحجز المسبق للحاسوب المحمول الرائع HONOR MagicBook Art 14    الجامعة العربية: دور الأونروا لا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله إلى حين حل قضية اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية    صندوق الاستثمارات العامة يوقّع مذكرات تفاهم مع خمس مؤسسات مالية يابانية رائدة    وزير الإعلام يعلن إقامة ملتقى صناع التأثير «ImpaQ» ديسمبر القادم    جمعية اتزان بجازان تختتم برنامجها التوعوي في روضة العبادلة بييش    السعودية تدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف قاعدة عسكرية في إقليم بحيرة تشاد    البنك السعودي الأول يحقق صافي دخل 5.9 مليار ريال سعودي بعد الزكاة وضريبة الدخل للربع الثالث بنسبة زيادة قدرها 16%    فيصل بن فرحان: نسعى لتنويع الشراكات الدولية.. ومستعدون للتعامل مع أي رئيس أمريكي    وزير الداخلية السعودي ونظيره البحريني يقومان بزيارة تفقدية لجسر الملك فهد    وزير الدولة للشؤون الخارجية يلتقي رئيس وزراء كندا السابق    إطلاق حملة ( تأمينك أمانك ) للتعريف بأهمية التأمين ونشر ثقافته    أمير حائل يستقبل وزير البلديات والإسكان ويطلع على تصاميم المنطقة المركزية    أمانة القصيم تنظم حملة التبرع بالدم بالتعاون مع جمعية دمي    أمانة القصيم تكثف جهودها الميدانية في إطار استعداداتها لموسم الأمطار    شارك في الصراع 50 دولة .. منتخب التايكوندو يخطف الذهب العالمي المدرسي بالبحريني    المرشدي يقوم بزيارات تفقدية لعدد من المراكز بالسليل    أمير منطقة تبوك ونائبه يزوران الشيخ أحمد الخريصي    مدير هيئة الأمر بالمعروف في منطقة نجران يزور مدير الشرطة    رئيس الإتحاد: مباراة الأهلي مهمة في الصراع على لقب الدوري    بنزيما يُهدد بالغياب عن مواجهة الأهلي    الدكتور عبدالله الربيعة يلتقي نائب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين    أمير المدينة يكرم الفائزين بجوائز التميز السنوية بجامعة الأمير مقرن    وزير العدل يقر اللائحة التنفيذية الجديدة لنظام المحاماة    أدبي تبوك ينظم أمسية حوارية حول روًي الاختلاف مابين العقل والإبداع    رئيس وزراء باكستان يلتقى وزير الاستثمار    "سعود الطبية" تنفذ 134 ألف زيارة رعاية منزلية عبر فرق متخصصة لخدمة المرضى    وزير الاقتصاد: السعودية تقود المستقبل باستثمارات قياسية في الطاقة المتجددة والتكامل الاقتصادي    الأنمي السعودي 'أساطير في قادم الزمان 2' يُحلق في سماء طوكيو وسط احتفاء من الإعلام الياباني    رئيس جمهورية السنغال يغادر المدينة المنورة    نمو الاقتصاد السعودي بنسبة 2.8٪ خلال الربع الثالث من 2024    الأرصاد: استمرار الحالة المطرية على مناطق المملكة    هاريس تخفف آثار زلة بايدن بالدعوة لوحدة الصف    خدمات صحية وثقافية ومساعدون شخصيون للمسنين    الحركات الدقيقة للعين مفتاح تحسين الرؤية    كيف تفرّق بين الصداع النصفي والسكتة الدماغية ؟    جوّي وجوّك!    السلطة الرابعة.. كفى عبثاً    الجبلين يقصي الاتفاق من كأس الملك بثلاثية    لا تكذب ولا تتجمّل!    «الاحتراق الوظيفي».. تحديات جديدة وحلول متخصصة..!    برعاية الملك.. تكريم الفائزين بجائزة سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه    برازيلي يعض ثعبان أناكوندا لإنقاذ نفسه    جددت دعمها وتضامنها مع الوكالة.. المملكة تدين بشدة حظر الكنيست الإسرائيلي لأنشطة (الأونروا)    الأمير سلمان بن سلطان يطلع على جهود وبرامج مرور منطقة المدينة المنورة    لا إزالة لأحياء الفيصلية والربوة والرويس.. أمانة جدة تكشف ل«عكاظ» حقيقة إزالة العقارات    إعلاميون يطمئنون على كلكتاوي    آل باعبدالله وآل باجعفر يحتفلون بعقد قران أنس    أحمد الغامدي يشكر محمد جلال    مهرجان البحر الأحمر يكشف عن قائمة أفلام الدورة الرابعة    عندما تبتسم الجروح    السفير حفظي: المملكة تعزز التسامح والاعتدال عالميًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في خامس لقاءات نجوم من بلدي السفير تركي ناجي يتحدث قائلاً : لن أنسى الأمير عبدالله الفيصل ..
