حذّر أستاذ فسيولوجيا الجهد البدني بجامعة الملك سعود بالرياض الأكاديمي المهتم بالنشاط البدني والتغذية الصحية، الدكتور محمد علي الأحمدي، من تفشي "أمراض الجلوس" كالسمنة وداء السكري وهشاشة العظام وضغط الدم في المجتمع السعودي لتصبح بذلك من أوائل دول العالم إصابة بهذه الأمراض. وقال "الأحمدي" ل"سبق": "لعلاج هذه الظاهرة يجب أن تكون حياتنا 50 دقيقة، وليست 60 دقيقة؛ حيث تتخلل كل ساعة جلوس حركة لمدة 10 دقائق".
وأضاف: "التوصيات العلمية والطبية تطالب بتجنب الخمول وعدم الحركة، وتقليل عدد ساعات الجلوس باليوم، وقطع فترة الجلوس الطويلة بالحركة، بمعنى أن تكون الساعة في حياتنا 50 دقيقة، وليست 60 دقيقة؛ إذ تتخلل كل ساعة جلوس حركة لمدة 10 دقائق".
وأردف: "آخر دراسة علمية تم نشرها هذا الأسبوع وجدت أن المشي لمدة دقيقتين فقط في كل ساعة جلوس يخفض الوفاة بسبب أمراض الجلوس بنسبة 33%".
وتابع أستاذ فسيولوجيا الجهد البدني بجامعة الملك سعود بالرياض: "شخصياً؛ أعطي المحاضرات من وضعية الوقوف بدلاً من الجلوس وأقدم المحاضرات لطلابي في الجامعة وقوفاً، وتستغرق المحاضرة ساعتين إلا عشر دقائق".
وقال: "مكتبي بجامعة الملك سعود بلا كراسٍ كما أن مكتبي في البيت كان مكتباً تقليدياً خاملاً، لكن قمت باستبداله بمكتب نشط وتخلصت من الكرسي واستبدلته بسير متحرك مرتبط بالمكتب بحيث أستطيع أن أعمل أمام الكمبيوتر والإنترنت لساعات من خلال المشي البطيء جدا، فالسرعة لا تتجاوز 1.5 كيلومتر في الساعة".
وأضاف: "هذا المشي البطيء لا يعتبر بديلاً عن ممارسة النشاط البدني اليومي ولكن يعتبر بديلاً للكرسي، وأحذر من أن ظاهرة الخمول البدني قد اجتاحت معظم دول العالم وقد احتلت المملكة العربية السعودية المركز الثالث في الخمول البدني على مستوى العالم وهي أيضاً من أوائل دول العالم في السمنة وداء السكري وهشاشة العظام وضغط الدم، وهذه الأمراض تسمى طبياً "أمراض الجلوس". وأردف: "للجلوس الطويل أضرار كبيرة جدا على صحة الإنسان بل أضراره السلبية تجاوزت أضرار التدخين على صحة الإنسان".
واستعرض بعض الحلول الممكنة مثل استبدال الكراسي بكور طبية في بعض المدارس والجامعات والتخلص من الكرسي بالكامل في بعض مدارس الأطفال، مشيراً إلى وجود مدارس في دول أخرى بلا كراسي.
وأشار إلى ابتكار مكاتب نشطة بحيث يتم ربط المكتب بسير متحرك أو دراجة ثابتة حتى يستطيع الشخص البقاء نشطاً طوال الوقت.
