الأفكار السلبية من أهم عوامل الفشل الرئيسة, كما تتسبب في خفض التقدير الذاتي لدى الطفل. ولتخليص الطفل من الأفكار السلبية؛ سنتعرف على بعض أسبابها وطرق التخلص منها: أسباب الأفكار السلبية لدى الطفل: تعرّضه للتهكم والسخرية منذ الصغر سواء في شكله أو طريقة حديثه أو تصرفاته أو تفكيره, لذا يجب على الوالدين تجنيب الطفل كل ألوان السخرية حتى لو كانت من الأقارب على سبيل التندر بالطفل. حدثني أحد الأطباء النفسيين يقول: جاءتني إحدى الأمهات ومعها ابنتُها, وبعد السؤال عن الحالة اكتشفت أن هذه الفتاة لم تنظر للمرآة منذ سبع سنين, فتعجبت وسألتها عن السبب, وبعد إلحاح شديد قالت لي: كنت وأنا صغيرة يُعيرونني بكِبَرِ أنفي!. عدم تلبية احتياجاته بشكل كافٍ؛ مما يدفعه إلى سؤال الآخرين والانطواء على الذات، وكذلك جعله يشعر أنه أقل من غيره. تركيز الوالدين على مواطن ضعف الطفل وتضخيمها مثل قولهم: أنت (غبي, جبان, كذاب ).. وهكذا, حتى يصدق الطفل هذا الشيء عن نفسه, فالطفل يتأثر بالرأي السائد عنه (رأي المربي في المتربي له أثر على شخصيته). وليت الآباء عملوا العكس. عقد المقارنات بين الطفل ومَن يتفوق عليه من أقرانه أو إخوته, وقد يكون الطفل مميزاً لكن تمت مقارنته بطفل آخر أكثر تميزاً منه فشعر أنه فاشل، وتكونت لديه فكرة سلبية عن ذاته. حثه على ادعاء ما ليس فيه لإثارة إعجاب الآخرين. مثال: تقول الأم لجاراتها: ابنتي هي التي صنعت هذا الطعام. والصحيح أن الطفلة فقط ساعدت أمها في صنع الطعام. قد يكون الطفل لديه بوادر خوف وتردد وضعف في الشخصية, فبدل أن تعالج من قِبل المربي, فإنه يزيد في تأصيلها في الطفل. مصاحبة المثبّطين وأصحاب الهمم المتدنِّية, فالعدوى تنتقل والمرء على دين خليله. فراغ الطفل يجعل الأفكارَ السلبية والهموم تتسلل إليه, وكثير من قضايا الجنوح والانحرافات السلوكية سببُها الفراغ القاتل. إجباره على أنشطة لا يحبها. مثال: في موسم الصيف يقوم الأبُ بالزج بطفله في نادٍ صيفي, والطفل يرغب بنادٍ لتعلم السباحة. حرمانه من تفسير الأحداث، مع أنها أحيانًا أشياء يمكن استيعابها أو تبسيطها لتلائم عقله. مثال: (تكبر وتعرف)!. إطلاق أوصاف جماعية تشمل جميع الأطفال فيها تقليل من قيمته. مثال: (أنتم مهملون) مع أن التقصير بدر من طفل واحد فقط. الحماية الزائدة له، والتي تحرمه من الاستكشاف والاعتماد على النفس. مثال: (لا تستطيع الذهاب وحدك)! التذبذب في معاملة الطفل وجعله يعيش في دوامه من تضارب الآراء. تهديده بالعقاب البدني، وكثرة اللوم والعتاب والمحاسبة على كل صغيرة وكبيرة. طرق تخليص الطفل من الأفكار السلبية: 1- تنمية ثقته بنفسه وتلبية حاجاته وإعطاؤه المهارات اللازمة. 2- التركيز على مواطن قوته والنقاط الإيجابية عنده وإبرازها ومدحها. 3- إشراكه في أعمال تطوعية نفعها متعدٍّ؛ لأن العطاء والبذل يبعث على السعادة والإيجابية. 4- غرس أهداف سامية تناسب مرحلة الطفل وقدراته فيسعى لتحقيقها. 5- مراقبة الأفكار السلبية في مهدها والقضاء عليها واستبدالها بأفكار إيجابية. 6- تدريبه على ضبط انفعالاته وغضبه وعدم الاسترسال في ذلك. 7- إشراكه في الأنشطة الجماعية والتفاعلية, وإبعاده عن أجواء العزلة والانطواء على الذات فالعزلة أحيانا مرتع خصب للأفكار السلبية. 8- تشجيعه على اتخاذ القرار والاختيار بين البدائل والثناء على اختياراته. 9- تعليم الطفل فنَّ تجاهل الأفكار السلبية وأن يقول : (وماذا إذا) ويمضي في طريقه ثابتا هادئا. 10- تدريب الطفل على أن يعمل شيئاً مختلفاً إذا هجمت عليه فكرةٌ سلبية كممارسة الرياضة أو مشاهدة التلفاز. نايف القرشي naif_odian@