انتقدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تردد واشنطن في الرد القوي على الحشد العسكري الروسي في سوريا الذي سبق الحملة العسكرية التي تشنها موسكو على المسلحين هناك، والتي تشمل الثوار الذين تدربوا على يد وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي أيه". وأشارت "الصحيفة" إلى أن الأدلة كانت واضحة على أن موسكو تحشد عسكرياً لتنفيذ هجوم في سوريا، ومع ذلك لم تتحرك واشنطن لاتخاذ موقف قوي ضد روسيا. وتحدثت عن أن الهجمات الجوية الروسية شملت ثوار سوريا الذين تدربوا على يد ال"سي آي أيه" والذين لم يتلقوا تحذيراً من أنهم هدف للطيران الحربي الروسي. وذكرت أن الضربات الجوية دمرت كذلك الاستراتيجية الهشة للإدارة الأمريكية التي تقوم على تدريب آلاف الثوار لقتال داعش، والتي تعرضت لضربة إضافية، أمس الجمعة، بإعلان البنتاجون تراجع جهوده بشكل حاد في بناء قوة لقتال "داعش". وأشارت "الصحيفة" إلى أن الانتكاسات طالت – كذلك – برنامجين منفصلين تقوم عليهما الولاياتالمتحدة في سوريا، أحدهما تابع للاستخبارات الأمريكية ويشمل مساعدة الثوار الذين يسعون للإطاحة ببشار الأسد، والثاني يقوم على استخدام سلاح الجو الأمريكي، وتقديم المساعدة للمجموعات الثورية التي تقاتل "داعش" على الأرض. وقال المحلل الاستخباري "جيفري وايت" من معهد واشنطن: إنه يبدو أن هناك فجوة أو عدم اتصال بين جانب الاستخبارات وجانب العمليات بشأن سوريا، مضيفاً أنه وعلى الرغم من الحشد الروسي، كان هناك فشل من جانب واشنطن في قراءة النتائج المترتبة على ذلك. ونقلت "الصحيفة" عن محللين أن التردد الأمريكي ربما جاء بسبب الإشارات التي فسرتها الإدارة الأمريكية مطلع العام الجاري بأن الرئيس الروسي يتحرك باتجاه التخلي عن دعم "الأسد"، ودعم محادثات تقود إلى رحيله.