بدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بتنظيم ورشات عمل حول أمن وسلامة الملاعب في جميع الاتحادات القارية التابعة له، وذلك في أعقاب الحادثة التي أودت بحياة 19 متفرجا إلى جانب إصابة 130 آخرين قبل مباراة ساحل العاج مع مالاوي خلال شهر مارس الماضي في أبيدجان. وشهد مقر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالعاصمة الماليزية كوالالمبور أخيرا، ورشة عمل مماثلة بالتنسيق مع نظيره الدولي، شارك فيها عدد من مسؤولي أمن الملاعب في عدد من الدول الأعضاء بالاتحاد الآسيوي، حيث تم بحث الكثير من القضايا المتعلقة بأمن الملاعب وحماية الجماهير التي تتابع المباريات. وشارك في إدارة فعاليات الدورة عدنان الجنيدي وولتر جاج ممثلا الاتحاد الدولي، إلى جانب ديل أكبر خان مسؤول الأمن الخاص ب(فيفا) في ماليزيا وويندسور جون مدير مكتب التطوير التابع ل(فيفا). الحاجة إلى مسؤولين متفرغين وتم التأكيد خلال ورشة العمل بحضور 25 ممثلا عن الاتحادات الوطنية على ضرورة وجود مسؤولي أمن ملاعب وطنية متفرغين، حيث يتواجد في القارة الآسيوية حاليا أربعة مسؤولين فقط تنطبق عليهم معايير (فيفا). وقال عدنان الجنيدي: «سيقوم الاتحاد الدولي بتقديم الدعم إلى جميع الاتحادات الوطنية ومسؤولي أمن الملاعب المحليين، لكن في النهاية فإنه في حالة عدم تلبية الشروط وعدم انطباق المواصفات على الملاعب فإنه سيتم منع إقامة المباريات عليها». ومن بين الشروط الرئيسة لإدارة الملاعب بصورة مناسبة موضوع ملكية الملاعب، حيث إنه في غالبية الحالات تكون ملاعب كرة القدم مملوكة للدولة، أو لإحدى الهيئات الخاصة. إدارة الحضور الجماهيري ويصر الاتحاد الدولي لكرة القدم على ضرورة التنسيق بين الاتحادات الوطنية والهيئات المالكة للملاعب؛ من أجل إدارة الحضور الجماهيري بالصورة المناسبة. وأوضح الجنيدي حول هذا الشأن: «على الرغم من أننا ندرك أنه في بعض الأحيان لا تكون الاتحادات الوطنية مسؤولة عن إدارة الملاعب، إلا أنه يجب أن يكون هنالك توازن بين المرافق المتاحة وأعداد الحضور الجماهيري». وأضاف: «يجب تشجيع الاتحادات الوطنية على التنسيق وتبادل المعلومات مع الهيئات المحلية، مثل الشرطة والدفاع المدني، وفي حالة وجود أي مشكلات، فيجب طلب المساعدة من الاتحاد الدولي دون تردد». تفريغ الملعب خلال 8 دقائق ويشار في هذا الجانب إلى أن تعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم تشدد على أهمية قدرة إدارة الملعب على إفراغه من الجمهور تماما في غضون ثماني دقائق، وفي حالة عدم قدرتهم على تلبية هذا الشرط فإنه يتم تخفيض سعة الملعب إلى أرقام يمكن السيطرة عليها. كما تتناول متطلبات ال(فيفا) وجود مساحة محيطة حول الملعب، من أجل حرية تحرك الجماهير، وبيع التذاكر بعيدا عن محيط الملعب والفصل التام بين الجماهير واللاعبين ووسائل الإعلام. وكان من بين أهم أسباب الأحداث التي تسببت في وفاة مشجعين في الماضي، تواجد مشجعين دون تذاكر أو استخدام تذاكر مزورة والتدافع بين الحضور بعيدا عن المراقبة والإشراف. وأوضح الجنيدي في هذا المجال: «نحن نصرّ على ضرورة حصول الجماهير على تذاكر المباريات قبل السماح لهم بالدخول إلى محيط الملعب، ويجب ألا يتم السماح نهائيا ببيع التذاكر خلال يوم المباراة في محيط الملعب». وأضاف: «حتى لو كان الدخول إلى الملعب مجانيا، فإن على المنظمين طباعة تذاكر والسماح فقط لحاملي هذه التذاكر بالدخول». تجربة ملعب آزادي الإيراني ويعتبر ملعب آزادي في العاصمة الإيرانيةطهران، البالغة سعته 100 ألف متفرج، واحدا من أكبر الملاعب في القارة الآسيوية، وهو يشهد معدلات حضور جماهيري تصل إلى حد الامتلاء خلال مباريات المنتخب الوطني أو مباريات فريقي بيروزي والاستقلال. ويتولى مهدي فرحانيفار من منظمة التربية البدنية مسؤولية الإشراف على ملعب آزادي، حيث أكد الأخير، أنه تم تطبيق الكثير من المعايير في الملعب؛ لضمان الحفاظ على الأمن، خاصة بعد وفاة ستة مشجعين خلال المباراة مع اليابان في تصفيات كأس العالم 2006. وقال فرحانيفار في تصريح خاص بموقع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على الإنترنت: «نحن نولي اهتماما كبيرا لما يقوم به ال(فيفا)، نريد أن نتعلم كل ما يمكن أن يفيدنا لتطبيقه في إيران». وأوضح، أن مفتاح النجاح في ضمان أمن الملاعب في إيران يكمن في التنسيق والتعاون بين الهيئات الرياضية المختلفة وقوات الأمن، وقال: «لا نريد أن يكون الأمن كثيفا داخل الملاعب؛ لأننا نريد للجمهور أن يستمتع بمتابعة المباراة، وأحيانا لا يتفهم رجال الأمن هذا الأمر؛ لأنهم ليسوا رياضيين».