على مدار يومين متتالين طالعتنا صحيفة عكاظ في العددين (16893)، و(16894) ليومي الاثنين والثلاثاء 12، 13 محرم 1434ه، من خلال حوار موسع (لحصاد السنوات الأربع) مع وزير التربية والتعليم، تمحور حول هموم التربية والتعليم.. شؤونه وشجونه، لقد قرأت الحوار كرّتين على أمل أن أجد ضالتي المنشودة، وهي بالضرورة تربوية وتعليمية، إلاّ أنني كتربوي ألفيتُ أن الحوار يخلو من الدسم، لا بل وينأى عن الشأن التربوي العميق، الذي لطالما منّيتُ نفسي أن أجده في ثنايا السطور، وما بينها، لكن ذهبت أمنياتي أدراج الرياح! إذ في القراءة الثانية لمجمل الحوار أسئلة وإجابات عناوين رئيسة وفرعية تبيّن لي صدق ما ذهب إليه أحد الزملاء الكتّاب في صحيفة الوطن، الأربعاء 14 محرم 1434ه أن الحوار لا يخرج عن سمت إدارات العلاقات العامة، ويخلو من النفس التربوي لكي لا نقول نفس الوزير المسؤول الذي فرحنا عندما تسنم سدة هذه الوزارة قبل (4) سنوات، واستبشرنا خيرًا بأنه سينقذ سفينة التعليم التي ما برحت تصارع أمواج عالم متغير يفيض بكل جديد في كل لحظة، ويغمر كل قديم مترهل لا يرقى إلى طموحات جيل مختلف جيل DIGITAL "ديجتال" يذهب للمدارس لكن بحمل كبير وثقيل من الكتب، كان يأمل أن يذهب إليها وهو يحمل جهازًا لوحيًّا (آي باد) مع متصل بالإنترنت يعينه في مسيرة التعليم!! إن تعليمنا للأسف ما زال أسيرًا للتعليم المعرفي، أي التلقي والحفظ، وإعادة (كع) ما حفظ؛ دون تمثل أو مساءلة، رغم أن إستراتيجية أو قانون "علّمني كيف أتعلّم" وضع قيد التنفيذ في مختلف أرجاء العالم في منعرج الألفية الثانية، إلاَّ أننا للأسف ما برحنا نراوح في مكاننا.. جملة الأفكار تحوّلت إلى أحلام، والأحلام في طور التحوّل إلى مشروعات.. ويا ليل ما أطولك!! اليوم الاحد (18/1/1434ه) يجلس وزير التربية والتعليم تحت قبة مجلس الشورى، بمبادرة من سمو الوزير، واستجابة لدعوة لجنة الشؤون التعليمية لمناقشة أداء الوزارة، والتعرّف على المشروعات المنفذة، ومن أهمها مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم.. وبحسب ما نشر موقع المجلس (مجلس الشورى) هناك ما ينوف عن (700 سؤال) سيوجهها مهتمون، ومهمومون بالتعليم، ونأمل أن تكون الأسئلة والإجابات تتجوهر حول التعليم ومقوماته ومعوقاته. والله المستعان.
