أطلقت حرم أمير منطقة الرياض، الأميرة نورة بنت محمد بن سعود، أول تغريدة على هاشتاق "نبراس" للوقاية من المخدرات؛ وذلك خلال حفل تدشين الملتقى النسائي الذي نظّمته أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات؛ ممثلة في إدارة البرامج النسائية، بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات ووزارة الشؤون الاجتماعية، أمس، تحت شعار "بالحزم والعزم نحمي الوطن"، في مقر الأمانة بالرياض. وأبدت، في كلمة لها خلال رعايتها حفل تدشين الملتقى، إعجابها بتواجد ومشاركة جميع القطاعات الحكومية الوزارية المعنية بمكافحة المخدرات في هذا الحفل؛ مُعبرة عن أملها في أن يعطي هذا التجمع دفعة كبيرة لحملة التوعية ضد آفة المخدرات؛ لتصل إلى جميع شرائح المجتمع.
وأكدت أن الأداء المتميز للمشاركات في الحملة ينبع من مسؤوليتهن الاجتماعية والوطنية والدينية تجاه الوطن، يداً بيد مع القيادة الرشيدة، التي تحرص دائما على الحفاظ على أبناء الوطن ووقايتهم من كل مكروه، ودعم ما يخدم قضية مكافحة المخدرات ويثقف المجتمع عن أخطارها.
وتخلل الحفل كلمات خطابية استُهلت بكلمة لمديرة إدارة البرامج النسائية للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات "هناء الفريح"، أوضحت فيها أن رعاية الأميرة نورة بنت محمد للحفل؛ ما هو إلا امتداد للاهتمام الكبير الذي يوليه ولاة الأمر تجاه الحفاظ على الوطن وأبنائه من آفة المخدرات، ومن ذلك: دعم مشروع موحد ومتكامل يضم العديد من البرامج الوقائية والاستشارية والعلاجية والتأهيلية التي تم إعدادها وتصميمها وفقاً لمعايير مدروسة بعناية من قِبَل خبراء ومسؤولين ومختصين من مختلف التخصصات والقطاعات، وتركز على الجوانب الشرعية والإنسانية والأخلاقية وغيرها التي تمسّ حياة الناس لتقوية مناعة المجتمع -وخصوصاً الشباب والشابات- ضد أي محاولة لجره إلى مستنقع المخدرات.
وبيّنت "الفريح" أن الملتقى شاركت فيه المديرية العامة لمكافحة المخدرات ووزارة الشؤون الاجتماعية، وتركزت مضامينه على حماية أفراد الأسرة من خطر تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية؛ مبينة أن المملكة من الدول التي بادرت لمحاربة المخدرات منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وتوعية الأبناء والأسر بما يضرهم؛ خاصة المخدرات.
وأضافت "الفريح" أن المشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس" الذي انطلق بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ومبادرة من شركة "سابك"، يعمل على توحيد جهود الجهات الحكومية والأهلية في مجال البرامج الوقائية التي تم إعدادها وفق منهجية علمية لحماية أفراد الأسرة من مخاطر آفة المخدرات؛ حيث سيتم التركيز في هذا العام على سبع برامج تجوب مناطق المملكة؛ بدءاً من منطقة الرياض؛ سائلة الله تعالى أن يُكلّل هذه الجهود بالنجاح، وأن يحفظ هذه البلاد وقادتها من كيد الحاقدين وشرورهم.
بعد ذلك ألقت مساعد المدير العام لفرع وزارة الشؤون الاجتماعية للإشراف الاجتماعي النسائي بالرياض "سمها الغامدي"، كلمة بيّنت في ثناياها أن وزارة الشؤون الاجتماعية تعمل على تحقيق تماسك المجتمع وحفظه؛ من خلال العمل الاجتماعي المشترك مع القطاعات المختلفة؛ لتؤكد أن تحقيق هذه الرؤية لن يتم إلا عبر شراكات بنّاءة ومثمرة مع مختلف القطاعات يداً بيد؛ لمحاربة آفة المخدرات التي باتت مصدر قلق للمجتمعات الإنسانية؛ لآثارها السلبية؛ حيث جاء الاهتمام العالمي للتصدي لها، واتخاذ التدابير الفعالة للحيلولة دون انتشارها، وملاحقة كل من يروّج لها أو يتعاطاها، إضافة إلى وضع البرامج التأهيلية لمعالجة المدمنين وإنقاذهم من براثن هذه الآفة.
