يضم معرض الفنان سلطان عسيري "روح الطبيعة في عسير"، المصادف لفعاليات ملتقى ليالي أبها الرمضانية بمركز الملك فهد الثقافي "قرية المفتاحة"، 50 عملاً هاماً؛ منها 3 مفاهيم: الأول: "محكمة بندقية"، وهي بندقية قديمة عمرها تجاوز 140 سنة، والثاني: "كرسي الحكم" ويحكي كيفية وصول أكثر الحكام للحكم، والثالث: "حوار مع الطبيعية" عبر منظومة جميلة أراد فيها الفنان إيصال فكرة إظهار جمال الطبيعة بالإخلاص لها. وكانت أبرز المنحوتات، منحوتة تحمل البياض في أعلاها؛ في إشارة للأيادي البيضاء للمملكة العربية السعودية على مختلف الأصعدة والدول؛ بينما السواد في القاعدة يُلفت إلى أن المملكة في المقابل تقمع كل فاسد؛ في حين أن باقي المنحوتات كانت من الفن الإسلامي؛ منها "لفظ الجلالة" يُقرأ من كل الزوايا، وصراع الألوان، وحروف ورموز ومصغرات.
و في المقابل، كان هاناك عدد من اللوحات الطبيعية يبرز أصالة المنطقة، وتعدد بناء بيوتها القديمة؛ سواء من الطين أو الحجارة، إضافة للوحات "أبها عروس المصائف" و"رحلة الإنسان" و"أمة اقرأ لا تقرأ".
ولم يكتفِ "عسيري" بالأعمال الفنية التي تحمل روح ورسالة الوطن وتُدافع عنه؛ بل اختار أحد المتقاعدين من حماة الوطن -تقديراً لجهودهم- لافتتاح المعرض، أول أمس، وهو اللواء متقاعد منصور بن محمد العياف، بحضور مدير مركز الملك فهد الثقافي سعيد بن محيا الأحمري، ورئيس جمعية الفنون التشكيلية "جسفت" بمنطقة عسير الدكتور علي مرزوق، وعدد من فناني القرية.
وشدد "عسيري" على أن أعماله الوطنية نابعة من الدور المنتظر من أي فنان، وتعبيراً عن شعور أي مواطن تجاه وطنه ومن يسهرون على حمايته؛ لافتاً إلى أنه كان حريصاً أيضاً على إبراز الفن الإسلامي، وتقديم المفاهيم التي تعتمد على الفكرة من الفن المعاصر الذي بات يشكل صدارة الاهتمام الفني العالمي، واختتم قائلاً: "أعتمد في أعمالي على مدرستي المفاهيم والتجريدية".
