ناشد أكثر من 1300 خريج بكالوريوس التربية الخاصة (صعوبات تعلم)، ومثلهم من الخريجات، وزير التربية الدكتور عزّام الدخيّل نظرة تختلف عن سابقاتها من نظرات وزراء التعليم الذين سبقوه، وقالوا: "أعطونا وعوداً بالتوظيف. نحن نريد عقوداً للتوظيف". في إشارة منهم إلى عدد الوعود التي أخذوها من أكثر من مسؤول سابق بالتعليم دون تنفيذ فعلي لها بتوظيفهم على وظائف بحسب مؤهلهم وتخصّصهم. وتقارب نسبة انتشار حالات ذوي صعوبات التعلم في السعودية نحو (10٪) من إجمالي عدد السكان. وبحسب هذه النسبة، فإن هذا يعني وجود ما يقارب ال (600) ألف حالة صعوبات تعلم بين إجمالي طلاب وطالبات المراحل المختلفة بالمدارس، الذين يقدّر عددهم بنحو (6) ملايين طالب وطالبة في المراحل الدراسية الثلاثة. وتقدّم وزارة التعليم الخدمة لنسبة محدّدة منهم، تبلغ بحسب ما ذكرت (25) ألف طالب وطالبة فقط من ذوي صعوبات التعلم من المجموع الكلي لذوي صعوبات التعلم بالسعودية. وأحد أسباب ذلك أنها تقدم خدماتها في بعض مناطق ومدن السعودية في المراحل الابتدائية فقط.
وقال ل"سبق" عبدالسلام القحطاني، خريج بكالوريوس تربية خاصة، إن برامج صعوبات التعلم بحسب إحصائية العام الدراسي 1433 - 1434 ه بلغت 1864 برنامجاً، في حين يبلغ عدد المعلمين والمعلمات فيها 2067 معلماً ومعلمة. وأضاف: هناك خريجون من مختلف جامعات السعودية بهذا التخصّص، يتجاوز عددهم أكثر من (1300) خريج من الذكور، وهذا بحسب ما توصلنا إليه من إحصائية حتى الآن، يقابله عدد أكبر من الخريجات الإناث للمؤهل نفسه، وجميعهم قالوا إنهم يعانون البطالة القاتلة، ومع هذا ما زالوا يحلمون بوظيفة تنهي معاناتهم، وتحقّق أحلامهم وتطلّعاتهم.
كما ذكر خالد محمد، خريج جامعة الجوفبالقريات، أن وزارة التعليم ما زالت بحاجة إلى أكثر من 20 ألف معلم ومعلمة بتخصّص صعوبات التعلم؛ كي تغطي الوزارة الاحتياج الفعلي في برامج صعوبات التعلم في السعودية، وذلك بحسب إحصائية مركز الأمير سلمان للأبحاث والإعاقة التي أصدرتها في عام 2010م؛ لأن عدد الطلبة في المدارس السعودية يفوق (5) ملايين طالب وطالبة. وزاد: بناءً على الدراسات العالمية التي تقدر نسبة انتشار صعوبات التعلم في أي مجتمع ب(5 % - 10 %)، فإنه يمكن تقدير عدد الطلبة الذين يعانون صعوبات التعلم بما بين ربع مليون ونصف مليون طالب في مدارس السعودية. وتابع: لكن الإحصائيات المتوافرة تدل على أن عدداً قليلاً جداً من هؤلاء الطلبة تم التعرف عليهم وتقديم البرامج والخدمات اللازمة لهم في مدارسهم. وعلى الرغم من وجود ما يزيد على (28) ألف مدرسة في السعودية فإن أقل من 5٪ من المدارس تقدم البرامج والخدمات للطلبة ذوي صعوبات التعلم بوجود 1600 معلم مختص فقط. علماً بأن الاحتياج الفعلي لخدمة جميع الطلبة ذوي صعوبات التعلم يقدَّر ب (20) ألف معلم. وأردف قائلاً: ورغم هذه الإحصائية من الاحتياج كان الاحتياج المعلن في العام قبل الماضي فقط (24) وظيفة للمعلمين و(13) وظيفة للمعلمات! وهو بمنزلة الصدمة الكبيرة لنا نحن الخريجين والخريجات المؤهلين؛ إذ نستطيع تغطية هذا الاحتياج الكلّي لمدارس السعودية. ثم تلقينا صدمةً أخرى وأكبر بعد عامٍ كامل من الانتظار والمطالبات والوعود وإظهار الأرقام والخطابات للوزارة، وهي إعلان الوزارة احتياجها للعام الماضي بعدد (136) وظيفة للرجال و(237) وظيفة للنساء فقط، في وقتٍ كنا ننتظر فيه مضاعفة هذا الرقم مرّات عدّة. وبالرغم من لتلك الوعود من المسؤولين يستمر تهميشنا عاماً ثالثاً بعدد الاحتياج المعلن، وهو (138) وظيفة للرجال، في حين لم يعلن احتياج النساء حتى الآن.
كما تحدّثت ل"سبق" الخريجة بيان السعيدان، تربية خاصة عام 1435ه، عن معاناتها مع شرط الخبرة والوظيفة، وقالت: أنا - ولله الحمد - حاصلة على نسبة معدّل مرتفعة مع مرتبة الشرف، ورغم هذا لا يتم مراعاة هذا الأمر عند التوظيف، بل يُنظر للخبرة التي تلاحقني في كل مرّه أتقدّم بها لوظيفة. وطالبت "بيان" وزير التعليم بالتدخّل العاجل "لحل مشكلتنا التي تتزايد أكثر فأكثر مع كل دفعة تتخرج من هذا التخصّص، ومن أطفال هذه الفئة أيضاً". وقالت إنها قامت بالتقديم على جدارة بعد أن اجتازت اختبار الكفايات، وتنتظر النتائج. وتمنّت أن يتم توظيفها بالقريب العاجل من أجل تأمين مستقبلها وتطوير ذاتها من خلالها عملها.
يُذكر أن من بين هؤلاء الخريجين والخريجات بتخصص صعوبات التعلم الكثير ممن حقّقوا معدلات عالية من جامعاتهم المختلفة ونسباً كبيرة بمراتب الشرف، إضافة لاجتيازهم اختبار كفايات المعلمين، وما زالت الجامعات تخرّج حَمَلة هذا المؤهل، والقبول مستمر في برامج الدبلومات فيه.