ينادي بعض رؤساء دول العالم باستخدام سياسة «شد الحزام» في محاولة لمواجهة شبح الأزمة المالية الذي يهز الاقتصاد العالمي منذ فترة. ولكن بمتابعة نفقات هؤلاء الرؤساء الخيالية خلال عام واحد، يلاحظ أنهم استثنوا أنفسهم من سياسات التقشف وأن أموال دافعي الضرائب ذهبت بين رحلات الاستجمام وشراء الطائرات واليخوت الفاخرة. ويعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خير دليل على أن الرؤساء يقولون ما لا يفعلون. ففي الوقت الذي يطالب فيه كاميرون شعبه بالالتزام بالإجراءات التقشفية التي اتخذتها حكومته، إلا أنه يتحدى الجميع بمسلسل التبذير الذي تشاركه فيه البطولة زوجته سامنثا، بدءا من تعيين مصور خاص براتب 35 ألف جنيه إسترليني، مرورا بتعيين منتجة أفلام لحكومته مهمتها إدارة مدونته الخاصة وصولا إلى المشرفة الشخصية التي تتقاضي أجرا كبيرا مقابل رعايتها لأطفالهما لمدة أربعة أيام في الأسبوع، الأمر الذي أثار ضجة إعلامية كبيرة من قبل منتقديه الذين طالبوا رئيسهم المهووس بالعلاقات العامة أن يخفف من قلقه على صورته ويهتم أكثر بكيفية ظهوره أمام العامة عندما يتم إهدار المال العام بهذه الطريقة. وفي الوقت الذي وجه فيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي توجيهاته إلى رئيس وزرائه فرانسوا فيون بضرورة مراعاة الظروف الاقتصادية التي تمر بها بلاده وتنفيذ خطط الحكومة التقشفية بشكل صارم، إلا أنه استثنى نفسه من هذه الخطط. وفي الوقت الذي أعلن فيه عن بيعه طائرتين من الأسطول الجوي الرئاسي، اقتنى طائرة رئاسية جديدة مجهزة بأحدث أساليب التقنية. وقد بلغت الميزانية المخصصة لهذه الجوهرة 176 مليون يورو. وبلغت مصاريف رحلة 24 ساعة فقط قام بها ساركوزي إلى جزيرة لارينيون 1.6 مليون يورو شملت مصاريف التنقل وأجهزة التكييف التي تم تركيبها للمنبر الذي ألقى منه خطابه نظرا لحرارة الطقس بالجزيرة. ولذلك لا عجب من استغراب الفرنسيين من رغبة ساركوزي في شد حزام التقشف مطالبا إياهم بالتضحيات. وبينما كان يضرب المثل بزوجات المسؤولين الأمريكيين في احترامهن للمال العام، إلا أن سيدة البيت الأبيض الحالية ميشيل أوباما ارتكبت «هفوة» تبذيرية خلال قضائها عطلة مع ابنتيها الصغيرتين فى ماربيا بالجنوب الإسباني استغرقت أربعة أيام وبلغت تكلفتها نحو 400 ألف دولار من دون شراء أي غال أوثمين، بل مجرد تكاليف حجوزات بالفندق وتناول الأطعمة وقضاء ساعة واحدة على البحر. وكانت ميشيل لا تتحرك إلا برفقة قافلة من 14 سيارة و40 فردا من الحرس الرئاسي الأمريكي الخاص من أصل 68 فردا أحضرتهم معها .