نشر في أملج يوم 16 - 12 - 2010


طلال العنزي
يقول الكاتب الإنجليزي سومرست موم ( من عجائب الحياة أنك إذا رفضت كل ما هو دون مستوى القمة ، فإنك دائما تصل إليها ) ربما كانت هذه المقولة هي الأنسب في بداية حديثنا عن هذا الضيف الكريم فقد تجاوزت نظرته القريب والمألوف إلى ما هو أبعد وأميز
اختار منذ بواكير الصبا أن يختلف عن السائد , كان التوجه إلى العسكرية غالبا على خيارات دفعته لكن شيئا ما كان يدعوه لدراسة العلوم السياسية .. إلى أن رحل عن مدينته الحالمة، حاملا زاده من الإرادة والثقة بالنفس، ليٌوفقه الله في أولى الأمنيات، بعد أن تخرج من كلية العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف في أول دفعة لها عام 1406ه وبعد مخاض من المراس والتعب هاهو اليوم يتقلد منصب سفير المملكة العربية السعودية لدى دولة "مينيمار" وقد نال مؤخرا الثقة الملكية وأصبح ( وزيراً مفوضا بوزارة الخارجية في المرتبة الرابعة عشرة) والأكثر من ذلك أنه أول سفير من منطقة تبوك، وهو فخور بكونه أحد أبناء أملج التي يحبها حتى الثمالة، ويصفها بأنها ولادة النجوم.
لقد كان لرحلتنا معه مذاق خاص, شعرت بذلك وأنا أدون هذه الحلقة عن مسيرته المكللة بالنجاح، سائلين الله له دوام التألق والتوفيق. سأترككم في معيته الآن لندير دفة الحديث نحو أعماق تجربته الثرية ونتعرف عليه أكثر فأكثر ..فأهلا وسهلا بضيفنا الكريم سعادة السفير/ تركي بن ناجي العلي
سعداء بلقائك أيما سعادة, لك من الجميع تحية معطرة بالورد فأهلا وسهلا بك عبر هذه الحلقة من حلقات نجوم من بلدي.
.. أهلا بك و برواد ومرتادي صحيفة أملج الإلكترونية ..سعادتي لا توصف حيال هذه الدعوة الكريمة وأتمنى أن أكون ضيفا خفيفا على مائدة القراء الأعزاء ..
• انطلاقتنا دائما ما تكون من خلال البطاقة الشخصية سعادة السفير ..
أنا أخوكم : تركي ناجي عبد القادر يوسف العلي، من مواليد 1381ه أعمل سفيرا للملكة العربية السعودية في دولة "إتحاد مينيمار". نلت مؤخرا شرف الثقة الملكية لأكون وزيرا مفوضا في وزارة الخارجية. لدي من الأولاد ولله الحمد راكان وهو خريج قانون من الجامعة الأردنية بعمان، ونايف الذي يدرس بكلية الطب بجامعة تبوك، وخالد في المرحلة الثانوية ولدي اثنتين من البنات واحدة في المرحلة المتوسطة والأخرى في الابتدائية ولله الحمد والمنة.
• أعتقد أن نقطة التحول الأولى في مشوار حياتك، هي ذات النقطة التي تحدث عنها رفيق دربك المهندس فهد العلي، الذي استضفناه هنا من قبل .. ترى ما لذي بقي من شؤون وشجون ذلك التحول المفصلي في حياتكم.
