قاد قرار وزارة التجارة والصناعة الأخير بإيقاف الإعانة الحكومية عن حليب الأطفال الذي يحوي نكهات طبيعية وصناعية، تجارا إلى التوجه لخيار رفع الأسعار بنسبة تصل إلى 20%. وأكد مستثمر ل"الوطن" طلب عدم ذكر اسمه، نية عدد من مصنعي حليب الأطفال رفع الأسعار نظراً لارتفاع التكلفة بعد إلغاء الإعانة الحكومية لحليب الأطفال الذي تدخل "الفانيلا" في تركيبته، بحسب حديثه، مشيرا إلى أن أكثر من 75% من الحليب الموجود في السوق يندرج تحت هذا النوع. وعلى الرغم من أن المواصفات القياسية السعودية تعتبر "الفانيلا" مواصفة قياسية وليس نكهة إضافية، إلا أن "التجارة" ضمنتها الأصناف التي لا تشملها الإعانة. اختلاف حول "الفانيلا" باعتبارها مواصفة قياسية أم نكهة مضافة، جعل وزارة التجارة والصناعة تصدر تعميماً لتجار ومستوردي حليب الأطفال الرضع بعدم صرف الإعانة الحكومية للحليب الذي يحتوي نكهات من بينها "الفانيلا"، الأمر الذي دفع التجار إلى التوجه لرفع سعر الحليب بنسبة قد تصل إلى 20% بحسب ما أكده أحد مستوردي حليب الأطفال في المملكة ل"الوطن"، فيما يرى خبير اقتصادي أن إلغاء الدعم الحكومي سوف يقود إلى إضافة تكلفة على المستهلك النهائي تتمثل في نسبة الإعانة الحكومية إضافة إلى نسبة التضخم. وعلى الرغم من أن المواصفات القياسية السعودية تعتبر "الفانيلا" مواصفة قياسية وليست نكهة إضافية، وهو ما يستوجب بحسب الأمر السامي رقم 3/ب/16386 صرف الإعانة لحليب الفانيلا الذي يشكل أكثر من 75% من مكونات حليب الأطفال، إلا أن وزارة التجارة شملته ضمن النكهات الأخرى التي لا تشملها الإعانة. من جانبه أكد أحد مستوردي حليب الأطفال في المملكة ل"الوطن" (طلب عدم ذكر اسمه)، نية عدد من مصنعي حليب الأطفال رفع الأسعار بنسبة قد تصل إلى 20%، نظراً لارتفاع التكلفة بعد إلغاء الإعانة الحكومية لحليب الأطفال الذي تدخل "الفانيلا" في تركيبته، مشيراً إلى أن أكثر من 75% من الحليب الموجود في السوق تدخل الفانيلا في تركيبته، مما يعني أن إلغاء الإعانة سوف يؤدي إلى رفع التكلفة، وبالتالي زيادة السعر على المستهلك. من جهة أخرى، أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور علي دقاق أن الدعم الحكومي يشكل جزءاً من تكلفة الإنتاج، تقوم الحكومة بتعويض المنتج عنه؛ لخفض تكلفة الشراء للمستهلك النهائي، وقال "رفع المعونة الحكومية يؤدي إلى تحويل التكلفة على المنتج، خاصة في السلع المهمة، ونظراً لارتفاع المستوى العالمي للأسعار حالياً، وانخفاض معدل الدخول وزيادة نسبة الخصوبة ومعدل المواليد، سوف يقود رفع الدعم الحكومي عن حليب الأطفال إلى تضرر شريحة كبيرة، وسوف يتحمل المستهلك تكلفة إضافية تفوق نسبة الدعم الحكومي". إلى ذلك، اعتمدت وزارة الصحة في إيضاحها لوزارة التجارة حول النكهات ما ورد في المواصفات القياسية السعودية رقم 1037/1995، الصادر عام 1995، الذي يفيد بأنه يسمح بإضافة النكهات الطبيعية والصناعية المسموح باستخدامها في المواد الغذائية للأطفال لأعمار أكثر من سنة، وقالت: إن حليب الأطفال الرضع البديل لحليب الأم هو الحليب المصنع وفقاً لمعايير دستور الأغذية العالمي وطبقاً للمواصفات السعودية والخليجية للوفاء باحتياجات الرضع الغذائية حتى ستة أشهر من العمر، مشيرة إلى أنه لا يسمح من الناحية الصحية بتقديم الحليب والأطعمة المضاف إليها العسل للرضع الذين تقل أعمارهم عن سنة، كما يمنع إضافة النكهات الأخرى للرضع أقل من سنة. من جانبها أوضحت الهيئة العامة للغذاء والدواء بحسب ما ورد في التعميم أن الأنظمة واللوائح الفنية والمواصفات القياسية المعتمدة توضح أن منتجات حليب الرضع والأطفال التي تشملها الإعانة وفقاً للأمر السامي الكريم رقم 3/ب/16386 وتاريخ 5 /11 /1418 هي المنتجات المخصصة للأعمار منذ اليوم الأول حتى عمر ثلاث سنوات، وتلك المنتجات يجب أن تكون مستوفية لمتطلبات اللوائح الفنية والمواصفات القياسية المعتمدة، وأن تكون خالية من النكهات المضافة، وتمتاز باحتوائها على نسبة 11% من بروتين الحليب ونسبة 8% من دهن الحليب. وتشير المواصفة السعودية القياسية رقم 1904/2001 الخاصة بالأغذية الحليبية التكميلية للرضع والأطفال المعتمدة بتاريخ 2 /10 /2001 تحتفظ "الوطن" بنسخة منها في الفقرة رقم 4/23/5 المتعلقة بالمنكهات باعتبار "الفانيلين" وهو مشتق من الفانيلا إحدى المواصفات القياسية السعودية، وهو ما يتنافى مع اعتباره من النكهات الإضافية التي توجب رفع الإعانة، ويخالف ما رفعت به وزارة الصحة التي اعتمدت مواصفة صادرة بتاريخ أقدم من المواصفة الحديثة التي تعتبر الفانيلا مواصفة قياسية. وجاء في تعميم آخر حصلت "الوطن" على نسخة منه "أن وزارة المالية ترغب بإبلاغ مستوردي حليب الأطفال بأن إعانة حليب الأطفال تقصر على ما يتم فسحه جمركياً من الحليب الخالي من النكهات المضافة اعتباراً من اليوم التالي لإبلاغ المستوردين بذلك، على أن توضح فواتير الشراء العمر المخصص له هذا الحليب ونوع المادة المضافة للحليب إن وجدت".
