لاعب عرف كيف أن يقدم نفسه في أمريكا الجنوبية وأشتهر بعدها بشكل لافت ، ومن ثم يشد الرحال ليحزم الأمتعة للإحتراف في القارة العجوز وبالتحديد إلى هولندا بلاد الطواحين أنه فعلاً لويس ألبرتو سواريز دياز والملقب ب (بالمدفع) من مواليد 24 يناير 1987 ولد في مدينة سالتو في أوروغواي ، لاعب كرة قدم أوروغوياني دولي ويلعب حالياً مع نادي ليفربول الإنجليزي الموسم الحالي 2011 - 2012 م. بدأ مسيرته الكروية مع نادي ناسيونال مونتيفيديو الأورغواني في 2005/2006م ، وفي موسم 2006/2007 انتقل إلى نادي غرونيننغن الهولندي ، في أغسطس 2007 انتقل إلى نادي أياكس أمستردام الهولندي بعد ذلك في عام 2011 وتحديدا في شهر يناير انتقل إلى نادي ليفربول الإنجليزي. بداية الحديث والمقال و قيل منذ قديم الأزل أن المبادئ لا تتجزأ ، فصاحب المبدأ لا يستخدمه في بعض الأحيان حينما تكون الأمور في صالحه "وينساه" متى آرد، حضرت هذه المقولة في عقلي عندما رأيت هذا الدفاع المستميت من ليفربول عن مهاجمه لويس سواريز وارتداء لاعبي الريدز قمصانًا عليها صورته واسمه تضامنًا معه بعد إدانته بالعنصرية وإيقافه لثماني مباريات. لقد اعتقد عُشاق ليفربول أن فريقهم هو نادي الأصول صاحب المبادئ ، لنشاطه الاجتماعي برعاية المعاقين ومشاريعه الخيرية والتهاني التي يوزعها في الأعياد والمناسبات على المسلمين والمسيحيين، ولكن هل هذه تكفي لكي نقول أنه "نادي صاحب قيم وأصول" !، ولماذا لا يكون ريال مدريد أو برشلونة أو حتى بلاكبول صاحب أصول لأنه في حقيقة الأمر له نشاطات خيرية كبيرة وضخمة. من الرائع أن يُدافع نادي ليفربول ولاعبيه وجماهيره عن اللاعب في محنته، لكن يجب على كل منتمي للريدز أن يسأل نفسه هل اللاعب على حق بالفعل، أو أنه بريء.. الإجابة لا فاللاعب بنفسه خرج واعترف اللاعب سواريز أنه قال لإيفرا في مباراة ليفربول و مانشستر يونايتد بتاريخ 15/ أكتوبر / 2011 والتي أنتهت (1 - 1) للجولة الثامنة وعلى ملعب آنفليد ، وقال له "أيها الزنجي" بل وأنه برر هذا بأن ثقافته مختلفة وأن هذه الكلمة "عادية" في أميركا اللاتينية ..... ليخرج رئيس رابطة اللاعبين المحترفين جوردون تايلور "ليسخر" من هذه المبررات ويؤيد قرار الاتحاد الإنجليزي. لقد صبر الاتحاد الإنجليزي كثيرًا على اتخاذ قرار ضد سواريز منذ 15أكتوبر 2011 م وحتى 15ديسمبر 2011م ، وفي هذه الفترة ظل يجمع الأدلة والمستندات، ولم يكن ليتخذ مثل هذا القرار الصارم ، إلا إذا كان واثقًا تمام الثقة أن اللاعب مدان ويستحق هذه العقوبة "الكبيرة" في لعبة شعارها الأساسي " لا للعنصرية". إذا نحن أمام لاعب "عنصري" له سوابق غير أخلاقية منذ أن كان في أياكس مستردام الهولندي ، واشاراته "البذيئة" لجماهير فولهام الانغليزي ليست ببعيدة ، انتظرنا أن يأخذ ليفربول موقفًا شجاعًا تجاهه بعد أن تمت ادانته، لكننا وجدنا لاعبي ليفربول يرفعون صوره واسمه وكأنه "ضحية" لا مذنب ، هل جماهير الليفر نائمه ولا تعلم ما كان يفعل اللاعب في المباريات من علامات وإستفزاز للاعبين أصحاب (البشرة السمراء) في كل مباره ؟ هل الجماهير لهذه الدرجه متعاطفه مع اللاعب ؟ هل الجماهير أو اللاعبين والرئيس لليفربول يؤيدون العنصرية؟ هل فقد لاعبي ليفربول والجماهير والرئيس صوابهم للدفاع عن لاعب عنصري "بإعترافه"، فبأي حق يُدافعوا عنه هذا الدفاع .. هل لأنه لاعب مؤثر وغيابه سيُشكل ضربة لليفربول هذا الموسم ، فإذا كان كذلك فليكف عشاق ليفربول بالتشدق بالمبادئ وبالأصول المزعومة، ويعترفوا أن ناديهم هو وكر للعنصرية طالما أنه سمح بمناصرة لاعب عنصري يُحقر من الآخرين! موقف لاعبي ليفربول فتح عليهم النار من جانب اللاعبين "أصحاب البشرة السمراء" وعلى رأسهم مدافع نيوكاسل يونايتد السابق برنار الذي اتهم لاعبي الريدز بأنهم يُشجعون على العنصرية. ومثال على الهاتفات العنصرية التي تجتاح ملاعب كرة القدم والمستطيل الأخر فهناك الكثير ومنها : بإنغلترا رفض نادي تشيلسي طلبًا من لاعبي الفريق وبعض الموظفين بإرتداء قمصان لدعم قائدهم جون تيري المتهم بتوجيه ألفاظ عنصرية بحق مدافع فريق كوينز بارك رينجرز الإنغليزي أنطون فرديناند ، على الرغم أن تيري لم تُثبت إدانته حتى الآن، لكن مسؤولي البلوز يعلمون أن ذلك هو التفاف على العدالة وعلى الحق وليس بهذه الطريقة يجب مساندة لاعبهم. بأسبانيا بالليغا لأفضل لاعب بأفريقا (2003 /2004 / 2005/ 2010) مهاجم برشلونه سابقًا الكاميروني صامويل أيتو عندما أشعلت جماهير ريال سرقسطة هتافات العنصريه ووجهت له كلمة (قرد) وبالتحديد يوم الأحد الموافق 26 / فبراير / 2006م بعهد المدرب الهولندي فرانك ريكارد في مباراة برشلونه مع ريال سرقسطه ما قبل النهاية بربع ساعة إلى فوز بهدفين دون مقابل .. وكاد ايتو أن يترك الملعب لولا تدخل الحكم الحكيم ولاعبي الفريقين لثنيه عن قراره , إلا أن ماحدث كان له اثر سلبي على فريق سرقسطة فدفعوا الثمن بهدفين. بإيطاليا ونفس الأمر ينطبق على الدوري الإيطالي ، حيث قامت جماهير نادى اليوفنتوس الإيطالى بمهاجمة المهاجم الإيطالى الأسمر ماريو بالوتيللى مهاجم فريق الإنتر سابقًا ، أثناء لقاء الفريقين فى موسم 2008 / 2009، وهو ما دعا الاتحاد الإيطالى لمعاقبة البيانكونيرى بعقوية مالية بسبب تلك الهتافات، وقامت جماهير الإنتر بالرد عليها بالهجوم على لاعب وسط يوفنتوس ، المالى محمد سيسوكو. بروسيا وهي الأخطر بالهتافات العنصريه بالملاعب الروسية هى وكذلك الأكثر قسوة، فاللاعبون السمر يعانون بشدة عند انضمامهم للفرق الروسية، حيث قامت جماهير فريق سيسكا موسكو الروسى بمهاجمة مهاجمها النيجيرى بيتر أدموينيجى، ورفعت لافتات عنصرية تجاه اللاعب، والذى غادر الدورى الروسى وانضم لفريق ويست بروميتش ألبيون الإنجليزى على أثر تلك العنصريه ، ولم يسلم الظهير البرازيلى روبيرتو كارلوس من عنصرية الجماهير الروسية ، والتى قامت بتقليد أصوات القرود، وزادت عليها بأن قذفت الظهير الأيسر ب"الموز"، مما دعا كارلوس للسير على نهج الكاميروني صامويل إيتو والتهديد بمغادرة ملعب المباراة. وعلى قرار تلك الهتافات العنصرية يسعى الاتحاد الأوروبى لتغليظ عقوبات الهتافات العنصرية، لتصل لحد الإيقاف أو الشطب، وهو ما أعلنه ميشيل بلاتينى رئيس الاتحاد الأوروبى عبر موقع اليويفا الرسمى، من أجل الحد من تلك الأفعال المسيئة، والتى لا تتوافق مع مبادئ كرة القدم. في النهاية أعلم أن هذه المقالة قد تُغضب عشاق ليفربول، لكن ماذا سيكون رد فعلهم ورد فعل دالجليش رئيس ليفربول وعملاق الميرسيسايد إذا قيل لأحد لاعبيه أصحاب البشرة السمراء أيها الزنجي عشر مرات .. هل سيقولون أن هذا أمراً عادياً؟ علينا قبل أن نهتم بكرة القدم وفنياتها ونتائجها ونجومها، أن نهتم بالإرتقاء بمبادئها التي دشنها الاتحاد الدولي لكرة القدم بوضع شعار "اللعب النظيف والروح الرياضية" في صدارة شعاراته. على الهامش : غمرت السعادة وجه تيفيز ورقص على أحد المسارح في قرطبة مع أحد أصدقائه فرحًا بخروج فريقه مانشستر سيتي من دوري أبطال أوروبا، هل تعتقدون أن اللاعب الذي تمرد وخان ناديه في مباراة بايرن ميونخ.. ويسعد ويرقص لخروجه يستحق أن يكون لاعب كرة قدم؟ هذا السؤال أريد توجيهه لمدير نادي ميلان أدريانو جالياني ! وهل تعتقدون بمثل وحجم هذا اللاعب الارجنتيني لديه روح رياضية؟ هذا الجواب إلى عشاق صحيفة سبورت الالكترونية. معلق الشارقه الرياضية - جمال الشحصي الزعابي