أتذكر جيدا أن التوجه العام لخريجي المرحلة الثانوية في تلك الفترة كان إلى الكليات العسكرية، لكنني ونفر من زملائي المقربين اختلفت توجهاتنا عن ذلك, اتجهنا أنا وأبن عمي فهد إلى جامعة البترول والمعادن بالشرقية، وقد وفقنا الله في اجتياز الفصل الأول من السنة التحضيرية، لكن المشكلة كانت فيما بعد .. لم نتأقلم مع الحياة ، كنا نشعر بالوحشة، بالإضافة إلى أنه لم يكن هناك من يشجعنا ، الظروف بدت أصعب مما كنا نتصور. جاءني فهد في حينها وقال لي يا تركي أنا قررت أن أخلي طرفي من جامعة البترول وأن أتوجه إلى جامعة الملك عبد العزيز بجدة قلت له: الآن وبعد أن اجتزنا هذه المرحلة الهامة يا فهد ..قال : ليس باستطاعتي أن أكمل, إن كان لديك الرغبة في الانتقال معي فلنذهب .. وقعتُ في حيرة من أمري ولعله وأمام إصراره الشديد كان أن أثر علي خصوصا وأننا أصدقاء منذ الطفولة, على أية حال انتقلنا إلى جدة لندرس في جامعة الملك عبد العزيز ..
كانت الرغبة الدفينة التي تراودني منذ الصبا قد تحركت وهي أن أكمل في مجال العلوم السياسة, بدأت أرتب أفكاري لأنتظم في هذا الخيار دونا عن غيره، وبالفعل درست في كلية العلوم السياسية بجامعة الملك عبد العزيز، إلى أن تخرجت منها، وكنت ضمن أول دفعة تتخرج من هذه الكلية عام 1406 ه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وقد عٌرض علي وظيفة معيد في نفس الكلية بيد أن رغبتي في التوجه إلى العمل الدبلوماسي كانت هي الأقوى ..
• أتساءل هاهنا حيال هذه الرغبة في العمل الدبلوماسي، ودراسة السياسة على وجه الخصوص هل ثمة مؤشرات في مرحلة الطفولة كانت تدفعك نحو هذا الخيار دون غيره ؟
كنت أستمع إلى الأخبار السياسية بل وأتفاعل معها وفي الحقيقة أنني عاصرت أحداثا سياسية هامة في تلك الفترة، منها حرب أكتوبر 73 م وقرار إيقاف تصدير النفط لأوربا ومازلت أذكر ردود الفعل التي واكبت ذلك القرار المدوي، بالإضافة إلى حادثة مقتل الملك فيصل عام 1395ه .. لقد كانت المنطقة ملتهبة وفي اعتقادي أن هذه الحيثيات جعلتني اهتم بالمشهد السياسي دون غيره .. كنت أتابع، أحلل، أتفاعل، أنتقد.
• إذا أود منك أن تحدثني عن المرحلة الانتقالية من الظهران إلى جدة ومنها إلى قصة قبولك في كلية العلوم السياسية ..
لا بد في البداية أن أشير إلى أن كلية العلوم السياسية كانت لا تقبل سوى أبناء النخب من الأسرة الحاكمة أو الوزراء أي أنه لا يمكن لأي طالب دون هذه الطبقة أن يٌقبل فيها، والحقيقة أن الجميع كان يتوجس من شي اسمه سياسة ودبلوماسية, في الحقيقة أنني اعتبرت قرار دخولي لهذه الكلية بالذات بمثابة التحدي .. على أية حال تقدمت في بادئ الأمر لكنني لم أقبل الأمر الذي دفعني لأتجه لمقابلة ذلك الرجل الذي لن أنساه ما حييت إنه سمو الأمير عبدالله الفيصل يرحمه الله ذهبت لمقابلته شخصيا لأشرح له الموضوع .. قلت له أنا ابن من أبناء الوطن جئت من مدينتي الصغيرة التي تقع على ساحل البحر وأسمها "أملج" وأتشرف يا سمو الأمير في أن أكون في المستقبل القريب بإذن الله أحد منسوبي السلك السياسي والدبلوماسي في هذا البلد الغالي على قلوبنا جميعا. فما كان من سموه إلا أن اتصل بمعالي الدكتور عبدالله نصيف على الفور وكان حينها الدكتور عبدالله مديرا لجامعة الملك عبدالعزيز، وابلغه بضرورة قبولي في كلية العلوم السياسية، ولله الحمد انتظمت للدراسة على مقاعد هذه الكلية ثم بعد التخرج كانت بداية مشواري في الحياة العملية .. في وزارة الخارجية بالرياض ..
