نجح أطباء أستراليون في إعادة بناء وجه طفل مغربي وُلد بلا أنف وعينين، في عملية جراحية وصفت بالناجحة، وظهر أمام وسائل الإعلام للمرة الأولى، بعدما حصل على وجه جديد. وكان الطفل يحيى الجبلي البالغ من العمر 3 أعوام فقط، ولد بتشوهات خلقية نتيجة مضاعفات في الرحم، منعت عظام وجهه من الالتحام مع بعضها البعض، وساعدت امرأة ذات أصول مغربية بنقله العام الماضي إلى أستراليا للخضوع لجراحة تجميلية معقدة بحسب صحيفة "دايلي ميل البريطانية". وتناقلت وسائل الإعلام الأسترالية قصة "يحيى" الذي يعيش مع أسرته في قرية صغيرة، تبعد عن الدار البيضاء 6 ساعات بالسيارة، وبعد العملية الجراحية التي استمرت 18 ساعة، أصبح بإمكان "يحيى" أن يعيش حياة طبيعية كباقي الأطفال في مثل سنه. وعلى الرغم من حالته النادرة، تمكن "يحيى" من مخالفة جميع التوقعات، واستطاع التغلب على المضاعفات التي ألمت به في رحم والدته، ومن ثم ولد بصحة جيدة باستثناء التشوهات التي جعلته منبوذاً في قريته. واضطر والدا الطفل إلى إخفائه معظم الوقت عن المجتمع، وفي المرات القليلة التي كان يخرج فيها من المنزل كانا يغطيان وجهه، ونظراً لعدم اكتمال نمو فمه، لم يكن "يحيى" قادراً على الكلام، واقتصر تواصله مع أسرته على الإشارة. وما إن وقعت عينا والدي "يحيى" على وجهه الجديد بعد العملية الشاقة، حتى انفجرا بالبكاء من فرحتهما التي لا يمكن وصفها في هذه اللحظة المؤثرة. وانتشرت محنة الطفل "يحيى" للمرة الأولى في جميع أنحاء العالم، بعد أن قام أحد أصدقاء الأسرة بالتوسل عبر فيسبوك لأصحاب المهن الطبية للمساعدة في منح الطفل حياة طبيعية. ولحسن حظه، قرأت السيدة فاطمة بركة التي تعيش في ميلبورن، وعانت في السابق من مرض سرطان الثدي هذه المناشدة، وأخذت على عاتقها البحث عن الجراح القادر على إجراء العملية بنجاح.
