سيدي القارئ العظيم: أعترف بسلطتك في هذا الزمان الذي يشبه ظلمك، فقد أرغمت معشر الكتاب على قراءة ما تدون من جور وغضب وسخافة.. فأنت وحدك من يكتب وأنت وحدك من يفهم ولا حياة لكتابة إلا إذا نفخت بها من وعيك، أعلم أنك لا تقرأ أنت اليوم تكتب فقط، والكل يصغي لك بخشوع، وإن قرأت فيكون ذلك فقط من أجل أن تستلذ بانكسار الكتّاب حينما يشحذونك متابعتهم والتعليق على ما يكتبون.. تماديت في إذلال الكتّاب واحتقارهم، فلا يوجد لك باب فضل معروف حتى نقف على عتباته نستجدي شهامتك أن تمنحنا رغيفاً يابساً ينقذنا من الجوع الظالم، فأنت متكبر جبار تسجن الكتابة وتصدر عليها أحكام الإعدام بدون حكم قضاء ولا حكم أعراف، أنت القضاء وأنت التقاليد وأنت الحق الذي لا يغيب وإن شئت فأنت " ..." "ضعفك كضعف الثعلب لا يظهر إلا بمكر وحيلة " علمت من أراد الشهرة أن يجعل الوطن حاجة تطلب بقوة وجشع، حتى أصبح نشيد الأوطان وظائف ومطالب ومنافع، فالتضحية عندك نفاق، والانتماء للوطن مسرحية سخيفة، فالانتماء الذي تؤمن به فقط إيمان لقبيلة أو منطقة أو عائلة، فأنت الأصل فما زاد عنك قصر عن الوجود. تريدنا أن نتعلم كيف نكره المسؤول. إن للوطن حدوداً ولوجودك حدوداً، فبماذا تنصح أن نتجاوز؟ لكي نعرف حدود انتمائنا أيها المبارك العظيم! إخوان.. قاعدة.. وبطاقات تعرض، هذا من هذا، فبعد التلبس بدعوات نصر دين الله، التي انكشف زيفها جاءت دعوات نصر حاجات المواطن، وأيضا هذا من هذا.. دعوات لا تتيح سوى خيارين: إما التضحية بالوطن أو التضحية بالحياة، خيار عادل إن كان الهدف الوصول إلى العذاب والتشرد.. عزيزي القارئ أنت من تصنع البطل وأنت من تحدد شروط البطولة وحدك القادر على بناء الانتماء والاحترام، فلا تجعل الحياة حقاً لمن يريد إحراق الحياة. الله ثم الوطن هل تؤمن بذلك؟ فالله رحمن رحيم، والوطن لم يولد من خطيئة، "تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير" الوطن ليس حاجة ولكن رائحة أجداد وتضحيات عظيمة تاريخية لم تصنع من أجل تجارة وأرباح موقتة، بل من أجل أن تكون تلك التضحيات خالدة، لا يوجد بالذاكرة سواها، هل عرفت الآن معنى الحياة، إنها الأمن والاستقرار والنماء والمحافظة عليها، وقانا الله شر الفتن ووفق الله قادتنا في مواصلة العمل لخير الوطن والمواطن.