* الكثيرون يجهلون طبيعة العمل السياسي أو الدبلوماسي بشكل عام بودنا أن نتعرف على أهم المحطات في مشوارك العملي لعل في ذلك ما يفيد ؟
القبول في وزارة الخارجية كذلك لم يكن بالأمر السهل، كانت هناك اختبارات عدة من ضمنها اختبارات في اللغة ومقابلات شخصية مع وكلاء الوزارة، عموما تقدمنا للعمل في الوزارة أنا ومجموعة من الطلبة المتخرجين في ذلك الوقت، كان عدد المتقدمين حوالي 400 طالب، تخصصاتهم مختلفة؛ علوم سياسية، قانون، اقتصاد. وبعد هذه الاختبارات اختير من هؤلاء 30 طالبا ثم اختصر إلى 10 طلاب، ولله الحمد كنت من هؤلاء العشرة ولا أخفيك واقع العمل يختلف عن المنهج التعليمي.
كانت أول تجاربنا العملية ما يعرف بتجربة الأرشيف وكان مسماها المتعارف عليه تجربة الأرشيف العام ..الخريج منا كان لا بد أن يقضي سنة في قسم الأرشيف للإطلاع على كل القضايا السياسية بملفاتها المتخمة، وكذلك القضايا الاقتصادية والقنصلية، وهذا لأن العمل في الخارجية يتفرع إلى عدة فروع؛ منها السياسي والاقتصادي والدبلوماسي والقنصلي.
على أية حال، بقيت في الأرشيف مدة سنة كاملة، بعدها رشحت للالتحاق بالمعهد الدبلوماسي بالرياض، لدراسة الماجستير. ولله الحمد اجتزت المعهد خلال سنتين وحصلت على الشهادة ثم بعد سنتين أخريين، التحقت بوكالة الوزارة للشؤون الاقتصادية والثقافية ..وتدرجت فيها إلى أن وصلت مديرا للإدارة العامة للعلاقات الاقتصادية الدولية في الوزارة، وذلك خلال ثلاث سنوات من حصولي على الماجستير بعدها رشحت لأكون رئيسا لقسم شؤون الرعايا السعوديين بالقاهرة لمدة خمس سنوات من عام1413 ه ثم عدت للعمل في وزارة الخارجية مرة أخرى وعينت مديرا عاما لشؤون الرعايا بالخارج لمدة 8 سنوات ثم بعد ذلك حصلت على الثقة الملكية وعينت سفيرا للملكة في دولة إتحاد مينيمار.
نود أن نعرف أكثر عن هذه الدولة مينيمار ؟
"مينيمار" كانت تسمى سابقا ب "بورما" .. وهي دولة تقع جنوب شرق أسيا، تحدها الصين، وتايلند. تغير مسماها إلى "مينيمار" في عام 1992 م، وفي الحقيقة إنه يوجد في المملكة ما يقارب نصف مليون بورمي أو برماوي، يقيمون في أجزاء متفرقة؛ في مكة والمدينة والطائف .. هناك في "بورما" لا يوجد جاليات سعودية، بل يوجد سعوديون أصولهم بورميّة.
هذا المجتمع البرماوي الذي لا تعرف عنه شيئا من قبل كيف تكونت علاقتك الأولى معه؟
العلاقات بين الحكومة السعودية وهذه الدولة تعتبر جديدة .. أما عن علاقتي بها كمجتمع جديد عليَّ، فقد ذهبت لها في عام 1426ه وكأني أبحث في المجهول .. بطبيعة الحال كنت قد قمت بدراسة شاملة عنها مستعينا ببعض الكتب والصحف ومواقع الإنترنت .. تعرفت بتعمق على نظامها السياسي والاقتصادي والمعيشي. اتجهت فور وصولي إليها إلى وزارة الخارجية، كبرتوكول متعارف عليه، والتقيت بوزير الخارجية المينيماري السيد ليسيجنبول، وشرح لي كيفية تقديم أوراق اعتمادي سفيراً لبلدي في هذه الدولة، وهكذا حتى توثقت العلاقة ولله الحمد أعتبر مؤسساً للعلاقات السعودية المينيمارية.
• ارتبط مسمى السفير والقنصل بوزارة الخارجية ..بودي أن نعرف الفرق بينهما ؟
مرتبة السفير، هي مرتبة وظيفية يحصل عليها موظف وزارة الخارجية، بحصوله على الثقة الملكية من قبل خادم الحرمين الشريفين، حيث يعين حفظه الله سفيرا له في دولة ما، وفي نفس الوقت تسمى هذه الثقة ببراءة السفير، وهناك براءة أخرى تسمى براءة القنصل العام. وبالنسبة لعمل السفير فهو المسئول أمام الدولة عن جل الإجراءات التي تخص البلدين، وهو من يرأس السفارة بجميع ملاحقها؛ العسكرية والثقافية والتعليمية. أما القنصل فإنه يُعنى بشؤون الرعايا من استخراج التأشيرات إلى الفيز والزيارات وما إلى ذلك من أمور يحتاج إليها المواطن.
