أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم ان قرار اسرائيل برفع الحصار الجوى المفروض على لبنان منذ 12 يوليو الماضى جاء بمثابة انتصارا للإرادة الدولية والعربية التى أصرت على عدم شرعية هذا الحصار وانتهاكا لقرار مجلس الامن رقم 1701 ولذلك لم تجد اسرائيل ازاء الضغوط التى مورست عليها مفرا من الانصياع والاستجابة لتلك الارادة. وقالت ان رفع الحصار يمكن ان يكون مقدمة لعودة الامور الى طبيعتها في لبنان وان تبدأ عمليات اعادة البناء والاعمار شريطة ان يتوصل الفرقاء اللبنانيون الى صيغة تفاهم مشترك حول أولويات المرحلة المقبلة وان ينهوا خلافاتهم بشأن مسائل مثل التغيير الحكومى ودور حزب الله وغيرهما من القضايا التى لابد من الاسراع بالاتفاق حولها لان الوقت لم يعد يسمح برفاهية النقاش والحوار دون اتفاق. واضافت ان رفع الحصار من الممكن ان يكون سابقة احتذاؤها في قضايا عربية أخرى مثل اعتقال اسرائيل لنواب ووزراء فلسطينيين بان تتفق الارادات العربية اولا على صيغة للتحرك وتقنع المجتمع الدولى وذلك من أجل انهاء هذه الاعتقالات التى تمثل جريمة من جرائم اسرائيل في حق الشعب الفلسطينى. واعربت الصحف عن قناعتها بان الولاياتالمتحدةالأمريكية خسرت تأييد وتعاطف أكثر من مليار عربي ومسلم بل كسبت عداءهم من أجل غزوها أفغانستان وتدمير العراق ولبنان وتهديدها سوريا والسودان وحصارها فلسطين من أجل إرضاء إسرائيل وشهوة الانتقام لتفجيرات سبتمبر مشيرة الى ان الإدارة الأمريكية الحالية تعتقد أنها أحرزت انتصارات فيما تسميه حرب الإرهاب التي أعلنتها بعد تفجيرات 11 سبتمبر المشؤومة وان المسؤولين الأمريكين يشيرون إلى أفغانستان والعراق باعتبارهما رمزين لهذه الانتصارات المزعومة. وأكدت ان موجة العداء للأمريكيين التي كانت سبباً مباشراً في تفجيرات 11 سبتمبر قد اتسع نطاقها بحيث شمل العالمين العربي والإسلامي. وخاصة في دول كانت معروفة بصداقتها المتينة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. ورأت ان توجه العرب ممثلين في جامعتهم العربية إلى مجلس الأمن بهدف بعث عملية السلام في الشرق الأوسط من رقادها يمثل تحركا جادا وصادقا يستهدف الخروج من هذه الدائرة المغلقة التي وصلت اليها الأوضاع في المنطقة وافضت إلى حرب ضروس شنتها اسرائيل على لبنان وهجمات وحشية ومجازر يومية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. وقالت الصحف لقد سبق وان طرح العرب اكثر من مبادرة انطلاقا من ايمانهم الراسخ بالسلام العادل والدائم كخيار استراتيجي لانهاء عقود من الحروب والعداوات التي كلفت ومازالت تكلف شعوب المنطقة ثمنا باهظا من ثرواتها وطاقاتها ومستقبل ابنائها مؤكدة ان المبادرة العربية التي انطلقت من قمة بيروت 2002م كانت أهم هذه المبادرات وأكثرها شمولا حيث نصت على السلام الشامل مع اسرائيل مقابل استرداد جميع الأراضي المحتلة والعودة إلي حدود 1967م ولكنها لم تلق اذانا صاغية لا من جنرالات الحرب في اسرائيل ولا من صناع القرار السياسي في واشنطن ليتبدد أمل كبير لاح انذاك بالتوصل إلى سلام شامل. واستطردت قائلة ها هي الفرصة تلوح من جديد بقرار العرب باللجوء إلي مجلس الأمن خاصة في اعقاب الحرب على لبنان وانكسار هيبة آلة الحرب الاسرائيلية أمام صمود رجال المقاومة اللبنانية والتي دفعت الجميع إلى الاقتناع بأن القوة العسكرية لن تحسم أي صراع لصالح أحد ويبقى ان تعلن الادارة الامريكية موقفها بوضوح من هذه المبادرة العربية بدلا من التسويف والتخفي وراء مبادرة خارطة الطريق التي ماتت هي الاخري ولم يعد لها أثر. وشددت على ان اسرائيل لن ينفعها تصلبها المعتاد هذه المرة بعد ان أيقنت كل الاطراف ان استمرار الصراع سيضر بمصالح الجميع في المنطقة بما في ذلك مصالح أمريكا واسرائيل ذاتها..وتساءلت قائلة هل يعي ساسة أمريكا واسرائيل الدرس ويبادرون بانتهاز هذه الفرصة الأخيرة. // انتهى // 1055 ت م