أكد عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك أهمية أنشطة مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات لأنها ترمي إلى التأكيد على القواسم المشتركة بين الشعوب كالسلام والتعاون والتعايش لما فيه خير الإنسانية . وقال فضيلته بمناسبة انعقاد مؤتمر " متحدون لمناهضة العنف باسم الدين " الذي ينظمه مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في مقره في العاصمة النمساوية فيينا " : يرعَى مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات إشاعة الحوار والمجادلة بالحسنى في أعلى صورِه ، ليكون حوارا علميّاً موضوعياً جادَاً ، بعيداً عن المهاترات ، فهذه مهمة مباركة ورؤية طيبة ليلتقي أهل الرأي والفكر على إشاعة أجواء من التعايش الآمن , هذا التعايش الآمن هو السبيل الأمثل لمقاومة التطرُّف والعنف ومناهضته ، وهو من أهم الأعمال على المؤسسات والمنظمات الدولية ، الدينية والفكرية والثقافية ، فالعنف لا يلجأ له إلا مَن كان غير مقتنعٍ بما يقول ، فعجزُه عن إقناع غيره يدفعه إلى اللجوء لرفع الصوت وربما الهجوم والانتقاص للآخر ، وهذا ما لا تُبيحُه شريعة الإسلام ، فضلا عن أنها ليست بحاجةٍ إليه ، فليس في دين الإسلام حكمٌ يُسْتَحْيى مِن ذكره . وإنما ترويع المدنيين الآمنين لا يلجأ إليه إلا العاجز، فيدعو إلى العنف باسم الدين الذي يدمر بنيان التماسك الاجتماعي ، ويترك آثاره المأساوية من قتل وتخريب وتشريد للأطفال والنساء والمسنين . من جانبه قال معالي مدير الجامعة الإسلامية الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند " إن جهود مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان جهود ملموسة ومباركة رغم قصر المدة ، منذ انطلاقته ، ولا شك أنه يمثل منبرا لكل الساعين إلى نشر قيم العدل والسلام والتعاون بين الأمم والشعوب. وأضاف معاليه في تصريح له بهذه المناسبة " إننا لا نجافي الحقيقة ولا نغالي القول حين نرى أن إشكالية العنف تتمثل في التأويل الخاطىء للفكر الإسلامي وتوجهه الإنساني والعالمي , إن خير أمة قد أخرجت للناس لا تكون بمثل هذه الصفات التي يسعى المتطرفون لتقديمها للعالم كصورة لهذا الدين الذي يقدم السلام والرحمة والوسطية والاعتدال . إن الله تعالى يقول في محكم آياته مخاطبا خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " فديننا الإسلامي دين رحمة وسلام ودين أمن وعزة للإنسان , فكيف يتحول إلى عنف وقتل وترويع وتشريد ؟ , ولا يمكن لفئة أن تختطف دينا كاملاً من أهله وأتباعه ، وتقدمه بصورة مغايرة لما جاء به بما يتفق مع أهوائها وزيغها وضلالها . واستطرد معاليه قائلا " إننا في الجامعة الإسلامية نقدم صورة من صور التعايش والتعاون الإنساني بين مختلف الجنسيات من طلاب العلم ومن الباحثين عن المعرفة من بلدان العالم كله ، وهي صورة تؤكد معاني القيم الإنسانية والحضارية سيما فيما يتعلق بحياة الناس واهتماماتهم واستقرارهم ومعاشهم . وإن في دعوة مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات لمناهضة العنف والتطرف هي دعوة لها وجاهتها لأنها تأتي في وقت يشهد فيه العالم اضطرابات متعددة خاصة في منطقة الشرق الأوسط ومن الضروري إيقاف هذا النزيف المتواصل من دماء الأبرياء في كل مكان والعودة إلى ما دعت واتفقت عليه الأديان والملل كافة من حفظ الأنفس وصيانتها وتحريم سفك الدماء وتجريمه .