أكثر من 20 ألف كيلو متر إجمالي أطوال شبكة خطوط الأنابيب بالمملكة استبعدت مصادر نفطية سعودية أن تتأثر العلميات البترولية ونقل الوقود بارتفاع درجات الحرارة العالية التي تشهدها معظم مناطق المملكة صيف هذا العام، وبخاصة تلك المناطق التي تتركز فيها جل المنشآت النفطية الرئيسة، حيث سجلت مستويات قياسية فاقت 60 درجة مئوية "في الظل" خلال الأيام القليلة الماضية. وأشارت المصادر في تصريحات أن مواصفات خطوط الأنابيب والآليات المستخدمة في المنشآت البترولية مصممة على مقاومة الحرارة العالية والطقس المتقلب لتفادي أي عطب قد يحدث أثناء عمليات التمدد في حالة الحرارة العالية أو الانكماش عند التعرض للبرودة، كما أنها تخضع لمراقبة دقيقة من خلال الحاسبات الآلية والأيد الفنية المؤهلة التي تتبع أنظمة ومعايير في السلامة لضمان تدفق المنتجات النفطية إلى المستهلكين وفق مواصفات عالية الجودة تعزز من أمن الطاقة واستقرار مصادرها. وتؤكد المصادر ان المنشآت البترولية التي يقع جلها في مناطق تتعرض لموجة حر شديدة تتخذ كافة الإمكانيات لمواجهة أي حالة طوارئ قد تحدث جراء ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات عالية وتشمل هذه الإجراءات توعية الموظفين بكيفية تفادي ضربات الشمس وتوفير بيئة العمل المناسبة لهم خلال فترة الذروة وتعامل مع الظروف المناخية بمهارة تعزز من قدرة الموظف على أداء عمله بكفاءة وتميز. ومن المعروف أن العمليات النفطية في كثير من بلدان العالم تكون في مناطق نائية ذات مناخ قاس يتدرب العاملون في النفط على كيفية مواجهته وهي ما تميز العمل في مجال الصناعة البترولية التي تتطلب مهارة واحتراف في مواجهة التحديات التي تعتري مسار العمل في مثل هذه الظروف المناخية. ويبدد خبراء نفطيون وجل فرضية تعرض بعض خطوط الأنابيب أو صهاريج نقل الوقود إلى العطب نتيجة تمدد السائل المحمل بفعل الحرارة العالية، بيد أنهم نصحوا قائدي الناقلات بأهمية مراعاة اختيار الظروف المناخية المناسبة للسفر عبر الخطوط السريعة الطويلة وتفادي أوقات الذروة التي ترتفع فيها درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، حيث تكون مسارات الإسفلت في أوج حرارتها. وتنتهج أرامكو السعودية سياسة محكمة في إدارة المنشآت النفطية وشبكات توزيع المنتجات الهيدروكربونية تعتبر الأبرز من نوعها عالميا، حيث تولي عناية فائقة في تطبيق برامج منع الخسائر والمحافظة على السلامة والبيئة من خلال توظيف التقنية الحديثة التي تعتمد على الحاسبات الآلية التي تعطي وصفا دقيقا لكل جزء من شبكات الخطوط وحركة الإمدادات وناقلات النفط التي تغطي مساحة تصل إلى نحو مليوني كيلومتر مربع تشكل مساحة المملكة، ويصل إجمالي الأطوال في شبكة خطوط الأنابيب إلى 20 ألف كيلو متر تقريبًا، بما يشمل وصلات الحقول الجديدة في المنطقة الوسطى وجنوب شرق المملكة. وتعتمد معظم صادرات المملكة من الزيت الخام وسوائل الغاز الطبيعي والمنتجات المكررة على النقل البحري. كما تستخدم السفن في نقل المواد البترولية لتلبية بعض الطلب المحلي لمرافق الإمداد والتوزيع على البحر الأحمر. كما انها تستخدم حوالي 2000 شاحنة لنقل المنتجات المكررة إلى جميع أنحاء المملكة على طرق سريعة تبلغ أطوالها 150 ألف كيلو متر وعلى الرغم من أن هذه الشاحنات تطبق أعلى المواصفات، إلا أن الشركة تسعى إلى الحد من استخدامها والعمل على استبدالها بشبكة من خطوط الأنابيب التي تعتبر أكثر أمانا ولتخفيف الضغط على الخطوط السريعة والمساهمة في التقليل من الحوادث المرورية.