قد تتعرض الجاليات السعودية في الخارج إلى مضايقات وابتزاز كيف تتعاملون مع ظروف كهذه ؟
هذه مشكلة تؤرق جميع السفارات، وهي ليست مختصة بسفارة دون أخرى، لكن ما ألاحظه، أن المواطن السعودي أصبح لديه وعي بأنظمة وقوانين الدول التي يزورها، يُمكنه من التعامل بأريحية مع تلك أنظمة والقوانين، وهذه خطوة هامة ساعدت السفارات على تفادي العديد من المشكلات والحقيقة أننا دائما وأبدا نمتثل لتوجيهات الملك حفظه الله ونحن نحرص كل الحرص على متابعة أي قضية يتعرض لها المواطن في الخارج منذ بدايتها وحتى النهاية.
على الرغم مما تقول سعادة السفير إلا انه ثمة قصور ملحوظ حيال دوركم في توعية السياح السعوديين بالخارج؟
البرامج موجودة. ومن خلال عملي في الإدارة العامة لشؤون السعوديين. كان ثمة برامج توعية مكثفة خصوصا في مواسم السياحة .. هناك توعية دائمة لكن الإشكالية تكمن في هذا السؤال : هل المواطن يطبق ويمتثل ويتفاعل ايجابيا مع هذه التوعية أم لا؟
لعل من أكبر المشكلات التي باتت ترهق كاهل المجتمع هي مشكلة وضع أبناء السعوديين المتزوجين دون وثائق في الخارج .. كيف تنظرون لهذه المشكلة؟
عندما كنت رئيسا لقسم الرعايا في القاهرة واجهت العديد من هذه القضايا خصوصا في زواج السعوديين غير الرسمي .. وهو أمر ملحوظ، كذلك في سوريا واندونيسيا، المشكلة ليست مشكلة الزواج بذاته، الزوج والزوجة مهما كانت مشكلاتهم فإنها تحل، المشكلة الأساسية تكمن في الأبناء، هناك الكثير من الأبناء السعوديين في الخارج. ولعل في تعليمات وزارة الداخلية، التي تلزم المتقدين للزواج من الخارج، بتوقيع تعهدات خطية بقبول الأنظمة القضائية، والقانونية، لبلد الزوجة الأجنبية، بما تتضمنه من حق الحضانة بعد الانفصال، وقوانين الأحوال الشخصية، ما يخفف من وقع هذه القضية الشائكة.
وماذا عن الفيز والتأشيرات؟
التأشيرات نوعان إما أن تكون زيارات أو تأشيرات عمل، وهذه الأخيرة يمكن الحصول عليها من قبل وزارة العمل .. السفارة دورها في التعامل مع المكتب الذي يقوم المواطن بتوكيله بالخارج لجلب العمالة الوافدة .. هناك شروط معينة يجب تطبيقها صحية وأمنية.
أنت تمثل رأي الملك، ولعل في ذلك ما يعظّم من المسئولية الملقاة على عاتقكم وعاتق جل السفراء كيف يبدو لك الأمر؟
هي ثقة ملكية كبيرة أن يكون المواطن سفيرا لبلاده، وهو حمل ثقيل، ومسئولية عظيمة يؤديها الإنسان في حياته.. ولكن عندما يأتيك الدعم من قبل ولاة أمرك، ستجد بأن لديك الكثير الذي ستقدمه، وهو ما يهون علينا حجم المسئولية. وبطبيعة الحال هناك تعليمات هامة لابد من التقيد بها، وفي حال وجود عوائق لابد من العودة إلى المرجع ..السفير لابد إن يطبق التعليمات التي تصل إليه من المقام السامي، أو من وزارة الخارجية. ولعل دوره الأساسي يكمن في إيصال المعلومات بسلاسة للطرف الآخر.
صف لي مدى علاقتكم بصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية؟
شخصية غنية عن التعريف، وهو أبو الدبلوماسية السعودية .. يتابع بحرص شديد أدق التفاصيل. إنه ثري بالعمل الدبلوماسي ولا غرابة في ذلك كونه ابن للملك فيصل رحمه الله الذي كان وزيرا للخارجية لسنوات طويلة. لا أستطيع أن أوفي سمو الأمير سعود حقه مهما تحدثت عنه.
