قال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة الوزير رياض منصور: إنه رغم التحديات غير المسبوقة التي تواجه العالم بسبب فيروس "كورونا" المستجد"، بما في ذلك دولة فلسطين، إلا أن إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال لم تتوقف عن سياساتها وممارساتها غير الشرعية. جاء ذلك في ثلاث رسائل متطابقة، وُجهت من قبل المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة الوزير رياض منصور، إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (جمهورية الدومينيكان)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأشار إلى أن دولة فلسطين أعلنت لغاية اللحظة عن وجود 171 إصابة بفيروس "كورونا"، 12 منها في قطاع غزة، وحالة وفاة واحدة، مشيرا إلى أن الحكومة الفلسطينية فرضت حالة الطوارئ، والإغلاق الشامل للحد من انتشاره، وحماية الشعب الفلسطيني وضمان رفاهيتهم، على الرغم من محدودية الموارد، والصعوبات والقيود المفروضة جراء الاحتلال الإسرائيلي. وتحدث منصور عن استغلال إسرائيل لحالة الطوارئ، من أجل تسريع خططها الاستيطانية غير القانونية، من خلال استمرار هدم منازل الفلسطينيين، وتدمير المحاصيل الزراعية، والتهجير القسري للأسر الفلسطينية، إلى جانب استمرار الغارات العسكرية على المناطق الفلسطينية، وهجمات المستوطنين، ما أدى في العديد من الحالات إلى تقويض الجهود المبذولة لمكافحة الفيروس. ولفت المندوب الدائم إلى أن مثل هذا الازدراء لحياة الفلسطينيين، يتجلى بشكل صارخ في معاملة الأسرى في سجون الاحتلال، حيث ترفض إسرائيل الاستجابة لدعوات إطلاق سراح أكثر من 5 آلاف أسير، من بينهم (180) طفلا و(43) امرأة. وذكر أن هذا الرفض يأتي رغم أن أربعة أسرى خالطوا موظفاً إسرائيلياً تبين أنه مصاب بالفيروس خلال إحدى جلسات الاستجواب، مذكرا باكتظاظ السجون الإسرائيلية التي تفتقر إلى الحد الأدنى من معايير الصحة والسلامة، خاصة وأن عشرات الأسرى يعانون أمراضا مزمنة وخطيرة، وهم بحاجة للرعاية الطبية العاجلة. وأشار منصور في رسائله، إلى أن الفلسطينيين في غزة يواجهون ظروفا إنسانية واجتماعية واقتصادية وخيمة، نتيجة للحصار الإسرائيلي المستمر منذ 13 عاما، والاعتداءات العسكرية الإسرائيلية المتكررة، التي قوضت جميع جوانب الحياة لسكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة. وتابع "هذه الظروف أدت إلى حالة فقر مدقع حيث يعيش أكثر من نصف السكان تحت عتبة الفقر، وبلغ معدل البطالة فيها 70% بين الشباب، فيما أن حوالي 80%من السكان يعتمدون على شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، وانتشار انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع، حيث يعاني 10%من الأطفال من توقف النمو بسبب سوء التغذية، إلى جانب تلوث 97% من إمدادات المياه في غزة وانهيار الخدمات الأساسية، بما في ذلك إمدادات الكهرباء المنتظمة، كما أن هناك شللاً في نظام الرعاية الصحية لأنه يواجه نقصاً حاداً في الأدوية والمعدات ومواد التنظيف والأطباء والتدريب المهني". وشدد على أن تجنب مثل هذا السيناريو المخيف يتطلب التضامن والدعم الدوليين، مؤكدا ضرورة إدراك المجتمع الدولي أن قطاع غزة - الذي قررت الأممالمتحدة منذ فترة طويلة أنه لن يكون قابلاً للعيش بحلول عام 2020 في ظل ظروفه الحالية - أكثر عرضة للخطر في هذا الوقت، في ظل انتشار فيروس "كورونا". ودعا منصور المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن إلى الانضمام معا لعمل كل ما هو ممكن لحماية كل شخص في العالم من هذا الفيروس، بما في ذلك الشعب الفلسطيني، حتى لا يترك أحد خلف الركب، لافتا النظر إلى أنه من الضروري تذكير إسرائيل بالتزاماتها كقوة احتلال بموجب القانون الدولي والمطالبة بامتثالها. //انتهى // 21:34ت م 0144 www.spa.gov.sa/2070029