أكد الأمير عبدالعزيز بن سطام أن شبهات الأمر الواقع اليوم هي شبهات الماضي، والتصدي يجب أن يبدأ من اليوم لشبهات المستقبل، مشيراً إلى أن الحرب على سيادة الشريعة هي إحدى مقدمات شبهات المستقبل. وقال في الجزء الثاني من لقائه المفتوح مع طلاب وطالبات جامعة حائل إن العديد من المغرّر بهم مع الجماعات المتطرفة ما هم إلا أناس بسطاء خاوون فكرياً؛ الأمر الذي سهل مناصحتهم وتدريسهم. وفي التفاصيل، شدد سموه على الانتباه إلى أن من يحارب الإفراط بالتفريط والغلو بالجفاء يخسر الوسطية والاعتدال بشكل مضاعف، ومن الجهتين؛ لذلك فإن التحصين يكون بتتبع الحق وليس بتتبع الشبهات، مؤكداً أن التحصين غير ممكن بتتبع الشبهات والرد عليها، وإنما يكون بتعلم الحق وقياس الأمور عليه للتعرف ما إذا وقع الإنسان في شبهة أو سلم حسب المسافة التي تفصله عن الحق الذي يعرفه.
وقال في إجاباته عن الطلاب إن الباطل ليس له قوة ذاتية. قوة الباطل إنما تكون بمقدار تقصير أهل الحق. فلو عمل أهل الشبهات بالقاعدة الفقهية: لا يترك الحق المقدور عليه من أجل الباطل لسقط الكثير من الخبث. مشدداً على أنه لا يمكن دحض الشبهات بالتجهيل بالدين، وأن تقوية الصلاح أولى وتُقدَّم على محاربة الفساد.
وأشار إلى أن محاربة الفساد دون تقوية الصلاح أمر ذو تكلفة عالية وجدوى ضعيفة، وإلى ضرورة توزيع الجهود على 80 % لتقوية الصلاح و20 % لمحاربة الفساد، وبذلك يتحقق الإصلاح بكفاءة عالية وتكلفة منخفضة.
وتابع: إن الاقتصار على محاربة الفساد دون تقوية الصلاح عودة لنقطة الصفر دون استصلاح؛ فالاستصلاح يقدم على تعجيل العقاب، والحل الوسط ليس خلطاً بين الحق والباطل، فهذه هي أنصاف الحلول، والحل الوسط هو في تأجيل بعض الحق اليوم ليستدرك غداً، إنما الحل الوسط هو في تقديم المصلحة التي تفوت على المصلحة التي لا تفوت.