وأفادت "الغامدي" أن المطلع على مشكلات الأسرة المختلفة؛ من عنف أسري، وتحرش، وطلاق، وخلافه، يجد أن من أهم أسبابها إدمان المخدرات؛ خاصة في فئة الشباب بغية إبعادهم عن المساهمة في بناء وطنهم، وليتحقق للأعداء ما يريدونه من تفكك للمجتمع؛ مما استدعى الحاجة لمدّ جسور التعاون أفراداً ومؤسسات؛ ليكونوا سياجاً يُحمى به المجتمع، وتفعيل دور الأسرة الأساسي في منظومة العمل المشترك لحماية أبناء الوطن.
وأشارت إلى أن إطلاق مشروع "نبراس" من خلال تدشين الحملة التوعوية حول المخدرات تحت شعار "بتعاوننا نحمي أجيالنا"، تمت فيه الاجتماعات والتخطيط لبرامج وورش عمل استمرت عاماً كاملاً نفّذت فيه الدور والمراكز النسائية التي يشرف عليها مكتب الإشراف الاجتماعي، وكان لها الأثر الواضح في رفع مستوى وعي منسوباتنا وأبنائنا الأيتام والأحداث تجاه هذه الآفة الخطيرة.
وأضافت أنه تم كذلك تدشين برنامج "التدريب والتثقيف بمخاطر المخدرات والمؤثرات العقلية"، بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، الذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي بين منسوبات ونزيلات مؤسسة رعاية الفتيات بالرياض؛ موضحة أن هذا البرنامج سيواصل العمل على مدى (9) شهور للعام الجاري، يتخلله إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة التدريبية والتثقيفية حول أضرار المخدرات، وطرق الوقاية منها، ومؤثراتها العقلية على الصحة والسلوك، والأداء المهني والأسرة والأمن المجتمعي.
عقب ذلك، أدى مجموعة من أبناء دار التربية الاجتماعية لوحة تعبيرية عن آفة المخدرات وأضرارها، ثم استعرضت مديرة القسم النسائي بمديرية مكافحة المخدرات بالرياض "منى الشربيني" أمام الحاضرات، ماهية المشروع الوطني "نبراس"؛ بينما تناولت مديرة البرامج التوعوية بمديرية المخدرات "عواطف الدريبي" جهود إدارات الإشراف النسائي وبرامج وأنشطة فعاليات اليوم العالمي لمكافحة المخدرات.
وفي الختام، قامت الأميرة نوره بنت محمد، بتكريم مديرة الإشراف النسائي بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات "أمل خاشقجي" بدرع تذكاري، كما تسلّمت سموها درعاً تذكارياً من الملتقى، وتفضّلت سموها بتكريم المشاركات بالأوراق العلمية والجهات المشاركة والموظفات المشاركين في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات.
إثر ذلك، تجوّلت الأميرة نورة في المعرض التوعوي المصاحب للحفل الذي شاركت فيه كل من أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والمديرية العامة لمكافحة المخدرات، ومصلحة الجمارك السعودية، ومركز استشارات الإدمان، واطلعت على آلية تلقي الاتصالات والاستشارات ومعالجتها، ثم شرّفت سموها الوحدة الإعلامية التي تم إنشاؤها بمقر الأمانة؛ حيث تتولى تغطية مشروع "نبراس"وتوثيقه ونشره.
يُذكر أن الملتقى يواصل فعالياته لمدة يومين بمحاضرات عن: (دور الأسرة في حماية الفرد من خطر تعاطي المخدرات، واستعراض نتائج دراسة مستوى الوعي الصحي بخطر المؤثرات العقلية لدى الشباب، ودور الشؤون الاجتماعية واللجان التابعة لها في الوقاية من المخدرات)، إضافة إلى ورش عمل عن المعوقات والحلول من واقع الأوراق العلمية المطروحة في مجال الوقاية من المخدرات.
حضر الحفل عدد من منسوبات وزارات الشؤون الاجتماعية، والصحة، والتعليم، والعمل، وهيئة حقوق الإنسان، ومصلحة الجمارك السعودية، والأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، ولفيف من المهتمين بالعمل الخيري والإنساني والتوعوي في المملكة.
