عكست النتائج لدوري زين السعودي بعد نهاية الجولة الثامنة، وبداية تحضير الفرق للجولة التاسعة وخوض المباريات المؤجلة لفرق أخرى، شخصية جديدة من المنتظر أن تظهر على صدارة الترتيب العام للدوري، في ظل تخلي الاتحاد من الأسبوع الأول عنها ومطاردة مستمرة للهلال للمراكز الثلاثة الأولى، وسعي حقيقي للشباب والاتفاق على تثبيت مواقعها، بعد مواجهة الكبار في الدوري. وعلى الرغم من أن فرق النصر والأهلي تسعى بقوة إلى إثبات وجودها في سباق الكبار، إلا أن المرحلة المقبلة وبحسب متابعة المحللين، لن توجد للفريقين إلا مواقع متقدمة في الدوري داخل فرق المقدمة الست، مع اتضاح الأوضاع الفنية لكلا الفريقين اللذين لا يزالان بعيدين عن أحقية المنافسة على لقب الدوري هذا العام. الشباب والاتفاق الأكثر ثباتا فنيا واستقرارا في الجولات الماضية، عليهم استحقاقات قوية وهامة خلال المرحلة المقبلة، وفي حال النجاح في الاستقرار الفني والإداري للفريقين، ودعم متواصل من أعضاء الشرف ومجالس الإدارة الحالية، سيتشكل لنا شخصية جديدة لدوري زين افتقدها منذ أعوام طويلة، من خلال منافسة ست فرق بشكل حقيقي على المراكز الثلاثة الأولى، من خلال نقاطها ونتائجها، وقدرتها على تجاوز محطاتها المقبلة من فرق المؤخرة بالشكل المطلوب دون أي مفاجآت. فريقا الشباب والاتفاق اللذين لم يذوقا طعم الخسارة في الدوري حتى الآن، يلاحقهما الهلال والأهلي والاتحاد، القادرون عقب إنهاء جميع استحقاقاتهم وخوض مبارياتهم المؤجلة، أن نشهد صراعا على المراكز الثلاثة الأولى بفارق نقطة أو اثنتين على أكثر تقدير. الفيصلي وعقب الجولة الثامنة، استفاد من ضعف شخصية النصر حتى الآن، واستطاع الثبات في المركز السادس، الذي ستخذله الخبرة والبديل القادر للحفاظ على ما وصل إليه الفريق، وعلى الرغم من أنه يحتل المركز السادس متقاسما مع الفتح، إلا أن الفريقين لن يكون نفسهما طويلا في الدور الثاني، في ظل تصاعد مستوى النصر وملاحقتهما من الخلف الذي يسعى في تثبيت وجوده هذا العام وبشخصية مختلفة عن الأعوام السابقة. فريقا المؤخرة الأنصار والرائد، توجد لديهما قناعة مشتركة على أنهما المحطة المفضلة للفرق، حيث لم يحصل الأنصار على أي نقطة حتى نهاية الجولة الثامنة، بينما لدى الرائد نقطة وحيدة من تعادل، وضعه في المركز قبل الأخير في سلم ترتيب الدوري. فرق التعاون والقادسية ونجران وهجر، تبقى قناعتهم على البقاء في منطقة الوسط متقاسمين النتائج في الخسارة والتعادل وحتى النقاط التي لم تتجاوز الثماني لأي فريق من تلك الفرق، أي أن هجر ونجران فقدا 16 نقطة حتى نهاية الجولة الثامنة، بينما التعاون والقادسية 17 نقطة مع نهاية الجولة الثامنة. دوري زين مع وجود 14 فريقا هذا العام، يشهد ثلاثة صراعات مختلفة التوجهات والأهداف، هنالك ست فرق تبحث عن شخصيتها في فرق المقدمة ولها حقوق المنافسة على الدوري حتى قبل انتهاء الدور الأول وهى الشباب والاتفاق والاتحاد والهلال والأهلي والنصر، وفرق ترغب في تأكيد تواجدها للعام المقبل على أمل ترتيب أوراقها بشكل أفضل للموسم الجديد، بعد أن فقدت «فنيا» أحقيتها في المنافسة على الدوري وهي هجر ونجران والقادسية والتعاون، وفريقا الفيصلي والفتح يحاولان تأكيد وجودهما مع الكبار، وآخران هما الأنصار والرائد، دون أي مستوى ولا نتائج يتنافسان على المقاعد الأخيرة في الدوري. ومن المنتظر أن يعمل المدربون في دوري زين مع بداية الدور التاسع إلى إعادة خططهم داخل الملعب بحسب اطلاعهم على مختلف الفرق ومستوياتها وحاجتهم في الخطط داخل الملعب لتلبية حاجاتهم من النقاط وحصدها بما يتواءم مع رغباتهم في تثبيت مراكزهم عند البعض أو من خلال التطلع إلى المنافسة على المراكز الأولى، حيث سيكون الشق الهجومي للفرق وخطط المدربين مع بداية الدور التاسع هو الغالب بحسب توقعات المراقبين، سعيا في حصد أكبر عدد من النقاط قبل نهاية الدور الأول، والابتعاد عن الحسابات المعقدة في مباريات الإياب في الدور الثاني. كما أن إداريي الفرق والمدربين، سيعمدون إلى توجيه لاعبيهم المهددين بالإيقاف إلى محاولة الحفاظ على سلوكياتهم داخل الملعب، وبخاصة مع اقتراب نهاية الدور الأول للفرق وصعوبة إيجاد البديل في تلك المرحلة التي ستشهد مشاركات رسمية واستحقاقات للاعبي المنتخب في المرحلة المقبلة. الصراع من خلال أحد أقوى الدوريات العربية للمحترفين يؤكد أنه لم يتوقف حتى الأدوار النهائية بين الصدارة والقاع وحتى منطقة الوسط، والجميع سيبحث عن الحفاظ على توازنه ومراكزه وحصد النقاط والابتعاد عن الحسابات مبكرا دون النظر لنتائج وخدمات الفرق الأخرى. دوري زين هذا العام سوف يصنع له شخصية جديدة في المنافسة حتى الجولات الأخيرة دون أن تتكشف شخصية البطل الحقيقي لهذا الموسم، وهنالك إعادة لترتيب خارطة الدوري ومراكزه بشكل كبير وحقيقي، ومعظم المتابعين للدوري هذا العام يؤكدون أنه سيكون له طابع مختلف في الدور الثاني وبخاصة بعد الجولة ال16 من عمر الدوري، لاسيما وأن هذا الموسم لن يشهد مباريات مؤجلة مثل المواسم السابقة، إضافة إلى قلة المشاركات الخارجية للفرق بعد الاكتفاء بالمشاركة في بطولة دوري أبطال آسيا والاعتذار عن البطولات الخليجية والعربية وقلة مشاركة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم .
