خرجت ندوة الترابط الأسري والدعم الاجتماعي التي نظمتها لجنة إصلاح ذات البَين بإمارة منطقة مكةالمكرمة بنتائج عدة وحزمة توصيات في حراك نوعي لتحقيق الأمن الأسري والمجتمعي بين أوساط الجالية البرماوية، بما ينعكس على خفض أعداد القضايا التي تستقبلها الجهات المعنية، ومنها لجنة إصلاح ذات البَين. وفي افتتاحية الندوة شرح نائب الرئيس التنفيذي سليمان بن عواض الزايدي أهداف الندوة ودورها في التعامل مع قضايا الجالية، وتوثيق العلاقة بين الجهات المختلفة لحل قضايا الجالية البرماوية.
وأوضح "الزايدي" أن الهدف من الندوة التشاور للخروج بفكرة تزيد من حسن التعامل وتوطيد العلاقة، وتسهم في إنجاز المعاملات التي ترد إلى اللجنة، وإيجاد أساليب للشراكة بين اللجنة ومجلس الجالية البرماوية.
وأشار "الزايدي" الى أن الجالية البرماوية في السعودية من أكثر الجاليات التي حظيت بالدعم الحكومي في مجال التعليم والصحة وتصحيح الأوضاع.
وكانت جلسة الندوة قد بدأت بحديث للدكتور مسفر دماس، تحدث فيها عن ملامح قضايا الجالية البرماوية الواردة للجنة، واستعراض نماذج من المشكلات، وأورد أهم أسباب تلك المشكلات من واقع القضايا التي تم التعامل معها، وطالب بإلزام شباب وشابات الجالية المتقدمين للزواج بحضور دورة قبل الزواج للزوجين لتحقيق التهيئة والاستقرار الأسري.
فيما نبه الدكتور عضو اللجنة أحمد بناني من جانبه إلى بعض عادات الجالية التي أصبحت سبباً في بروز قضايا الخصومات والخلافات الزوجية والأسرية، ومن ذلك عيش الأشقاء بزوجاتهم وأولادهم في بيت واحد بدون استشعار خطر الحمو الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم.
إلى هذا، قال الإعلامي صلاح عبد الشكور في معرض حديثه عن واقع مجلس إصلاح الجالية البرماوية: وفقاً لإحصائية مشروع تصحيح أوضاع الجالية البرماوية، الذي تشرف عليه إمارة منطقة مكةالمكرمة، فإن عدد البرماويين وصل لقرابة ربع مليون برماوي في السعودية. ونظراً للحاجة الماسة رأى مجلس الجالية البرماوية تكوين مجالس لإصلاح ذات البين في الحارات التي تقطنها الجالية البرماوية بشكل تطوعي، وبإشراف مجلس الجالية.
وكشف "عبدالشكور" أن مجلس صلح الجالية أنهى 27455 قضية خلال السنوات الخمس الماضية، منها 12955 قضية أسرية و7985 قضية اجتماعية و6415 قضية حقوقية.
وطالب "عبدالشكور" بأهمية اعتماد محاضر صلح مجلس الجالية كوثيقة رسمية، والتنسيق مع المحكمة الجزئية لتفعيل العقوبات البديلة لأبناء الجالية في القضايا التي لا تتطلب السجن، وتفعيل الشراكة المجتمعية بين الجالية والمحكمة، وعقد شراكة وتعاون بين مكتب شيخ الجالية ولجنة الصلح بإمارة منطقة مكةالمكرمة. وأضاف: نتطلع إلى أن نحظى بإشراف لجنة إصلاح ذات البين بإمارة منطقة مكةالمكرمة على إدارة شؤون الصلح بالجالية البرماوية.
من جانبه، وصف شيخ الطائفة البرماوية أبو الشمع بن عبدالمجيد فترة عيش الجالية اليوم بأنها الفترة الذهبية التي تعيشها الجالية في ظل الرعاية الشاملة والتصحيح الجذري لجميع أوضاع الجالية البرماوية من جميع مناحي الحياة النظامية والاجتماعية والتعليمية والصحية، وبإشراف إمارة منطقة مكةالمكرمة.
وأوضح أبو الشمع أن مجلس الجالية قام طوال السنوات العشر الماضية بتنظيم وضع الجالية وتكوين مجالس إصلاح في كل حي بعدد 33 عضواً لتحقيق تعظيم البلد الحرام، ومحاربة الجريمة، وإيجاد العين الرقيبة والحضور الأمني الدائم في هذه الأحياء العشوائية، فيما تم عقد شراكات مع شرطة العاصمة والبحث الجنائي وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعمد الأحياء لتحقيق الأمن المجتمعي من خلال تنظيم 82 حملة توعوية أمنية، بمشاركة 67 ضابطاً كانوا يصعدون الجبال، ويشاركون الأهالي في أعمال توعوية رائعة. مبيناً أن معدل الجريمة الآن في الجالية 1 % رغم أن عدد الجالية يفوق 250 ألف نسمة بمكة.
وقد خرجت الندوة بخمس توصيات، هي: أهمية توثيق العلاقة بين مجلس الجالية البرماوية ولجنة إصلاح ذات البين بإمارة منطقة مكةالمكرمة، من خلال التواصل بين اللجنة ومجلس الجالية وإيجاد شراكة بينهما، وإقامة المزيد من الندوات واللقاءات وتبادل الزيارات ونقل الخبرات لحل قضايا الجالية البرماوية، وضرورة إقامة ندوات متخصصة في الجاليات لزيادة الوعي لدى الأسر، ونشر الثقافة الإسلامية لديهم، والتقيد بالعادات والتقاليد الإسلامية للحد من بعض الظواهر السلبية.
واقترح المشاركون في الندوة إلزام كل راغب في الزواج بحضور دورة قبل الزواج للزوجين لأهمية ذلك في تحسين العلاقة الزوجية، ومعرفة واجبات كل من الزوجين تجاه الآخر.