كشف تقرير صادر عن جمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية عن حجم مساهمتها بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة العمى "لمع" ومجلس الشرق الأوسط وأفريقيا لطب العيون "مياكو" في تنظيم دورات وندوات علمية في العناية بضعف البصر بدعم ورعاية من برنامج الخليج العربي للتنمية ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية وشركة بوينج لصناعة الطيران، مشيراً إلى تأهيل998 طبيب عيون وأخصائياً وفني بصريات في مجال العناية بضعف البصر. وتناول التقرير مشاركة هيئات علمية دولية من الولاياتالمتحدةالأمريكية والهند والمملكة العربية السعودية سعياً منها إلى تطوير الخدمات المقدمة للتعليم المستمر وتدريب المختصين وتوفير كافة الخدمات بهدف رفع مستوى العناية بفئة المصابين بضعف البصر في السعودية وإقليم شرق الأبيض المتوسط، وذلك بعد إدراك حجم الإعاقة البصرية على مستوى العالم.
وتؤكد الإحصائيات الصادرة من منظمة الصحة العالمية أن عدد ضعاف البصر حول العالم قد بلغ (246) مليون ضعيف بصر تتباين حالاتهم ما بين ضعف بصر شديد أو متوسط 65% من حالات ضعف البصر فوق سن "50 عاماً" وتعادل هذه الشريحة العمرية 20% من سكان العالم مما يعني أن ارتفاع عدد المسنين في العديد من البلدان سوف تكون معرضة للإصابة بضعف البصر المرتبط بالعمر، ويقدر عدد الأطفال ضعاف البصر حول العالم بنحو 19 مليون طفل.
وقال التقرير: "15% فقط من ضعفاء البصر هم الذين يحصلون على الخدمات اللازمة وهذا يتطلب تعزيز الخدمات لإيجاد قاعدة صلبة، وجذب الاهتمام الإعلامي نحو مشكلة ضعف البصر ونقص الكوادر والتوعية والمنهجية اللازمة للتعامل مع هذه المشكلة، ويشكّل إقليم شرق المتوسط 12.6% من نسبة الإعاقة البصرية في العالم والتي منها المملكة العربية السعودية".
ودعا التقرير إلى ضرورة اهتمام الجمعية بإعطاء الأولوية لضعف البصر بدءاً بتأهيل الكوادر على العناية بضعف البصر عبر الدورات ضمن نشاطها ومسؤولياتها الاجتماعية نحو تحقيق هدف مبادرة الرؤية 2020 الحق في الإبصار للجميع الذي تعمل على تحقيقه اللجنة الوطنية لمكافحة العمى برئاسة الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز آل سعود.
وقد قدمت "إبصار" ثماني دورات في العناية الإكلينيكية بضعف البصر محلياً وإقليمياً، كما نفذت ثلاث دورات للعناية بضعف بصر الأطفال، بالإضافة إلى المشاركة بتقديم محاضرات وتنظيم ورش عمل عن العناية بضعف البصر في عدد من مؤتمرات الجمعية السعودية لطب العيون ومجلس الشرق الأوسط وأفريقيا لطب العيون.
وبلغ إجمالي المستفيدين من الدورات والمحاضرات وورش العمل حتى العام الماضي 998 طبيب عيون وأخصائياً وفني بصريات وتربية خاصة من المملكة العربية السعودية وعدد من الدول مثل الإمارات، البحرين، عُمان، قطر، الأردن، تونس، السودان، ليبيا، مصر، اليمن، نيجيريا، غانا وتايلند.
وأوصى التقرير باستمرار التعاون مع الجهات والمنظمات المتخصصة في مجال مكافحة العمى وطب العيون والجهات المانحة في تنفيذ مزيد من الدورات سنوياً، والمحافظة على تقديم الدورات من قبل هيئات علمية عالية الخبرة والتخصص في المجال، والاستفادة من الدورات القادمة في تسليط الضوء على أحدث المستجدات الطبية وقضايا ضعف البصر العالمية.
ودعا التقرير إلى تكثيف حملات التوعية الموجهة إلى القطاع الحكومي والخاص والجهات المانحة بالكلفة المترتبة على العناية بضعف البصر وتطوير كوادره بهدف زيادة الموارد المالية للدورات المستقبلية، وأخيراً توعية مستشفيات وعيادات العيون بأهمية الاستفادة من الكوادر التي تم تأهيلها لتقديم خدمات ضعف البصر في مستشفياتهم.
من ناحية أخرى، كشف أمين عام الجمعية محمد توفيق بلو عن عدد من التحديات التي تواجه الجمعية، فبالرغم مما حققته الدورات والأنشطة العلمية الأخرى من نجاحات ونتائج إيجابية إلا أنها واجهت محدودية الدعم المادي والمعنوي من قبل القطاع الحكومي والخاص المعني بخدمات ضعف البصر وإعادة التأهيل باستثناء برنامج الخليج العربي للتنمية ومجموعة البنك الإسلامي وشركة بوينج لصناعة الطيران.
وقال "بلو": "هذا الأمر أدى إلى إلقاء العبء الأكبر على عاتق الجمعية في تنفيذ الدورات بمفردها رغم الحاجة الماسة إلى تدريب كوادر مستشفيات القطاع العام والخاص على العناية بضعف البصر نظراً لارتفاع حالاتها في المجتمع المحلي والإقليمي".
وأشار "بلو" إلى أن الدورات والبرامج التي نفذت كانت ناجحة ومميزة نوعياً وفق المعايير والمقاييس الفنية من حيث عدد المشاركين والمعلومات المقدمة والمخرجات، وحققت أهدافها المتعلقة بتأهيل الكوادر المتخصصة في مجال العناية الإكلينيكية بضعف البصر، مما يؤدي حتماً إلى زيادة الوعي بأهمية العناية بضعف البصر وزيادة عدد المستفيدين من الخدمات.
