جزا الله المليك المفدى كل خير ، وأثابه على ما قدم لأبناء وطنه ، عبر حزمة من القرارات التي تدعم تحديدًا ذوي الطبقة المتوسطة التي تعاني من ارتفاع تكاليف المعيشة ، ويعاني معظمها (إضافة إلى الطبقة الفقيرة) من عدم قدرتها على تملّك المسكن المناسب إلاّ بعد عمر طويل ، وكفاح مرير. وأكثر ما شد انتباهي هو الدعم الكبير البالغ 40 مليار ريال لصندوق التنمية العقاري ، الذي (سيحلحل) بلا ريب الطابور شبه المتوقف منذ سنين ، حتى بلغت النكات ، والرسوم الكاريكاتورية مبلغها من (الظرافة) ، فترى صاحب القرض متبوئًا قبره ، والشيب قد طال حفيده .. وهو ينتظر. وكنت سأقترح شيئًا ذا بال يُمنح للمواطن المستحق بدلاً من القرض الذي لا يزيد سقفه عن 300 ألف ريال ، لا تكاد تسمن ولا تغني من جوع ، في وجه أسعار اليوم ، بدءًا بقطعة الأرض ، وانتهاءً بتكاليف البناء. ولكني تذكرت أن مقترحي سيذهب إلى أقرب سلة مهملات ، ليس لتفاهته ، ولكن لاستحالته ، وذلك أن المقترح يرتكز على وجود أراضٍ حكومية قريبة من العمران ، ذات مساحات مليونية ، في حين أنه لم يعد لهذا الحلم وجود ، فالأراضي قد وزّعت ، ومُنحت ، وبِيعت ، وذهب المحظوظون بالمال الوفير ، والمردود الكبير. وعلى كلٍّ سأقول ما لديّ ، ورزقي على الله ! (لو) (وهي تفتح عمل الشيطان) ، أن الدولة خصصت أراضي شاسعة كبيرة في جدة مثلاً ، ثم طوّرتها واستكملت كل بناها التحتية ، ثم سلّمتها لطالب القرض بدلاً من القرض نفسه ، وحبستها مرهونة لفترة لا تقل عن 15 عامًا ، أو حتى سداد القرض أيُّهما أطول ، حتى لا تنقلب القضية إلى متاجرة بالمنح كما هو المعتاد غالبًا. التكلفة هنا أقل بكثير من مبلغ الألوف الثلثمائة التي تقرضها الدولة ، ولا يستفيد منها المواطن على الوجه المأمول ، نظرًا للأسباب المذكورة أعلاه .. وعلى فكرة ليس أفضل من (أرامكو السعودية) خبرة وجودة في تطوير هذه المخططات الضخمة ، فلها فضل تطوير أحياء كثيرة في الدمام ، هي أفضل أحيائها لاكتمال بناها التحتية ، وخدماتها الفوقية بما فيها مواقع المساجد والمدارس والمراكز الصحية وغيرها. خسارة (الفكرة) اللي عصرت دماغي عشانها.