أشعرت الإنجازات الكبيرة للشباب السعودي العاملين في الشركة السعودية للكهرباء الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية بالفخر بهم «إن مما يثلج الصدر والمكسب الحقيقي هو هذه الإبداعات الوطنية التي شاهدتها في معرض واحة إبداع»، مؤكدا أن ما يبعث على الفخر أن هذه الإنجازات التي تحققها السواعد السعودية تأتي بإمكانيات وتجهيزات وطنية أيضا. جاء ذلك لما لمسه في فعاليات ملتقى الجودة ال 14 الذي نظمته الشركة السعودية للكهرباء بمدينة الخبر تحت شعار «الجودة الشاملة.. واحة إبداع» الذي رعاه الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وافتتحه الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد الأربعاء الماضي. وقد حظيت فعاليات الملتقى بحضور كبير من المهتمين بالجودة من داخل الشركة وخارجها، كما حضر عدد من المواطنين والمواطنات لمشاهدة إبداعات موظفي الشركة عبر المعرض المصاحب الذي حوى إبداعات موظفي الشركة. وشهد الملتقى طرح عدد من أوراق العمل، حيث تطرق العضو التنفيذي بالمجلس السعودي للجودة بالمنطقة الغربية الدكتور نشأت النفوري في ورقة له إلى أهمية تقييم المخاطر وثقافة السلامة والصحة المهنية والبيئية في مسيرة تميز الشركات الكبرى، وأدار فعاليات الملتقى عبدالرحمن العبيد مدير إدارة التغيير بالسعودية للكهرباء، وتحدث فيها المدير التنفيذي الدكتور نبيل الحماد، بينما تطرق المدير التنفيذي لجائزة الملك عبدالعزيز للجودة المهندس محمد عون الله المطيري إلى الجائزة ونشأتها ورسالتها في الحث على التنافس من خلال تقديم إطار عام مرجعي لتقييم أداء المنشآت وتطويرها، وتطرق إلى دورتها الثانية. وكذلك تحدث رئيس شركة جنرال إلكتريك عن الجودة ووصفها بأنها طريق الشركة الذي تعمل فيه لتقديم منتجات وخدمات ذات نوعية متميزة، كما تطرق إلى أن اختيار الجودة مر بعدة مراحل فهي لم تكن أداة أو مبادرة واحدة عابرة بل طريقة للتفكير. أما رئيس إدارة الأداء الاستراتيجي بمجموعة الفيصلية الدكتور ديرك كالف فتناول بطاقة الأداء المتوازن وتغير ثقافة العمل، بينما تحدث أستاذ إدارة الجودة والعمليات بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور هاني عبدالرحمن العمري عن التوجهات العالمية الحديثة في نجاح تطبيق الجودة. الجودة واحة الإبداع ومن جانب آخر ثمن الرئيس التنفيذي للشركة المهندس علي بن صالح البراك رعاية أمير المنطقة الشرقية وحضور نائبه، مشيرا إلى أن الشركة طبقت الجودة الشاملة عبر منظومة متناسقة من البرامج أطلقنا عليها أسماء خاصة لتعريفها وهي «تحسين» و«تميز» و«إبداع» وهذه البرامج تهدف إلى تمكين وإشراك مواردنا البشرية في تحسين عمليات الشركة والاستثمار الأمثل للموارد المتاحة للارتقاء بخدماتنا وتلبية متطلبات وتوقعات عملائنا. وأوضح البراك أن انعقاد الملتقى ال 14 تحت عنوان «الجودة واحة إبداع» يأتي دليلا على أهمية الجودة وتطبيقاتها في الشركة لما لها من أثر فعال في تحسين وتطوير العمل والخدمة المقدمة للمشتركين. وذكر أن الشركة تبنت ثلاثة برامج شملت «برنامج تحسين» وهو أول برنامج تم تطبيقه تحت مظلة إدارة الجودة الشاملة وشارك فيه عدد كبير من موظفي الشركة وقدموا من خلاله أكثر من سبعة آلاف توصية ساهمت مساهمة فعالة في تطوير أداء الشركة وكان لها آثار إيجابية على أداء العاملين بالشركة تمثلت في زيادة الفاعلية التنظيمية بين منسوبي الشركة من خلال التنمية وإذكاء روح العمل الجماعي وتحسين الاتصال وغرس بيئة ومفاهيم جديدة، وأضاف أن الشركة طبقت برنامج «تميز الموظفين» الذي أسهم في تحفيز الموظفين على التميز مجددا، وقد حرصت الشركة على تكريم المميزين من موظفيها الذين ظلت أعدادهم في ازدياد. وأشار البراك إلى أن البرنامج الثالث الذي تبنته الشركة هو برنامج إبداع الذي كان مضمارا لمنافسة المبدعين