انتشرت في الآونة الأخيرة عبر تطبيق "واتس آب"، مقاطع لبعض الجرائم التي ينشرها عدد من المنحرفين أو الشباب المتهور، بصورة عشوائية على حسابات الفتيات؛ بهدف ابتزازهن أو تخويفهن؛ ما تسبب في نشر الرعب والأذى بسبب ممارسات البعض ممن لا يعبئون بما يحققونه من ضرر للغير، بالرغم من أن الموقع الذي اشترته "فيسبوك" ب19 مليار دولار، لم يخصص للاستخدام في مثل هذه الممارسات التي تخرب البيوت وترعب الأبرياء. تطبيق "واتس آب" استخدمه الكثير في الهزل مع زوجته دون النظر لما يمكن أن يتسبب فيه، حتى أن بعضهم أنهى علاقته مع زوجته برسالة عبر "واتس آب" كان يمزح بها معها قائلاً: "طالق، طالق، طالق" ولكن محكمة المدينةالمنورة أخذت الأمر بشكل جاد، وحكمت بأن الطلقة بائنة وأخذت الزوجة صك الطلاق، فكل من يستحلف عبر الوسائل التقنية يعتبر أمراً مأخوذاً به, ولا مزاح أو هزل في الزواج، وآخر أرسل رسالة خطأ إلى فتاة، وبعدها أدت إلى مكالمة هاتفية وتلاها علاقة صداقة ووعود بالزواج، لينتهي الأمر بعد 3 أشهر بجريمة اغتصاب عندما استدرجها الشاب إلى لقاء غرامي وقام باغتصابها. تقول فوزية أحمد (متقاعدة حديثاً): إنها أضافت "واتس آب" لجهازها، وفوجئت بإرسال قصص مصورة لجرائم الخادمات، تسببت في إصابتها بوساوس أرهقتها وأصبحت قلقة في نومها، حتى أنها ذهبت لتبحث عمن يرقيها، فضلاً عن تخوفها من الخادمة المتواجدة بمنزلها، حتى نصحتها مختصة بتجنب برنامج "واتس آب" شهرين أو ثلاثة، حتى عاد لها استقرارها وثقتها بالآخرين. أما نهى العنبر (معلمة)، تقول: إنها كانت تتابع فتاة تضع صوراً لأطفال مشوهة أو مقتولة، ورقاب منحورة، وأطفال يحرقون بالنار، مستنكرة أن يتم إرسال مثل هذه المقاطع البشعة التي تروع الأطفال والنساء. تأثير سلبي على الأطفال من ناحيتها، أكدت نوف عايش المطيري "ماجستير علم نفس ومشرفة تربوية بإدارة توجيه الطالبات"، أن إحدى الدراسات بدأت في مقارنة بين أطفال قرية نائية لا يوجد لديها تلفزيون وأطفال قرية لديها تلفزيون لمعرفة أثر قنوات العنف على سلوك الأطفال، وأظهرت النتائج أن أطفال القرية التي يوجد بها تلفزيون كثر بينهم الشجار والضرب، في حين كان الآخرون أكثر سلاماً وراحة نفسية، وحينما أدخلوا التلفزيون لهذه القرية فوجئوا بظهور العنف فيما بين الأطفال بما يعادل 160 مرة مقارنة بالسلام الذي كانوا عليه من قبل تعرضهم للبرامج التلفزيونية العنيفة. وأكدت أن "الدراسة" كشفت أن المشاهد المخيفة والعنيفة يخزنها العقل في الذاكرة ويحتفظ بها في العقل الباطن فلا تمحى بسهولة، وهو ما يتسبب في آثار نفسية للطفل، حيث تثير تلك المشاهد في نفس الأطفال الرعب والخوف، فيصبح فاقد للأمان الذي يعتبر في هرم الحاجات النفسية؛ مما يؤدي إلى انسحابه أسرياً واجتماعياً خاصة إن كان مليئاً بالاضطرابات النفسية فيكون عالة أكثر منه عنصراً فاعلاً، مبينة أن ما نشاهده الآن من حالات قتل النفس وكثرة الأمراض النفسية نتيجة تساهلنا بما يتلقاه أطفالنا من تربية دخيلة أوجدتها العولمة. أما الأخصائية النفسية هند السرحان، فتؤكد أن "واتس آب" سبب للأطفال رعباً وخوفاً أصبحوا بسببه يخشون النوم بمفردهم، ولو ناموا يرون أحلاماً مزعجة وخيالات بأن هناك من ينظر لهم من الشباك ووجود أشباح، ولا يستطيعون اللعب بمفردهم حتى بمكان قريب جداً من الأهل. حرمة تتبع عورات المسلمين وتختم هند الغدير مشرفة تربوية بوصية تخاطب فيها كل مستخدمي تطبيق "واتس آب" أن يشعروا بالمسؤولية ولا يجعلوا ما في أيديهم هو ما يتحكم بهم، بل هم من يتحكمون به ويديرونه بعقل حكيم وقلب رحيم مع النهي عن تتبع عورات المسلمين، مستشهدة بما رواه ابن عمر رضي الله عنه قال: "صعد رسول الله صلى الله عليه و سلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: "يا معشر من أسلم بلسانه ولم يُفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله"، ونظر ابن عمر إلى الكعبة فقال: "ما أعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك" – حديث حسن (سنن الترمذي 1655- صحيح الجامع 7985 وصحيح سنن أبي داود 4083).
