في سوق الطيور بالرياض، ازدحام كبير يمكن تفسيره من خلال كثرة أعداد هواة تربية هذه الطيور والحيوانات البرية بمختلف أشكالها وأنواعها، وقد صادف ذلك اليوم مزادا للبيع تحلق حوله الهواة مثل الطيور التي يزايدون عليها، وارتفعت حدة المزايدات بصورة جعلت السوق يزداد لهيبا مع حرارة الصيف الحارقة. بدأ معلق المزاد بالميكروفون معلنا بدء جلسة المزايدة على الحيوانات والطيور، ابتدأ بالطيور وكان للببغاء نصيب الأسد في المزاد، فهنالك أنواع كثيرة منه من مشارق الأرض ومغاربها ويرتفع سعر أحدها على ما يبدو بارتفاع حضارة الشعوب والتقدم الاقتصادي لها. فالببغاء الأمريكي الملون كان المسيطر بسعره على السوق الحرة، وكانت بداية المزاد بعشرة آلاف ريال وتوقف عند شخص عربي الجنسية بمبلغ 17 ألف ريال سعودي، ثم جاء دور الببغاء الإفريقي واحتل المرتبة الثانية ويرجع السبب إلى مونديال كأس العالم على ما يبدو، رغم عدم تميزه بالألوان الفريدة واللافتة إلا أنه ابتدأ مزاده بمبلغ خمسة آلاف ريال، وتوقف عند «أبو حمود»، السعودي الجنسية بمبلغ 11 ألف ريال، ظنا منه أنه أجود وأحسن من بقية الطيور. تحنيط قرود واختتم مزاد الطيور بالببغاء الغيني الذي كان مظلوما في السعر والقيمة، وبدأ مزاده بمبلغ400 ريال، وانتهى عند سيدة سعودية بمبلغ 500 ريال ظنا منها، على ما يبدو، أنه طعام لقططها رغم أنه ناطق، وحين انتهى مزاد الطيور ابتدأ مزاد الكلاب الذي اقتصر على كلب واحد، وفي ظني ليس له أي فصيلة، وبيع بمبلغ2400 ريال ولم أسأل عن فصيلته لبشاعة مظهره، غير أن الصاعقة كانت حينما بدأ المزاد على القرود، وكان لها عناية خاصة من تجار الحيوانات وخصوصا أصحاب محال بيع المحنطات الحيوانية، وكان القرد ذا العام الواحد والمألوف نوعا وشكلا والمعروف بحب إيذاء السياح السعوديين في المناطق السياحية صاحب السعر المميز في البيع حيث ابتدأ بمبلغ 3000 ريال وانتهى ب 5700 ريال لأحد أصحاب محال تحنيط الحيوانات، وقد دارت في رأسي فكرة أن أذهب إلى المناطق السياحية التي تنتشر فيها جماعات القرود المؤذية، وأجمع أقصى عدد ممكن لكي أنتفع بسعرها وأريح أصحاب المناطق السياحية من شرها. فروخ ملونة وفي مزاد الضبان كانت الأسعار بالجملة من نساء كبيرات في السن هن أصحاب السوق الاقتصادية والبورصة في بيع وشراء الضبان، حيث ابتدأ سوق الجملة لصندوق حديدي مليء بالضبان يتراوح عددها بين 20 و30 ضبا، وابتدأ المزاد بمبلغ 400 ريال وانتهى ب 450 ريالا للصندوق، أي أن سعر الضب يتراوح بين 20 إلى 25 ريالا، وانتهى المزاد بين مشترٍ وبائع، ومزايد على السعر لمصلحة البائع، ومقل من السعر لمصلحة المشتري، وبين مطلع لا يعلم «ما الطبخة»، فيما أخذ صاحب الميكروفون أجره بصفته المسوق المباشر، وثمن دواء ليرجع له صلابة صوته. وفي أقل من ثوانٍ معدودة ترى جموع الناس تفرقوا وكأن شيئا لم يحدث، غير أنني في أثناء طريقي إلى المركبة وجدت «فروخا» صيصان الدجاج الملونة التي لا يتعدى عمرها عشرة أيام، واستغربت من وجود دجاج بهذه الألوان الباهرة ما بين الأحمر والأزرق والأصفر، والغريب وجود اللون الوردي، ولدى سؤالي عن سعرها كانت بثمن باهظ، حيث يبلغ سعرها عشرة ريالات، فاستغربت ولكن أقنعت نفسي أنها مميزة إذ لا بد أنها أمريكية كما رأيت في الببغاء الأمريكي من ألوان، ولكني صعقت حينما بحثت عن اسم الدجاج الملون ووجدت في موقع اليوتيوب الشهير مقطعا يبين كيفية طلاء الدجاج الصغير «الصيصان» بألوان كيميائية لا تبقيها أكثر من عشرة إلى عشرين يوما على أكثر تقدير على قيد الحياة، لمجرد بيعها للأطفال بإبهارهم بألوان الدجاج الفاقعة والمميزة، عوضا عن كيفية صبغهم بالألوان وإتلاف بعض الصيصان لعدم تحملها للمادة الكيميائية. 50 فائدة للضبان وكنت التقيت بفواز وهو شاب يقتني أحد الطيور الغريبة ولكنه اكتفى بقوله: «لا أبيع» والتقطت له صورة، وعند سؤالي له هل انتهيت من الاختبارات أم ما زلت طالبا؟ أجاب: « لم أتعد المرحلة المتوسطة، ولا أحتاج إلى الدراسة، ومتوقف عند هذه المرحلة بمعنى أن الدراسة: لا تطعم خبزا». وبالقرب من مركبتي التقيت بائع الضبان عبدالهادي الدوسري الذي أشار إلى فوائد الضب التي تصل إلى 50 فائدة على صحة الإنسان، فزيته مفيد لمرضى الكوليسترول، ولفت إلى أن أغلبية مشتري الضبان من كبار السن بغرض إعداده للطعام ومن صغار السن المقتنين له للزينة والتسلية .