واجهات التعليم..واجهات الوطن (2) مريم بنت عبدالرحمن الغامدي* كثيراً ما نعتقد بأنًا إذا تحولنا إلى شخصيات مدويّة لها إيقاع ولها صوت كصوت الجلود الجافة..نقنع الآخرين دون عناء إلى الحد الذي لا يمنحهم فرصة النظر أو التفطن أو حتى الاقتناع بغيرنا لأنًا نرى بأن الصوت المرتفع.. و الجسد المتحرك.. والبريق الخاطف للبصر.. و اللغة الصاخبة .. وتدوير الصدق..وتعدد الأوجه واختلافها بحسب الحالات والاحتياجات .. وإفراز طاقة قليلا ما تحمل رؤية واضحة .. هي خطط محكمة للحضور والتأثير و القيادة ..(وما كان شيخنا السايق يقعد قط ) فنبقى نتعارك مع أنفسنا لأنًا لا نرى ولا نسمع غيرها ..أو من خلال الخطط والتسوس البشري البريء الذي نقمع به غيرنا ونسلك في سبيل ذلك البديع من الأفعال والأقوال وقد نلجأ إلى التنقيب عن ماضي الآخرين حتى نفسد مابنى فيهم هذا الماضي من قيم ..وننصب من أنفسنا قضاة لنصدر أحكاما صحية ونفسية وأخلاقية عنهم.. لنثبت ذاتنا...وهذه مساع غير واعية لكنها تحدث بدافع غريزي لاشعوري يحمي فينا نسق التعالي وضباب البصيرة.. هذه مهاراتنا التي نتقن البناء من خلالها..ونتوهم بأنها مهارات التواصل التي ترشدنا إلى نقاط القوة المغيمة فينا وهي أقرب ما تكون إلى التفاصل.. نسقط منها قيمة التعامل مع إنسانية الإنسان نغفلها بل نتباهى بظلمها ..فنصبح ممن لا يستفاد منهم بقدر ما يبتعد عنا.. وقد ننجز البناء الذي ننجرف نحوه ونجرف غيرنا بضعفنا ومشاعرنا ولكن سرعان ما نفترق عن البناء لأننا نرتاع منه (وذهبت قلوبنا معه) .فلماذا لا يتصاعد فينا الإحساس بضرورة احتواء وتقبل وتطوير هذا النوع من الشخصيات والصبر عليهم وتدريبهم وتوجيههم على الاستفادة من هكذا ذكاء وهكذا طاقة فهذا حق للوطن علينا لأنهم أهله وثروته وجزء منه .. مهما قست طبائعهم وتناقضت أمزجتهم .. وصعبت علينا مداراتهم ..أو فهمهم ..وعجزت معهم برامج التدريب..والتطوير.. ولماذا لانتساءل عن الأسباب التي أوصلتنا إلى ذلك ؟؟. هل هو قصور في فهمنا للتقييم في أداء المهنة التعليمية ؟؟ هل هو ضعف ارتباط التقييم التربوي من حيث مفاهيمة وإجراءاته ومجالاته في تطوير فكر الموظف وسلوكه وتطبيقات هذا الفكر والسلوك في المهنة فنتج عن ذلك التساوي في فهمنا لمضمون النمو المهني والمسار الوظيفي ؟؟ لماذا لايتم قياس النمو المهني من خلال قدرة الموظف على الإنتاج وتمكنه من أداء عمله بشكل مطور لابشكل مؤدي فقط لأن الأداء المطور ينحى به إلى السلوك المطور ؟؟ لماذا لا نسأل الموظف لماذا التحقت بهكذا دورات ؟؟ *************************** *إحدى بنات منطقة الباحة ، كاتبة بصحيفة \"اليوم\" السعودية.