انطلاقا من أهمية الدراما الخليجية واستحواذها على نسبة عالية من أوقات المتابعين للشاشة العربية، أصدر جهاز إذاعة وتليفزيون الخليج ضمن سلسلة بحوث ودراسات إذاعية وتليفزيونية دراسة للباحث العماني الدكتور خالد عبدالرحيم الزدجالي بعنوان «أنماط الحياة الاجتماعية الخليجية في الدراما التليفزيونية الخليجية». أوضح ذلك المدير العام لجهاز إذاعة وتليفزيون الخليج الدكتور عبدالله بن سعيد أبو راس، وأضاف أن الجهاز يسعى إلى إصدار دراسات تهدف إلى رصد الواقع الإعلامي الخليجي، وتناول معطياته بالبحث والتحليل، مشيرا إلى أن الهدف من ذلك هو المساهمة في تنمية العمل الإعلامي الخليجي، ومواكبة التطورات التقنية والفنية المتلاحقة. ولفت أبو راس إلى أن هذه الدراسة تعد ال24 التي تصدر ضمن هذه السلسلة، مشيرا إلى أن لجانا تحكيمية تقوم بتقييم الدراسات واعتمادها قبل الطبع، رغبة في خروجها بالشكل اللائق، داعيا المؤسسات الإعلامية وأقسام الإعلام في الجامعات الخليجية والعربية، إلى الاستعانة بهذه الدراسات، في تطوير أداء كوادرها. فيما تم اختيار الدراما المعروضة في أعوام 2004 – 2007 كعينة ممثلة للدراما التليفزيونية الخليجية الحديثة، وتمثل الإنتاج الدرامي للدول الخليجية «السعودية والإمارات والكويت وعُمان والبحرين وقطر»، حيث تم إنتاجها وعرضها خلال الأعوام من 2004 وحتى 2007، وهي: «بلا رحمة»، و«طاش ما طاش» و«غربة مشاعر» و «عندما تغني الزهور»، و«الدريشة» و«الاتجاهات الأربعة». الدكتور الزدجالي أجمل بحثه للمحتوى الدرامي للمسلسلات الخليجية بمجموعة من المؤشرات والاستنتاجات، حيث كانت الملاحظة الأولى للباحث أن جميع المسلسلات للعينة المبحوثة تتعرض بشكل أو بآخر لمظاهر في الحياة الاجتماعية الخليجية، وتتحدث شخصياتها باللهجة الخليجية. الأهم أن الدراسة وتحليل المضمون أظهرا أن خمسة مسلسلات فقط من السبعة، هي التي يمكن القول إنها عالجت أو تعاملت مع قضايا ومشكلات خليجية واقعية، بينما ابتعد مسلسلان عن تمثيل أنماط قضايا اجتماعية، وأنماط شخصيات خليجية واقعية، وكانا أقرب إلى اقتباس وتقليد الميلودراما الهندية الحادة في أنماط العلاقات والشخصيات والصراعات، بالتالي انحصر دورهما في تأدية وظائف الترفيه والإثارة الدرامية السطحية. هذه الملاحظة كما قرأها المؤلف، تفضي بحسب ما يوضح إلى نتيجتين، الأولى أنه ليس كل عمل درامي تليفزيوني يحتوي على مظاهر حياة خليجية ويخلو من المنطق المترابط للظاهرة الخليجية، يمكن أن يقال عنه إنه يعالج مشكلات خليجية، أو يعكس أنماط الشخصيات الخليجية الواقعية. أما النتيجة الثانية، فهي تتلخص أن خمسة مسلسلات خليجية من بين سبعة عالجت قضايا واقعية من المجتمع الخليجي، وهي نتيجة تتعارض مع بعض المقولات الشائعة لنقد الدراما التليفزيونية الخليجية التي تصفها إجمالا بالسطحية، والبحث عن الإثارة وعدم التعامل مع مشكلات وقضايا المجتمع الخليجي، وهي الفرضية التي اختبرتها الدراسة ونفتها. جميع المسلسلات المبحوثة، ناقشت ضرورة عمل المرأة باعتباره تحقيقا لقدراتها أو كضمان لاستقلال شخصيتها، أو مشاركة الزوج في تحمل تكاليف الحياة الاجتماعية، كما أبرزت بعض المسلسلات نمط الفتاة المتحررة المقلدة لنمط الفتاة الغربية، في إطار معالجة تكشف عن الأسباب الاجتماعية والنفسية لهذه الحالة. وأبدى الباحث عدة ملاحظات وتوصيات، من بينها أن مشكلات وعيوب صناعة المسلسل الدرامي الخليجي تظهر بشكل خاص في ندرة المؤلف الدرامي القادر على بناء عمل درامي محكم يستغرق عرضه 23 ساعة، وندرة المخرج المتميز، وبالنظر إلى التوسع الكبير في مجال الصناعات الإبداعية في المجتمع المعاصر، وتزايد أدوارها ووظائفها يرى الباحث أن الحاجة باتت ملحة لإقامة مؤسسات تعليمية في الخليج لتدريس هذه الفنون على أسس علمية. انطلاقا من الأهداف التي أنشئ جهاز إذاعة وتليفزيون الخليج من أجلها، التي من بينها تشجيع البحوث والدراسات المتخصصة في مجالي الإذاعة والتليفزيون، وتمشيا مع هذا الهدف، تأتي جائزة الجهاز لتشجيع الباحثين والمختصين من أبناء الدول الأعضاء للجهاز ولإثراء الساحة العلمية في دول المنطقة بالبحوث والدراسات الجديدة التي تفيد إذاعات وتليفزيونات الدول الأعضاء. حرصا من الجهاز على تطوير وتنمية مهارات العاملين في مجالي الإذاعة والتليفزيون بالهيئات الأعضاء، فقد اعتمد في خطته التطويرية الشاملة عدة برامج ودورات تخدم العاملين في المجال الإذاعي والتليفزيوني للرفع من قدراتهم الفنية والتقنية وصقل مواهبهم العلمية والعملية إضافة إلى تنمية روح التعاون بينهم وتبادل الخبرات المهنية لمواكبة التقدم العلمي المعاصر. ويستعد الجهاز لتقديم دورة «التصوير التليفزيوني عالي الدقة HD» في الفترة من 314 أبريل 2011 بدولة الكويت بعد أن نظم جهاز إذاعة وتليفزيون الخليج بالتعاون مع هيئة شؤون الإعلام بمملكة البحرين دورة تدريبية في «الأساليب الحديثة في تحرير الأخبار الإذاعية»، وذلك خلال الفترة من 1627 يناير الماضي .