بملحوظة عابرة يرى المرء اختراعا يمحو آخ، أو يسد عليه طريق التسويق، أو يحجب نشاطه بعدما كان يُغرق السوق. فرواج عادمات الأوراق قبل سنين قضت عليه عملية التحرير الإلكتروني والحفظ على الأقراص المدمجة. هل رأيتم عادمة مُخصصة للأقراص المدمجة؟ أظنهم لا يفكرون في تصنيعها الآن. خيبة أمل مفاجئة قلبت حياة مالكي مصانع الفرّامات، وكانت العادمات جزءا مطلوبا من مناقصات تأثيث مكاتب كبار الموظفين. قرأتُ أنَّ إحدى دوائر الاستخبارات عَرفت كل شيء عن المستهدف من مهملاته التي اعتاد أن يلقيها من سلته في سلة النفايات خارج شقته. حتى تاريخه الصحي وما يتناول من طعام، وفي أي مطعم اعتاد أن يأكل. ومن هنا حرصت شركات تصنيع وتزويد المكاتب أن تصنع عادمة الأوراق ضمن رزمة اتفاقية التزويد PACKAGE. وجدتُ نوعاً زخرفياً من عادمات الأوراق في مكتب أحد معارفي. رغم أنه يتعاطى تجارة وأعمالاً لا تتطلبان السرية، ويقول إنها جاءت «مع المكتب». وتقول نشرة لتصنيع هذا النوع من المعدات المكتبية إن هناك أكثر من ثلاثة أنواع من العادمات واحدة صغيرة يقال لها PERSONAL شخصية. والأخرى ذات أداء عال وتحمّل HEAVY DUTY. أما الثالثة فهي عمومية..! أي تُوضع في الممرات ولا أعرف لماذا هذه الأخيرة..! وأسلم شيء اتخذه قدماء البشرية أنهم كتبوا أخبارهم ورسومهم على حجر..! (هذا يصعب إعدامه!). ولو أن عادمات الورق كانت موجودة قديماً، أو أن ثمة من اخترع «عادمات صخر»..! لما استطعنا الوصول إلى جزء كبير من تاريخ الأجداد.. والأمجاد!. في اعتقادي أنه لا بأس من الاحتفاظ بعادمة أو أداة تمزيق إذا كان الأمر يتطلب هذا الجهد. أعتقد أن الخوف يساورنا، حتى وصلنا إلى مرحلة متقدّمة من الهلع تركت بصماتها حتى داخل مكاتبنا، وصرنا نعرض العادمة ك «ديكور» حتى لو لم يوجد لدينا ما نكتبه.