كشفت السيول، التي دهمت منطقة جازان خلال الأسبوعين الماضيين، آثار مقبرة مجهولة، اكتشفتها بالصدفة شركة مقاولات تنفذ مشروعا في المنطقة. وشُكلت على الفور لجنة مكونة من نافع دهشي محافظ محافظة بيش، وجبران مناع رئيس البلدية بالنيابة، وإبراهيم الأعجم عضو المجلس المحلي، ومندوبين من الشرطة ووزارة الشؤون الإسلامية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكانت السيول التي ضربت جازان ﺃخيرا ﺃزاحت الغطاء الترابي عن تلك المقابر، ومن ثم تكشف رفات الأموات عبر آليات شركة المقاولات، التي لم تكن على علم بالمقبرة الواقعة في ﺃرض المشروع. وﺃوقف العمل في المشروع وﺃغلق المكان، فيما لا تزال اللجنة تدرس تحديد ﺃصل المقبرة وعمرها، مع العمل على تسويرها؛ حفاظا على حرمة الموتى. من جانﺐ آخر، تقدم مواطن في بلدة الشقيق ﺃواخر الأسبوع الماضي، ببلاغ حول عثوره على مقبرة جماعية غير معلّمة، تحوي جثثا متحللة وهياكل عظمية، وكشفتها السيول، كما هو حال المقبرة الأولى. وﺃشاعات ﺃنباء العثور على هذه المقابر المجهولة موجة من الاستياء لدى مواطني المنطقة، وقال علي شاجري (مواطن: ) "إن بعض سكان المنطقة لا يعلمون شيئا عن القبور المطمورة"، مؤكدا بغضﺐ ﺃن إهمال تلك المقابر هو "إهمال للموتى"، فيما طالﺐ عثمان حكمي، وهو مواطن ﺃيضا، بضرورة حصر جميع المقابر المجهولة والمهملة، وجعل إصلاحها ﺃولوية ضمن ﺃعمال البلدية، لافتا النظر إلى مقبرتي عثمان والمقارية بجازان، فيما ﺃشار ﺃحمد العمراني، إلى ﺃن معظم المقابر، خصوصا في محافظة الحرث، مكشوفة ولا ﺃسوار عليها، وكثير ممن لا يعلمون عن المنطقة يعتقدون ﺃن تلك المقابر هي مجرد ﺃراض فضاء. ولا تقف ﺃزمة قبور جازان عند عدم الاهتمام بالتسوير ﺃو الحفاظ على القبور، بل تتجاوزها لمواجهة مشكلة نبش القبور، وسرقة بعض الجثث ﺃو ﺃجزاء منها لأغراض مجهولة، خصوصا في محافظة فيفا، إذ يشير علي حسن جبران الفيفي إلى ﺃن مقبرة المهلل الواقعة في حي عارف النفيعة بفيفا، شهدت هجوما من قبل عصابات نبشت عشرات القبور واستهدفت سرقة رؤوس الجثث، التي قال: "إنهم يبيعونها لعصابات خارجية، دون معرفة السبﺐ الدافع لشراء هذه البقايا الإنسانية المتحللة". ضرورة إبلاغ السكان الشرطة حال ملاحظتهم ﺃي ﺃشخاص يدخلون تلك المقابر بطرق تثير الشبهة. نفى المهندس عصام البريك ﺃمين ﺃمانة منطقة جازان بالنيابة ﺃي تقصير من جهة إدارته، موضحا ﺃنه تم توقيع عدة عقود ﺃخيرا لتسوير عدد من المقابر ودرء ﺃخطار السيول بقيمة تجاوزت خمسة ملايين ريال. وﺃشار إلى ﺃن ﺃمانة المنطقة وجّهت بتشكيل لجنة للوقوف على بعض القبور التي تعرضت للتعرية وتحتاج إلى تسوير، فيما تم التحرك المكثفة، وخصوصا في قطاع فيفا، ﺃطاحت بعصابات امتهنت سرقة المقابر وﺃغراضها المادية كالأبواب والأدوات. ونبه إلى