يقول الأستاذ الكبير سمير عطالله: “الكتابة طقس وإياك أن تكتب على عجل، وأحذر أن تعجب بنفسك ولا تطلب من الناس إعجابهم أطلب منهم صدقهم”. ويقول رالف إيمرسون: “الناس لا تستحق الكتابات الجيدة طالما هم يستمتعون بالكتابات الرديئة”. وأكاد أُصادق على ذلك، وأنا أتابع بإحباط الاحتفاء الكبير الذي تحظى به كتابات رديئة من قبل جماهير بسيطة لا تحب أن تتابع سوى صدى هتافاتها. ويقول فهد عافت الشاعر المدهش والكاتب الرائع بإيجاز بليغ: “الكتابة هي فن الشطب!”. ومعظم الكتاب في الصفحات الرياضية يخيل لي أنهم يكتبون كل ما يمر عليهم من أفكار، وإن شئتم الدقة فمن الظلم أن نسميها أفكارا.. هي شيء أقرب للحكايات الرديئة والهواجس المضطربة، وبالتالي فكتاباتهم لا تشطب سوى الوعي والمصداقية. الكاتب الفرنسي جوستاف فلوبير (الذي ينتمي للمدرسة الواقعية) يعد المثل الأعلى للمثابرة والمواظبة وبذل الجهد، حيث كان يجلس من عشر إلى 12 ساعة يوميا كي يستطيع أن يكتب رواية واحدة كل أربع أو خمس سنوات. وكان يقضي الساعات الطويلة وأحيانا بضعة أيام كي يجد الجملة المناسبة أو حتى الكلمة المناسبة! حينما قرأت هذه المعلومات عن جوستاف عبر رسالة جوال تذكرت بعض زملاء الحرف الذين ربما لا يقضي أحدهم أكثر من خمس دقائق في كتابة مقالته حتى إنك تعجب من كثرة ما فيها من الخلط والتكرار والركاكة على قلة أسطرها وضحالة فكرتها وسطحية تناولها.. ناهيك عن الفوقية التي تتعامل فيها هذه النوعية مع القارئ الذي أصبح أكثر نضجا ومعرفة من معظم تلك الأقلام..! الروائي العالمي الشهير الكولومبي جابريل جارسيا ماركيز يقول (بتصرف): “لو بدأت حياتي من جديد لاخترت أن أكتب غضبي وانتقامي على قوالب من الثلج، وانتظرت حتى تشرق الشمس!”. بينما معظم الكتّاب لدينا يكتبون غضبهم وأحقادهم يوميا في إصرار غريب على الخطأ لدرجة أن بعضهم لو استطاع لنقش انتقامه ومغالطاته على الصخر إمعانا في المكابرة.. ولك أن تعجب كيف لا يخجلون وهم يعرضون بضاعتهم الرديئة في سوق الكلمة غير عابئين بانكشاف سذاجتهم أمام الجميع..! هل فعلا.. القارئ الرياضي لا يستحق الكتابات الجيدة طالما هو يستمتع بالكتابات الرديئة؟