من موظفي الشركة الذين تقدموا بأكثر من ثلاثة آلاف اقتراح وأكثر من 1200 فكرة مبتكرة وفرت للشركة 550 مليون ريال، وقد نجحت الشركة في تطوير قدرات الموظفين ووفرت لهم الآلية والتقنية الحديثة التي تشجعهم على التحسين المستمر والتميز والإبداع وزيادة الإنتاجية، مشيرا إلى أن الشركة بلغت مرحلة متقدمة في تطبيق مفهوم الجودة الشاملة، وأصبحت حاليا تجني الثمار المتمثلة في خفض التكاليف وتحسين نوعية الخدمات المقدمة للعملاء داخل الشركة وخارجها وتحقيق رغباتهم وعبر عن ارتياحه لقيام معرض «الجودة واحة إبداع» الذي ينفذ للمرة الأولى لإبراز إبداعات منسوبي الشركة الذي يضم 36 جناحا بطريقة تتناسب مع إبداعات المشاركين فيه من حيث تنوع الأفكار والمواد المعروضة. 16 عاما من التميز وأشار نائب رئيس شركة الكهرباء عبدالسلام بن عبدالعزيز اليمني إلى أن «الشركة السعودية للكهرباء بدأت قبل نحو 16 عاما في تبني برامج للجودة في الشركة واستمرت على هذا المنهج خلال الأعوام الماضية، وفي كل عام تتطور أفضل من العام الذي سبقه حتى أصبح عندنا ثقافة في الشركة، وأصبح لدينا منظومة من برامج الجودة التي تتمثل في الإبداع والتحسين والتميز وتسابق الموظفين مع وجود الحوافز والتشجيع من قبل إدارة الشركة على الانضمام له». وأضاف «أحببنا في هذا العام وفي الملتقى ال 14 توصيل رسالة، فبرامج الجودة في الشركة لقيت نجاحا وأصبحت الشركة من رواد الجودة المؤسسين لهذه الثقافة في المملكة، وقد شارك في ذلك 10.800 موظف، وعند سماع هذا الرقم لا يمكن تقدير حجم الجهود التي بذلت، وعند قولنا 10.800 موظف استطاعوا خلال 16 عاما، توفير نحو 550 مليون ريال لن نستطيع تأكيد هذه الحقيقة إلا بوجود معرض مصاحب، نحضر فيه آلات ومعدات التوليد والنقل والتوزيع ويتم عرضها على الطبيعة مع حضور صناع تطوير هذه الآلات من نفس ورش العمل، سواء في محطات التوليد أو النقل والتوزيع مع شرحهم للزائرين هذه الإبداعات التي قدمت من قبلهم واستطاعوا من خلالها التخفيف عن الشركة وتجنيبها مصاريف أو جهد ووقت». واستطرد «أحضرنا نماذج بسيطة جدا ومنتشرة في جميع أرجاء المملكة بمعنى أن الشركة أتت بالمهندسين والفنيين وشجعتهم على التطوير وتحسين أدائهم، فهي ليست دروسا أو محاضرات بقدر ما هي نتيجة أعمال يومية يقوم بممارستها العمال والفنيون ويطورونها ويعرضونها ولا تطبق إلا بعد خضوعها لمعايير معينة ومتطلبات معينة عندما تقبل، تنفذ وتعمم على باقي الشركة، وحقيقة لا يمكن لنا في الشركة السعودية للكهرباء أن نأتي بأرقام هلامية، وقد قمنا برفض الإعلان عنها مسبقا وقد يتساءل البعض لماذا انتظرنا 16 عاما للإعلان عنها؟ وبكل أمانة كنا نخطط بعد دمج الشركة في عام 2000 إلى تنظيم مثل هذا المعرض ولم نعلن عن الأرقام إلا بوجود معرض مصاحب لهؤلاء الفنيين، حيث يوجد لدينا 52 محطة توليد ما يعني 52 مصنعا، وأيضا مئات محطات النقل والتوزيع التي نعتبرها مصانع وورش عمل تتطور كل يوم». وأشار اليمني إلى أن «المهندسين أنكروا ذواتهم على مدى 16 عاما، ولم يبحثوا عن الشهرة وغيرها، ونحن الآن نهيئ لهم الفرصة بتدوينهم هذه الإبداعات وفق متطلبات مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «مؤسسة موهبة» ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وأنا متأكد من حصول غالبية المبدعين في الشركة السعودية للكهرباء على براءة اختراع، لأنهم استطاعوا توفير 550 مليون ريال سعودي، ولا يمكن توفير هذا المبلغ خلال تلك الفترة إلا بوجود إبداعات تستحق». وأضاف «نحن نفتح لهم الفرصة بالتنسيق مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «مؤسسة موهبة» ولكن لا نريد إشغالهم عن عملهم الرئيسي، وإن شاء الله يحصلون على براءة اختراع تتبنى من قبل شركات أو مستثمرين وتطبق، وتصبح حقا من حقوق ملكية التقنية للمملكة» .
