وصف رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض، الدكتور عبدالله الحيدري، معاجم البابطين للشعر بأنها أعمال موسوعية عالية القيمة، ولها مكانة مهمة في المكتبة العربية، وستظل من أهم المراجع التي يُستند إليها في تراجم الشعراء العرب على مدى ثلاثة قرون تقريباً. وأثنى في مستهل محاضرته التي ألقاها أمس السبت في مجلس حمد الجاسر، وأدارها الدكتور إبراهيم السماعيل، على الشاعر والأديب عبدالعزيز بن سعود البابطين ومؤسسته التي أكملت ربع قرن من الزمان محقّقة نجاحات لافتة وغير مسبوقة.
وسلّط المحاضر الضوء في ورقته على حضور الأدباء السعوديين في المعاجم التي أصدرتها مؤسسة عبدالعزيز بن سعود البابطين للإبداع الشعري في الكويت، التي وُصِفَت بأنها عمل غير مسبوق من ناحية الجمع والتوثيق والدقة والمنهجية، وأنها تسد فراغاً في المكتبة العربية، وتقدم خدمة للباحث والأديب والشاعر، وغطّت خريطة العالم العربي، وزادت عليه بعض الشعراء الذين يعيشون خارج المنطقة العربية، ولهم شعر بالعربية.
ورأى "الحيدري" أن عدم تكليف امرأة إلى جانب الرجل في مجال التنسيق والمتابعة في معجم البابطين أدى إلى غياب لافت للشاعرات السعوديات؛ إذ اقتصر المعجم على الترجمة لخمس شاعرات فقط، هن: ثريّا العريّض، أشجان هندي، خديجة العَمري، فاطمة القرني ومنتهى القريش. في حين غابت شاعرات مهمات، ولهن قدم راسخة في الشعر، مثل: ثريّا قابل (أول شاعرة سعودية تصدر ديواناً)، سلطانة السديري، بديعة كشغري، مريم البغدادي، فوزية أبو خالد، هدى الدغفق، لطيفة قاري وغيرهن.
وقال إن من الجوانب المهمة في تراجم الشعراء السعوديين في معجم البابطين وجود تراجم لأشخاص لم يُعرَفوا بوصفهم شعراء، وإنما بوصفهم نقاداً.
واختتم الدكتور الحيدري محاضرته بملحوظة تخص توزيع مطبوعات مؤسسة البابطين للإبداع الشعري؛ فهي من الأعمال التي لا يمكن الحصول عليها بسهولة، ولا تشارك المؤسسة بجناح في معارض الكتب، وإنما هي مخصّصة للإهداء، وهذه إشكالية كبيرة؛ إذ تصل للمسجلين في قوائم المؤسسة من أدباء كبار ومشاهير فقط، أو ممن لهم تراجم في العمل، في حين يعز على الباحث أو الباحثة من غير هؤلاء الحصول عليها، لا إهداء، ولا بيعاً. بعد ذلك فُتح المجال للأسئلة والمداخلات التي أثرت الموضوع.