تلقيت رسائل مختلفة تنتقد بعض ماجاء في مقالة (النمر العربي المقدام جبران) وهي لا تختلف عن ما يدور في بعض المجالس المحلية وجميعها ترى أن الاشادة بنجاح منفرد قد يؤثر على معنويات المقاتلين الآخرين الذين يقومون ببطولات وانجازات على مدار الساعة بالقرب من حدود بلادنا وفي الداخل دون معرفة وتقدير جهودهم، والحقيقة أن هذا الرأي مُقدر ويدل على تلاحم قوي بفضل الله بين المواطن والقوات العسكرية بشكل عام، ولكن يجب توضيح مايلي: 1. أن هذه الحادثة منذ حدوثها صباح السبت الماضي غدت حديث كافة وسائل الإعلام المحلي والعربي والعالمي بشكل موسع،والحقيقة ان الإعلام العالمي سبق اعلامنا في تكرار بث المقطع المصور!. 2. الإعلام الخاص ممثلا بتوثيق المعركة هو العنصر المؤثر فلولا تصوير الفتاة للحظات إعدام الارهابيين الخطيرين لما أخذ الموضوع كل هذه الابعاد. 3. فات على الكثيرين أن مشاهدة العالم بأسره لرجل أمن سعودي شجاع يقابل وجها لوجه الارهابيين المدججين بالأسلحة والأحزمة الناسفة مقبلا غير مدبر وهو يتصدى لهم بسلاحه ووطنيته ويعدمهم من مسافة مترين هو انجاز وفخر كبير يثبت تفوق المملكة ونجاحها بل وتميزها عالمياً في دحر الارهاب بشتى انواعه. 4. نجاح التدريب وتطبيق قواعد الاشتباك القتالي الذي برز خلال بسالة جبران ورفاقه دليل قوي لجميع اعداء السعودية ابتداءً بملالي ثورة الارهاب الايرانية ومرورا بعصابات المافيا وانتهاءً بالخلايا الارهابية النائمة فقد اصيبوا بخيبة أمل قوية، وتلقوا رسالة مباشرة مفادها أن السعودية ماضية في التصدي لهم بعزم لا يلين، وأن هؤلاء السعوديون باسهم شديد ومقاتلهم عنيد وقادتهم أشداء وهذا هو الواقع. 5. لدينا بشكل عام سوء تقدير اعلامي ومعنوي لبعض الأمور وأهمها جهل أهمية استثمار نجاح أي عمل بارز سواء فردي او جماعي واستغلال ذلك سياسيا وأمنياً ومعنويا محليا وخارجياً، وهذا موضوع لا جدوى من التوسع فيه في ظل سياسة ومستوى اعلامنا الوطني الحالي. 6. من يعتقد أن مستوى المقاتل السعودي على كافة الجبهات يتأثر سلباً بنجاح أي جزء من تشكيلاته الأخرى فهو بعيد عن معرفة الواقع وهو أن ذلك المقاتل متطور بفكره ومعنوياته يستمدها من عقيدته الايمانية، وجهودهم يعرفها كل مواطن بالمملكة وبدقة.والرأي الشاذ لا تأثير له. 7. فلنتصور أن الارهابيين تمكنا من السيطرة على عربة الأمن ولاذا بالفرار وأخفق جبران في تصفيتهما بشجاعة، وتم توزيع الفيلم الذي وثق العملية من شرفة المنزل ثم تناقلته وكالات العالم وتلفزتها واعلامها الاجتماعي.. والحال كذلك والحمدلله انه لم يحصل، فماذا سيكون تأثيره على المقاتلين على الحدود وفي الداخل؟ وعلى كافة المواطنيين والدولة؟!. هنا يتضح الفرق بين النجاح والاخفاق وبين القوة والضعف وبين الفرحة بالنصر والإنكسار نتيجة التفريط. 8. لماذا لا نفرح بالتفوق الوطني ايا كان فاعله،ولماذا لا نثمن إعجاب العالم بنا بسبب مشهد قتالي بطولي سعودي يُهزم فيه الارهاب بالصوت والصورة؟!. 9. لماذا لا نكون ايجابيين ونُشيد بكل ناجح وبطل، رجل كان أو إمرأة ولماذا لا نحول ذلك الى رواية لقصة نجاح وطني. 10. لماذا لا نحول حادثة الياسمين الى عمل تلفزيوني او سينمائي سعودي كبير ونطرحه للعالم بناء على نجاح حقيقي موثق ؟. 11. لماذا لا نتغير لنكون أكثر ايجابية؟ ولماذا نبقى تابعين للإعلام الوطني التقليدي البليد ونحن في زمن وأحداث غير تقليدية؟. ١٢. لماذا لا ندرك أن الاعلام اصبح حرب بذاته والذكي هو من ينجح في استخدامه لمصالحه الوطنية؟ ١٣. إن ماحدث في الياسمين كان نتيجة لجهود منظومة وطنية كبيرة قامت بأعمال عالية الدقة على مستوى العالم فلا نقلل منها بأعذار ليست وجيهه. التحية والاعجاب والتقدير لكل جنود الأمن السعودي المنتصرين في جميع معاركهم.