* ما لذي أضافه العمل الدبلوماسي لشخصية تركي ناجي ؟
العمل الدبلوماسي يصهر شخصيتك ويمنحك المزيد من الثقة.
* وماذا بقي للحوراء ..
كل الحب لأهلها ولأرضها التي مشيت عليها خطواتي الأولى، الحديث عن أملج ذو شجون، فقد كانت في طفولتنا مدينة تحاول أن تدب على وجه الأرض، مثلما كنا نحاول نحن. استحضر هاهنا ملامح الذكريات .. يوم أن كانت بدون كهرباء، لم يكن عبر طرقاتها سوى الأتاريك. كنا أثناء فترة الدراسة نسطو على هذه الأتاريك لندرس على ضوئها، ولا أخفيك لم تكن دراساتنا بالسهلة كانت الفصول تعج بالطلبة في الفصل الواحد 50 أو 60 طالبا .. بيتنا القديم كان على البحر وما زالت ذاكرتي تنتعش بصور كثيرة، حيث "الفنديرة" و"الهوارى"، المراكب الشراعية، والأجواء الجميلة .. وكنا وبكل الأسى مجبرين لمغادرتها حالما ننهي مرحلة الثانوية، لكنني حريص على أن تكون أملج حاضرة. لأقدم لها ما أستطيع حسب ما أمكن، واحسب أن هذا شان الكثيرين من أبنائها الأوفياء. أتمنى لأملج العزيزة المزيد من التطور والرخاء.
وماذا عن الطموح والتطلعات؟
بقي الكثير. وشخصيا أعتبر هذه الخطوة؛ خطوة أولى، وبإذن الله أتطلع للعمل في سفارات أخرى ومناصب أخرى، سعيا مني لخدمة وطني الحبيب. ولي شرف أن أكون أول سفير من منطقة تبوك، ومن هذه المحافظة الرائعة "أملج"..وكذلك أتشرف بأبناء عمي وهم سفراء أيضا، محمد علي سفيرنا في جنوب أفريقيا، وأمجد بديوي سفيرنا في غينيا، وفقنا الله وأياهم للإخلاص في العمل، خدمة لهذا البلد الذي أعطانا الكثير. وحفظ الله مليكنا الغالي أبا متعب، ورده إلى إلينا سالما معافى.
كلمة أخيرة
توفي والدي قبل أن أنال شرف الثقة الملكية بشهور، وكم كنت أتمنى أن يكون بيننا. أسال الله أن يرحمه رحمة واسعة .. أنا سعيد بكم والحقيقة إن منبركم اليوم أصبح محطة هامة بالنسبة لنا وقد تابعت حلقات نجوم من بلدي ووجدتها رائعة للغاية كما وأن للصحيفة حضور مؤثر من خلال طرحكم لهموم ومشكلات المواطن الأمر الذي أكسبها مصداقية ورصانة جعلت المسئول يتجاوب مع ما يطرح من خلالها لذلك أنتم مميزون فيما تقدمون , شكرا لك أخي أنس وشكرا لزملائك القائمين على هذا العمل الجبار ونتمنى لكم المزيد من التقدم والعطاء ولحورائنا الغالية المزيد من الرخاء والتطور وفقكم الله .
وها قد حان وقت النهاية سريعا بعد أن عشنا معك أبا راكان هذه اللحظات التي لاتنسى , لك كل التقدير والمحبة حيال تلبية دعوتنا وكم نحن سعداء بلقائك بل وفخورين بك .. نتمنى من الله أن يحفظك وأن يوفقك لما فيه الخير وإلى المزيد من النجاحات والتألق لخدمة هذا الوطن المعطاء . كما لا يفوتني في نهاية المطاف أن أتقدم بالشكر للأخوين المصور طلال العنزي وأستاذي محمد صديق الحربي حيال مشاركتهما في إخراج هذه الحلقة، لكم كل التقدير قرائنا الأعزاء وإلى لقاء يتجدد وضيف جديد دمتم في حفظ الباري .. وإلى اللقاء .
ضيفنا مع ابنيه خالد ونايف حفظهم الله
صور مختارة للضيف الكريم ..
السفير تركي ناجي في لقائه مع خادم الحرمين الشرفين إبان تعيينه سفيرا لمينيمار
السفير تركي ناجي في لقائه مع وزير خارجية مينيمار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.